- يسرى فودة يوظف أدواته فى صياغة رسائل ملونة وخارجة على الضوابط المهنية
- حلقة "أسابيع الآلام" نموذج مباشر لآلية التضليل فى معالجة الموضوعات على أرضية سياسية موجهة
- لقاء الكيمياء المؤتلفة.. الثأر لـ"ميركل" أم الكذب لوجه الكذب وحسب؟
- لقاءات تجمع "فودة" وقيادات "دويتش فيله" بعناصر إخوانية فى لندن وبرلين واتفاق على تبنى خطاب الجماعة
- هل يمهد برنامج "السلطة الخامسة" وصاحبه للجماعة الإرهابية لطرح ملف المصالحة مع الدولة؟
إذا ابتغيت تنفيذ جريمة كاملة، فلن يفيدك أكثر من رجل قانون، وبالمنطق نفسه فإنك إن أردت بث رسالة إعلامية مسمومة، والتلاعب بقواعد المهنة وآليات صياغة الرسالة الإعلامية وتوصيلها، فلن تُحصّل ما تبتغيه إلا إن استخدمت إعلاميا يمتلك أدواته، يبدو للعيان رصينا وقويا وذا منطق، وفيما يخفى عن عينيك فإنه وثيق الصلة بماكينات وأدوات غير إعلامية بالأساس، صُنع بشكل جيد على عين أجهزة كبرى وبأيدى مؤسسات دولية منظمة، وتعمل وفق مناهج محكمة، يتداخل فيها الذاتى بالموضوعى، والسياسى بالإعلامى، والأمنى بالمهنى، وهذا بالضبط ما يبدو أن يسرى فودة يعمل وفق محدداته منذ التحاقه بركب "دويتش فيله"، وربما منذ بدء رحلته المهنية نفسها.
فى وقت سابق من الشهر الماضى، تناولت "انفراد" فى ملف مطول، كثيرا من خلفيات وحقائق شبكة "دويتش فيله" الإعلامية الألمانية، وحقيقة علاقتها بدائرة الاستخبارات الاتحادية، وتبنيها لخطاب حزب العمال القومى الاشتراكى "الحزب النازى"، ووزير دعايته السياسية جوزيف جوبلز، خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، ووضعها كجناح إعلامى ضمن مجموعة من الأجنحة التى استغلتها الاستخبارات الألمانية فى عملها خارج حدود البلاد، إلى جانب مؤسسات أخرى عديدة، لعل فى مقدمتها "فريدريش ناومان"، المقربة من الحزب الديمقراطى الحر، الذى قدم أول رئيس لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، تيودور هويس، وهو نفسه من أسس "دويتش فيله"، والاستخبارات الاتحادية، و"فريدريش ناومان" التى تعهدت يسرى فودة منذ بدايته بالتدريب والدعم والرعاية، لتوطد علاقته الرسمية بالدوائر الإعلامية الملونة فى ألمانيا، وصولا إلى الالتحاق المباشر بقلبها الصلب ومركز ثقلها، بالتعاقد مع "دويتش فيله" فى يونيو الماضى، والخروج ببرنامجه "السلطة الخامسة" عبر شاشتها فى أغسطس.
برنامج تليفزيونى بـ"سكريبت" أمنى
منذ انطلاقة "السلطة الخامسة" فى بداية أغسطس الماضى، اعتمد يسرى فودة خلطة ثابتة فى أدائه، بدءا من اختيار محاور الحلقات ومعالجتها وصياغة النصوص والرسائل، ربما لم تبتعد فى الجانب الأكبر منها عن خلطة "يسرى" التقليدية التى اعتادها الجمهور، المقدمة النارية الموشاة بالبلاغة الظاهرة، التى يسهل تفكيكها واكتشاف دعائيتها ووجهها الخطابى المخفى خلف ستارة تدعى الموضوعية، والجمل المكثفة سريعة التلاحق، التى تحمل رأيا مباشرا، عاريا فى الغالب من موضوعية التناول الإعلامى، ويمثل فى جوهره مجرد أداة وظيفية ومدخلا أوليا لعرض لاحق، يتم توزيع رسالته الأساسية على مشاهد وتفاصيل وضيوف وفقرات متلاحقة، لا يمكنك القبض المباشر على مقصدها الأساسى، مكشوفا وموجزا، ولكنها تعمل على ترسيخ أثر نفسى نهائى فى وعى المتلقى، وصناعة بؤرة انفعال وشحن لديه، وتغذيتها وإذكاء نارها، وصولا إلى المحطة النهائية، التى ترسو فيه قوارب المشاهدين على الشاطئ الذى أراده "يسرى" وفريقه، أو بالأحرى أراده من يصيغون رسائل البرنامج، ويوجهون صُنّاعه قبل مشاهديه.
