قال جوناثان مارجوليس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون المحيطات والبيئة الدولية والعلوم، إن مصر والولايات المتحدة تتعاونان فى تمويل مشروعات بمجالات مختلفة، من خلال الصندوق الأمريكى المصرى المشترك للعلوم والتكنولوجيا.
وتحدث المسئول الأمريكى و صمويل هوريتون، نائب رئيس مؤسسة العلوم الدولية والوطنية والهندسة، فى لقاء مع عدد من الصحفيين بالسفارة الأمريكية فى القاهرة، الاثنين، عن العديد من المجالات البحثية والمشروعات التى يقوم الصندوق بتمويلها سنويا، مشيرا إلى أن مصر والولايات المتحدة يتشاركان فى التمويل حيث تساهم كل منهما بـ4 مليون دولار سنويا.
وأشارا إلى أن التمويل هذا العام مخصص للأبحاث فى مجالات الصحة والمياه والزراعة والطاقة، بالإضافة إلى تخصص يربط بين المياه والغذاء والزراعة وهو أمر هام لمصر والولايات المتحدة حاليا.
واجتمع مجلس إدارة الصندوق الأمريكى المشترك للعلوم والتكنولوجيا في القاهرة في الفترة ما بين 23 و24 أبريل الجاري حيث تمت الموافقة على 15 مشروعا في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه ومواصلة تخصيص جزء من تمويله للأنشطة المتعلقة بالابتكار.
تمويل أكثر من 500 مشروع بحثي
وسبق وقدم الصندوق المشترك منحا لأكثر من 500 مشروع بحثي مشترك في مجالات متنوعة كالزراعة والهندسة والصحة والطاقة المتجددة والمياه، وساهمت البحوث التي أجريت مؤخرا في توفير اللقاحات لفيروس انفلونزا الطيور واستحداث خلايا طاقة شمسية عالية الكفاءة وتحسين انتاج القمح مع الحد من استخدام الأسمدة الكيماوية.
وردا على سؤال انفراد بشأن إحتمال تعاون واشنطن مع مصر فى بناء مفاعل نووى لإنتاج الطاقة لأغراض سلمية، أشار مارجوليس، إلى أن هذا النوع من المشروعات ليس ضمن المجالات التى يمولها المجلس المشترك، وأضاف أنه بشكل عام عملية بناء مفاعل نووى ليست سهلة وتحتاج إلى حرص شديد للغاية ومراعاة إجراءات السلامة المشددة.
وأوضح أنه وفقا لخبرة الولايات المتحدة فى هذا الأمر فإنه يشكل تحديا من جوانب مختلفة بدءا من إجراءات الترخيص وإجراءات الأمان التى نأخذها على محمل الجد.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تبن مفاعل نووى منذ 30 عاما نظرا للتحديات الكبيرة التى تصاحبه.
ولفت المسئول الأمريكى إلى إن الولايات المتحدة تعتمد على ما بين 16 و18% من حاجتها للطاقة على الطاقة النووية.
وتتجه مصر للإعتماد على الطاقة النووية كأحد الركائز الأساسية لتوليد الطاقة النظيفة من خلال محطة الضبعة النووية المقرر إنشاءها بالتعاون مع روسيا.
قضايا المياه فى مصر
وقال مارجوليس، إنه ناقش خلال اللقاء السنوى لمجلس إدارة الصندوق الأمريكى المصرى المشترك للعلوم والتكنولوجيا، القضايا المتعلقة بالمياه فى مصر. وأضاف أن الجانبين المصرى والأمريكى تحدثوا عن الحاجة لتكنولوجيات تحسين كفاءة إستخدام المياه والرى ومسائل إعادة الإستخدام وكيفية تطوير الصحراء الغربية.
وجاء توضيح المسئول الأمريكى ردا على سؤال انفراد بشأن الدراسات الحديثة التى حذرت من تأثير سد النهضة الأثيوبى على حجم المياه لمصر وتوقعات معاناة مصر من نقص المياه لاسيما مع زيادة الطلب فى ظل الزيادة السكانية.
غير أن مارجوليس أشار إلى أنه لم يتم مناقشة الأمور الجيوسياسية، إذ انحصر الحديث عن الحاجة لتكنولوجيات تحسين كفاءة إستخدام المياه والرى ومسائل إعادة الإستخدام وكيفية تطوير الصحراء الغربية، قائلا "تركيزنا ليس على سياسات إدارة المياه مع دول حوض النيل ولكن كيفية إستخدام المصادر التى لديك وإستخدام التكنولوجيا والعلوم والإختبارات العلمية لتحسين كفاءتها."
وعلق صمويل هوريتون، نائب رئيس مؤسسة العلوم الدولية والوطنية والهندسة،على سؤالنا قائلا: إن واحدة من منافع التعاون العلمى أنه إلى حد كبير غير مقيد بالحدود أو السياسيات وأنه يتعلق بحل المشكلات، إذ تمنح العلوم الأمل فى المستقبل.
وقال فى رده على محررة انفراد "الكثير من المشروعات التى ناقشناها خلال لقاءنا يتركز على القضايا التى تحدثتى عنها ولكن ليس من المنظور السياسى وإنما كيف نستخدم القدرة الفكرية لبلدينا فى تطوير حلول للقضايا التى تواجهنا"، وأضاف "وظيفتنا كعلماء هو تقديم التكتولوجيات كخيار أمام صناع القرار".