أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى تمثل خطرا كبيرا لعدد من الحكومات حول العالم، فلم تعد مجرد أداة للتسلية والدردشة، بل أنها تلعب دورا أساسيا فى الرأى العام، ويتم اتهامها باستمرار بأنها وراء أغلب المشكلات السياسية التى تحدث حول العالم، وليس هذا فقط بل أن البعض يعتقد أنها قادرة على التحكم فى مستقبل دول العالم والانتخابات.
وكانت الهند قد أمرت مزودى خدمات الانترنت فى "كشمير" التى تسيطر عليها بالحجب الفورى لموقع فيس بوك وتويتر و 20 موقعا آخر من مواقع التواصل الاجتماعى وتطبيقات الإنترنت لمدة شهر واحد، وهذا بعد أن اثارت عدة مقاطع فيديو وصور تعكس انتهاكات كشميرية مزعومة من قبل قوات الأمن الهندية الغضب وتسببت فى احتجاجات واسعة وانتشار العنف.
وقالت الحكومة أن القيود التى صدرت أمس الأربعاء جاءت من أجل الحفاظ على النظام العام، وقال Pranesh Prakash مدير السياسة العامة لمركز الانترنت والمجتمع الهندى، إن هذه الخطوة غير مسبوق من الناحية القانونية فى الهند وتعد ضربة لحرية التعبير، كما أنها لا تنتهك الدستور الهندى فحسب بل تنتهك أيضا القانون الدولى.
استخدام الحجب فى السابق
وفقا لموقع inquirer الهندى، فكثيرا ما أوقفت الحكومة خدمة الانترنت فى المنطقة فى الماضى فى محاولة لمنع تنظيم مظاهرات مناهضة للهند، ولكن هذه هى المرة الأولى التى تغلق فيها السلطات وسائل الاعلام الاجتماعية عقب نشر مقاطع فيديو من الانتهاكات المزعومة من جانب الجنود الهنود، وقد ثبت أن العديد من المقاطع الاخيرة التى تم التقاطها كانت قوية بشكل خاص وساعدت فى تكثيف الاحتجاجات ضد الهند.
استخدام وسائل التواصل لكشف الانتهاكات
كشفت دراسة سابقة قامت بها الحكومة الهندية أن الكشميريون الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما، والذين نشئوا فى مجتمع متطرف سياسيا وسط النزاع المسلح الوحشى وارتفاع معدلات البطالة، أكثر دهاءً فى مجال التكنولوجيا ويشاركون العديد من المحتويات عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، وتخشى منهم الهند لأنهم يشكلون ثلثى سكان الإقليم مع ما يقرب من 13 مليون نسمة.
وليس هذا فقط بل أن أصبح "برهان وانى" قائد المتمردين بفضل مشاركاته على موقع فيس بوك، وأدى إلى مقتله العام الماضى من قبل القوات الهندية إلى مظاهرات واشتباكات فى الشوارع فى جميع أنحاء كشمير، تم الدعوة لها عبر مواقع التواصل.
حجب السوشيال ميديا حول العالم
ليست الهند هى الوحيدة التى تلجأ لحجب مواقع التواصل الاجتماعى من أجل قمع المظاهرات أو السيطرة على المشهد السياسى، بل أيضا هناك دول أخرى مثل تركيا تحجب فيس بوك ويوتيوب وتويتر مع أى أزمة سياسية بشكل كامل، وخلال العام الماضى استخدمت تركيا الحجب كوسيلة لمواجهة المظاهرات والاحتجاجات الداخلية على الحكومة، لمنع تعرض مواطنيها للمنشورات التى ترى أنها محرضة، وإيران أيضا تتبع نفس النهج حيث أنها مارست الحجب ضد مواقع شهيرة مثل فيس بوك وتويتر منذ عام 2009، وباكستان وبنجلادش وغيرها من الدول أيضا سبق وحظرت مواقع التواصل الاجتماعى لوقف تأثيرها على الرأى العام الداخلى.