فى حلقة قريبة من البرنامج، وضع يسرى فودة عنوانا عاما "أسابيع الآلام فى سنوات الاكتئاب"، صاغ الإعلامى محترف التلوين مقدمته الأولى، المصحوبة بتقطيع بطىء لصور من دول الربيع العربى، تونس وسوريا واليمن ومصر، مركزا على الأخيرة بالطبع، مع قدر من التلاعب فى إضاءة الصور وأجوائها لإكسابها قدرا من الميلودراما والمأساوية، عمقت منها تعبيرات "يسرى" التى ركزت على كلمات "البؤس" و"الفقر" و"الظلم" و"انعدام الفرص"، وغيرها من القاموس الشبيه، الذى يصنع إلى جوار القاموس البصرى الملعوب فيه رسالة عاطفية مباشرة، تنهى مقدما أى فرصة لتناول موضوعى لمحور الحلقة "الاكتئاب فى المنطقة العربية"، وإلى جانب هذا الشحن الموجه الذى لا ينسجم مع موضوع ذى طابع علمى، يُفترض استناده لتقارير منظمة الصحة العالمية، وتجارب مباشرة وآراء خبراء وأطباء نفسيين، لا يمكن إغفال الدلالة المباشرة التى يحملها عنوان الحلقة المذاعة فى 12 أبريل الجارى، "أسابيع الآلام"، فبعد ثلاثة أيام على حادث تفجير كنيستى "ماجرجس" فى طنطا، و"مارمرقس" بالإسكندرية، يستعير يسرى فودة أجواء الحادثين اللذين وقعا فى أسبوع الآلام المسيحى، ليمثل العنوان غرض الحلقة المباشر، الذى حاولت التفاصيل اللاحقة إخفاءه فى زحام المفردات والأرقام والضيوف، وهذا بالضبط ما يعمل من خلاله "سكريبت" السلطة الخامسة، الذى يبدو أنه يُصاغ بمنطق مشفر وإيحائى، وأقرب لصيغة الخطاب الأمنى من الخطاب الإعلامى.
فى بداية البرنامج، يستعرض يسرى فودة أعداد المصابين بالاكتئاب فى دول العالم المختلفة، من واقع تقارير منظمة الصحة العالمية، وهنا يأتى الاستعراض من خلال نصوص مكتوبة على الشاشة، مصحوبة بصور شبه محايدة من الدول المذكورة، يخصم من وضوحها حجم النص المكتوب، مع موسيقى هادئة وغير مزعجة، ولكن هذه الصور تصبح مشحونة للغاية مع الدول المستهدفة، أو مع مصر تحديدا، لينتقل يسرى فودة من الإحصائية التى تتضمن معاناة 56 مليون هندى من الاكتئاب، إلى المنطقة العربية التى لا تضم دولها الـ22 كل هذا العدد، ليعود صوته الرنان والعاطفى مباشرة، منحّيا دول العالم وأرقامها وإحصائياتها، ومركزا على غايته مسبقة الاستهداف، المنطقة العربية، وخاصة دول الربيع العربى، ومصر بشكل أكثر تخصيصا وتحديدا.
