تحليل يكتبه إسلام إبراهيم: الإنذار الأخير للحكومةالغوا السفر للبرازيل والدول الموبوءة بفيروس زيكا قبل أن يغزو مصرمنظمة الصحة تفرض الطوارئ العالمية لمواجهته واستجابة مصر ضعيفة رغم أن البعوضة موجو

•خريطة توضح الدول التى ينشط بها فيروس زيكا •وزارة الصحة أكدت أن البعوضة الناقلة للمرض موجودة فى مصر •فيروس زيكا خطر على الحوامل ويسبب تشوهات لرأس الأطفال •البرازيل شهدت مؤخرًا أكثر من 5 آلاف حالة لتشوه الأجنة •لا يوجد مصل أو علاج لفيروس زيكا حتى الآن يشهد العالم حالياً تحركًا واسعًا وانتفاضة قوية لمواجهة فيروس زيكا، وذلك بعد إعلان منظمة الصحة WHO حالة طوارئ عالمية لمواجهة فيروس زيكا، إثر انتشاره فى أكثر من 30 دولة وتسببه فى الآلاف من تشوهات الأجنة، فى الوقت الذى لا نرى فيه استجابة قوية من مصر تجاه هذه الأزمة.

لذا نوجه هذا الإنذار للحكومة المصرية ووزارة الصحة، وربما هى الفرصة الأخيرة لتعديل الأوضاع واتخاذ إجراءات صارمة تضمن إحكام السيطرة على الأمور قبل أن نصحو قريبًا على خبر ظهور أول إصابة بفيروس زيكا فى مصر، وهو أمر ليس مستبعدًا تمامًا، وخاصة أن دولاً بحجم أمريكا وفرنسا وإسبانيا شهدت ظهور إصابات بالفيروس، رغم أنها تتمتع بمستوى رعاية صحية أفضل من مصر بكثير.

ويأتى ذلك فى ظل لجوء الكثير من السيدات بالبرازيل للإجهاض خوفًا من إصابة أطفالهن بالتشوهات، وهو ما أدى لارتفاع معدلات الوفيات بين الأمهات فى سن الإنجاب، هذا بخلاف الشكوك التى أثيرت حول إقامة بطولة الألعاب الأوليمبية التى بالبرازيل خلال هذا العام، بالإضافة إلى ما كشفته أخر الأنباء حول وجود شكوك قوية حول انتقال المرض بواسطة نقل الدم وعبر العلاقة الجنسية، كل هذا يحتم علينا ضرورة التصدى بكل قوة لفيروس زيكا واتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة.

الفيروس يصبح خطيرًا إذا أصاب السيدات الحوامل، لأنه يتسبب فى تشوهات الأجنة، حيث يولد الطفل برأس حجمها أصغر من المعدل الطبيعى وكما يعانى انكماشًا فى المخ، وقصورًا فى القدرات العقلية، ولكن هذا لا يعنى على الإطلاق أن يكون تركيزنا كله منصبًا على السيدات، لأن الرجال إذا أصيبوا بالفيروس فقد يعملون كوسيط ناقل للمرض.

بدأت استشعر الخطر بعدما كشفت وكالات الأنباء العالمية مؤخرًا عن حدوث أول حالة إصابة بفيروس زيكا لسيدة حامل فى أوروبا، عادت للتو من رحلة سياحية فى دولة كولومبيا، إحدى الدول التى ينتشر بها فيروس زيكا، وهو الحال نفسه مع أغلب الحالات المصابة بالمرض.

ويأتى هذا فى ظل التوصيات التى أصدرتها العديد من المنظمات الصحية العالمية بعدم السفر إلى الدول والمناطق الموبوءة بفيروس زيكا، وهو ما يعنى أن فيروس زيكا قد يظهر بمصر أيضًا إذا لم نفرض قيودًا على السفر إلى الدول الموبوءة بالمرض، وما لم نهتم بالحجر الصحى والكشف بدقة على الأشخاص القادمين من هذه الدول إلى مصر.

ومن أبرز الدول التى ينتشر بها فيروس زيكا: البرازيل وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور والسلفادور وهايتى وجواتيمالا والمكسيك وباراجواى وفنزويلا وبنما وهندوراس وجمهورية الدومنيكان وبربادوس وجمهورية سورينام ودولة الرأس الأخضر الأفريقية وإقليم جزر العذراء الأمريكيةـ وذلك حسبما نشر بموقع مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية CDC.

الخطير أيضًا أن المرض لا توجد له وسائل تشخيصية دقيقة حتى يومنا هذا، وكما لا توجد أى علاجات نهائية له أو أمصال واقية تقى من الفيروس، بالإضافة إلى أن أعراض المرض والتى تشمل:الحمى وآلام المفاصل والطفح الجلدى والتهاب ملتحمة العين والصداع، لا تظهر على سوى 20% من الأشخاص المصابين به، ولا ننسى أن البعوضة الزاعجة المسببة للمرض توجد فى مصر، وقد يساعد دخول فرص الربيع والصيف على تكاثر البعوضة وزيادة أعدادها.

وتحتم كل هذا الحقائق التى استعرضناها على الحكومة المصرية أن تتعامل بجدية مع فيروس زيكا وأن توليه القدر الكافى من الاهتمامه، وخاصة أن الرعاية الصحية فى مصر ليست على المستوى المطلوب ولن نتحمل الإصابة بمرض جديد.

ويستلزم الأمر من الحكومة اتخاذ قرارات جريئة فى أقرب وقت لمكافحة فيروس زيكا، وذلك تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين لإدارة هذه الأزمة ومنع السفر إلى الدول الموبوءة أو فرض المزيد من القيود على الرحلات إليها، بجانب تكثيف الكشف على الأشخاص الوافدين من هذه الدول، وأيضاً بدء برامج مكافحة البعوض وتنقية المصارف والترع، مع تدشين حملات إعلامية لتحسين وعى المواطنين عن المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه.

فهل نرى تحركًا حقيقيًا من القائمين على الدولة لإنقاذ الموقف واتخاذ قرار سريع تجاه فيروس زيكا؟ أما أننا سنقرأ خبر ظهور المرض وانتشاره على صفحات الجرائد، وحينها سيتكاتف الجميع وسنرى تحركًا واسعًا من كل أجهزة الدولة ولكن بعد فوات الأوان.