يسرى فودة يثأر لـ"أنجيلا ميركل"
فى وقت سابق من العام الجارى، زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الولايات المتحدة الأمريكية، للقاء الرئيس الجديد دونالد ترامب، وجرت الزيارة فى أجواء محايدة لدرجة البرود، إلى حد أن الإعلام الأمريكى والأوروبى تناول الأمر بشكل واسع، وعبرت منصات إعلامية ألمانية عن استهجانها لما شهدته الزيارة، خاصة الموقف الذى تردد فيه "ترامب" فى مصافحة "ميركل" بينما مدت يدها له، فى الوقت الذى شهدت فيه زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لواشنطن، التى تلت زيارة "ميركل" بأسابيع، احتفاء رسميا وإعلاميا واسعا، وهو الأمر الذى يبدو أنه أثار حفيظة الأجهزة الأمنية فى ألمانيا، وأذرعها الإعلامية، فكان تكليفها لسلطة يسرى فودة الخامسة بالثأر لـ"ميركل".
البرنامج الذى ركز منذ حلقته الأولى على توجيه رسائل إعلامية ملونة تخص الشأن المصرى، بعيدا عن الأطر والمحددات المهنية التى يعلمها يسرى فودة، وبالتأكيد يعلمها من يديرون "دويتش فيله" ويمولونها، بذل جهدا كبيرا على مدى شهور طويلة فى اقتناص أى منفذ للهجوم الرمادى وغير الموضوعى على الدولة المصرية، مدفوعا بالعلاقات المتنامية بين جماعة الإخوان الإرهابية والاستخبارات الألمانية، ودعم تركيا المباشر لعناصر الجماعة فى برلين، وحضور عدد من أعضاء الجماعة ورجال التنظيم الدولى ضمن الهياكل الإدارية العليا فى المؤسسة الإعلامية الألمانية ذات الصفة الرسمية، فمن حلقة موجهة ومبنية بمنطق انحيازى عن العلاقات المصرية السعودية، إلى حلقة مع عمرو حمزاوى، كبير الباحثين بمركز كارنيجى، خريج جامعات ألمانيا ووطيد الصلة بالأجهزة الأمنية هناك، باحثا ومحاضرا، وربما بصفات وأطر عمل أخرى، إلى حلقة الاكتئاب، وصولا إلى "لقاء الكيمياء المؤتلفة.. ترامب والسيسى فى المكتب البيضاوى"، المذاع فى الخامس من أبريل الجارى، وقبل عودة الرئيس المصرى من واشنطن.
فى الحلقة الموجهة، كعادة يسرى فودة فى "السلطة الخامسة"، وفيما قبلها من برامج عبر الجزيرة وغيرها من القنوات، بدأ إطلالته بحديث مقتضب عن احتفاء ترامب بالزيارة، ثم استعراض لعدد قليل من الموضوعات التى حملت انتقادات للدولة المصرية فى عدة صحف أمريكية، مصحوبة بصور من احتجاجات وتظاهرات قديمة شهدتها مصر قبل أعوام، وصور للصفحات الأولى من عدة صحف مصرية، فى إطار خلق صورة مضادة وتشويش وجهة النظر الأخرى، ضمن آلية عرض تضليلة لا تسمح بالرأى غير المقبول تمريره بالانفراد بمساحة فردية مكافئة للتوجه المروج له، وبتعمد تجاهل عشرات التقارير والموضوعات المحتفية بالزيارة فى واشنطن بوست ونيويورك تايمز وهيرالد ترابيون و"سى إن إن" وعشرات غيرها من المنصات الإعلامية الأمريكية، ولأن موجة الانتقاد فى الصحافة الأمريكية وقتها لم تكن واسعة، اضطر "فودة" للاقتراب من تفاصيل الموضوعات بشكل متأنٍ، لفرد مساحة أوسع لصيغة الهجوم، فى مقابل صيغة الاحتفاء التى حملتها مواقف "ترامب"، ووفق هذا المنطق سارت الحلقة حتى نهايتها، مع استضافة "ميشيل دن"، مديرة برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجى، والمعروف علاقتها الوطيدة بـ"إيباك"، أبرز جماعات الضغط الإسرائيلية فى أمريكا، ولم تكن حالة الشحن والتشنج التى أصابت خطاب "فودة" مبررة وفق أى منطق مهنى، اللهم إلا التبرير الوحيد المرتبط بتوجهات الممولين، وتفانى "الصول يسرى" فى ارتداء الخوذة الألمانية، وتحديدا جهازها الأمنى المتصل مؤخرا بالإخوان والداعم لهم.
توجيهات لـ"يسرى" بالتصعيد ضد مصر
المعالجات المتلاحقة لموضوعات ملونة، تفتقر للمهنية وقواعد الأداء الإعلامى الرصين والموضوعى، فيما يخص الشأن المصرى بشكل خاص، كانت كافية لإثارة قدر كبير من الأسئلة حول مبعث هذه الحملة المكثفة، وتصاعدها المستمر يوما بعد يوم، منذ انطلاق برنامج يسرى فودة "السلطة الخامسة"، وهو ما قالت مصادر مقربة من قيادات ومسؤولين بـ"دويتش فيله" وبعض المتعاونين معها، إنه يأتى فى إطار إعادة بناء توجهات المؤسسة تجاه الأوضاع المصرية، وإن لقاءات عديدة جمعت قيادات "DW" خلال الفترة الأخيرة، بعدد من أعضاء التنظيم الدولى للإخوان، إلى جانب لقاءات جمعت يسرى فودة بأفراد مقربين من إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى، فى العاصمة البريطانية لندن، أسفرت عن اتفاق بين الطرفين على دعم الجماعة وتبنى خطابها، والضغط على الدولة المصرية عبر المعالجة الإعلامية لعدد من الموضوعات، فى إطار التمهيد لطرح ملف المصالحة مع الجماعة، واستخدام القنوات السياسية والأمنية التى تعمل "دويتش فيله" من خلالها، فى إطار الضغط على المؤسسات السياسية الألمانية، لتبنى هذا الخطاب والتواصل مع المؤسسات المصرية بشأنه.
التقارب القوى الذى يجمع "دويتش فيله" وجماعة الإخوان الآن، يتصل فى جانب كبير منه بالأذراع التركية القوية فى ألمانيا، التى تدعم الجماعة وتفتح قنوات اتصال عديدة لها مع جماعات ضغط وأجهزة أمنية واستخباراتية فى برلين، ويتصل فى جانب آخر بمدير القسم العربى بالمؤسسة، ناصر الشروف، الفلسطينى المرتبط بعلاقات قوية مع "حماس"، وبالقائمين على مكتب المؤسسة بالقاهرة، المحسوبين على الجماعة ومكتب إرشادها فى مصر، ولكن جانبا غير هين منه يرتبط بالعلاقات المباشرة التى تجمع يسرى فودة بعناصر وقيادات إخوانية، منذ عمله فى هيئة الإذاعة والتليفزيون البريطانية "بى بى سى"، عبورا إلى ارتباطه العملى الطويل بقناة الجزيرة القطرية، الذى امتد لأكثر من 13 سنة، وحتى تواجده فى مصر منذ 2009 وحتى قراره بإيقاف نشاطه الإعلامى فى 2014، واتجاهه للتعاون مع جهات أخرى، وهى العلاقة التى شهدت مئات اللقاءات منذ تسعينيات القرن الماضى، مع أقطاب ورموز إخوانية فاعلة فى صناعة قرار الجماعة وتنظيمها الدولى، فى لندن والدوحة وبرلين والقاهرة، وصلت فى بعض مراحلها للتمتع بقناة اتصال مباشرة بمكتب إرشاد الجماعة ورجلها الأقوى خيرت الشاطر.
رحلة يسرى من لندن لبرلين
ربما يكون المدخل الأكثر إيضاحا وكشفا لمسارات يسرى فودة ومراحل تحوله المهنية، وبحسب ما عرضناه تفصيليا فى ملف "انفراد" السابق عن "دويتش فيله" وأحدث لاعبيها وأدواتها، يبدأ من القاهرة، ومرحلة تعاونه مع "فريدريش ناومان"، وثيقة الصلة بالحزب الديمقراطى الحر، والقريبة من الدوائر الاستخباراتية الألمانية، وهذا التعاون نفسه ما يضع علامة استفهام كبيرة فى نهاية جملة انتقال "فودة" للعمل فى "بى بى سى" خلال تسعينيات القرن الماضى، وتمتعه سريعا بعلاقات قوية مع عدد من قيادات جهاز الاستخبارات البريطانى "MI6"، وهو ما وفر له فرصة كبيرة لاحقا للقاء أحد عملاء الاستخبارات الداخلية البريطانية المنشقين، وصنع أولى حلقات برنامجه الأشهر عبر شاشة الجزيرة "سرى للغاية".
من هذه العلاقة الغريبة، تمكن يسرى فودة من صنع اسمه البارز إعلاميا، عبر تسهيلات مالية ومعلوماتية ولوجستية حصل عليها من الجهاز الاستخباراتى الأقوى والأكثر سيطرة فى ملف الجماعات الدينية والإسلام السياسى، ومن خلاله التقى رمزى بن الشيبة وخالد شيخ محمد، أبرز الضالعين فى تفجيرات 11 سبتمبر، قبل أن يبلغ عنهما لاحقا، بحسب الشبهات المحيطة به، ومنها أيضا عبر الحدود السورية إلى العراق بصحبة المجموعة الأولى من إرهابيى تنظيم الدولة، الذى تحول إلى "داعش" لاحقا، وحظى بدعم وتعاون كبيرين من الأجهزة الأمينة الإسرائيلية لدى زيارته لـ"حيفا" فى إطار العمل على حلقة "الطريق إلى عتليت" ببرنامج "سرى للغاية"، لينتقل فى مرحلة لاحقة إلى برلين، متعاونا مع "دويتش فيله" المعروفة بعلاقاتها القوية مع دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية "BND"، وهو نفسه الذى قال فى تدوينة عبر صفحته على "فيس بوك"، إبان مبارة كرة قدم جمعت منتخبى بريطانيا وألمانيا فى مارس 2016، إن المباراة أشبه بالحرب العالمية الثانية، وبعيدا عن الدلالة النفسية التى يمكن أن يحملها هذا التشبيه واستخدام "فودة" له، فإن الانتقال بالتأكيد من صفوف "بى بى سى" وثيقة الصلة بالاستخبارات البريطانية، إلى "دويتش فيله" وثيقة الصلة بالاستخبارات الألمانية، أكثر شبها بالحرب العالمية الثانية من مباراة كرة قدم، وأكثر تلخيصا لـ"فودة" ورحلته الإعلامية، التى توفر لها قدر كبير من الذيوع والانتشار والأضواء، بفضل هذه الانتقالات "الحرب عالمية"، أو "الباردة".
فى حلقة "السلطة الخامسة" التى استضاف فيها يسرى فودة، الباحث عمرو حمزاوى، على هامش وجوده بالعاصمة الألمانية برلين، فى إطار فعالية ترتبط بتعاونه البحثى والتدريبى مع إحدى الجهات الألمانية المهمة، تعمد "فودة" الكذب الصريح بتزوير تصريح منسوب لوزير خارجية إسرائيل، أفيجدور ليبرلمان، لإيهام المتابعين بأن المسؤول الإسرائيلى يؤكد تنفيذ جيش بلاده عمليات عسكرية فى سيناء، مستغلا عدم معرفة المتابعين للغة العبرية، ولدولة "ليختنشتاين" التى ذكرها "ليبرلمان" فى تصريحه على سبيل السخرية من السؤال، ليؤكد هذا الموقف العابر الذى لم يستغرق دقيقة على الشاشة، المنطق الإعلامى الذى يعمل من خلاله يسرى فودة، ورحلته من الانحياز للجماعات الإرهابية "القاعدة وداعش" فى ظل دعم استخباراتى بريطانى، إلى انحيازه الآن لجماعة الإخوان فى ظل دعم استخباراتى ألمانى، وكأن هذه الرحلة الإعلامية الطويلة مجرد رحلة بين جهازين، وليست فى جوهرها أكثر من خلع "الخوذة البريطانية"، لارتداء "الخوذة الألمانية".