"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".. هذه ما ينطبق على جماعة الإخوان وأنصارها فى الخارج، ففى الوقت خرج أيمن نور رئيس قناة الشرق الإخوانية، ومجموعة معه يعلنون إطلاق مبادرة هدفها التحريض ضد مصر، اعتبر قطاع عريض من جماعة الإخوان والموالين لها أن هذه الوثيقة انقلابا عليهم.
المبادرة والتحركات التى سعى أيمن نور ومجموعة معه على رأسهم طارق الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية، ومحمد محسوب، القيادى بحزب الوسط، وثروت نافع، رئيس برلمان الإخوان السابق فى الخارج، وعدد أخر من الشخصيات المناصرة للجماعة، تمهد لتأسيس كيانا جديدًا.
التمهيد من قبل أيمن نور وحلفائه فى اسطنبول لتأسيس كيان جديد، قوبل بحالة من الهجوم الشديد من قبل جماعة الإخوان وكياناتها فى تركيا، الأمر الذى دفعهم وعلى رأسهم الكيان المسمى بـ"المجلس الثورى"، لإصدار تصريحات وبيانات تهاجم أيمن نور وأعوانه وتعتبرهم شخصيات خائنة وفاشلة.
مجلس الإخوان فى تركيا، والمسمى "المجلس الثورى" أصدر بيانا طالب فيه حلفاء الجماعة بعدم الالتفاف حول تلك المبادرة والكيان الذى يسعى مجموعة فى الخارج لتدشينه خلال الفترة المقبلة، وقال فى بيانه: بيان بشأن ما تردد عن سعى بعض الشخصيات لتبنى مبادرة جديدة تتضمن تنازلات، وهو ما يعبر عن مدى الخجل الذى يعانى منه ما يسمون أنفسهم بالنخبة.
وقال البيان: المجلس يعنيه أن يؤكد على أن أى مبادرة أو وثيقة ستطرح فى المستقبل - القريب أو البعيد - تعد معول هدم جديد، ولن تمثل أى خطوة فى سبيل تحقيق الأمال بل ستخلق حالة من التشتت، وإن المجلس الثورى يؤكد على أنه بالرغم من حرصه على إزالة أسباب الفرقة والخلاف إلا أن هذا لا يعنى أن يُستدرج إلى القبول بإعادة إنتاج رؤى أثبتت الأحداث فشلها.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل واصل المستشار وليد شرابى، أحد حلفاء الجماعة في تركيا، مهاجمة أيمن نور، معلقا على تحركاته بقول: لم نكذب على أحد يوما بخلاف آخرين امتهنوا الكذب واقتاتوا من الثورة، متابعا فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": المبادرة صحيحة وهى قريبة جدا من الإعلان عنها وهناك أطراف قلقة من ردة الفعل لذلك فإن تصريحاتهم مرتبكة ومتناقضة.
وفي السياق ذاته علق عمرو عبد الهادى، أحد حلفاء الجماعة فى قطر، على تحركات أيمن نور: "بعض الاشخاص والكيانات التى أفشلتنا تريد طرح وثيقة جديدة، تنازل من لا يملك شيئا".
من جانها وصفت آيات عرابى، أحد حلفاء الجماعة فى تركيا، تحركات أيمن نور بالإنقلاب على الإخوان، واصفة إياه بالطامح للحصول على مكاسب شخصية على دماء الآخرين، وقالت فى تدوية لها: انقلاب يقوده المتسربون الطامحون فى المكاسب على الدماء الشعب، رغم نفى أيمن نور - الذى وصفته بـ"عبده مشتاق" - لهذه المحاولات.
في سياق متصل، اعترف محمد محسوب، القيادي بحزب الوسط، فى تصريحات لحد المواقع التابعة للإخوان، بوجود خلافات بين الحلفاء، قائلا: الخلاف هو طبيعة بشرية، ويزداد حده فى الفكر، ويصل لأقصاه فى السياسة، فالسياسة هى بذاتها فن إدارة الخلاف وليس القفز عليه أو إلغاءه.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن أيمن نور شخص شديد الانتهازية ويتردد أنه عميل صريح للمخابرات الأمريكية بشهادة شخصيات تركية محسوبة على أجهزة الأمن التركية ومنذ فترة قاموا بتعنيفه على اتصالاته بالأمريكان من خلف ظهرهم ومن يستخدم أيمن نور ويستخدم الإخوان يتلاعب بهما معاً و يستبدل أحدهم بالآخر حسب الظرف السياسى والواقع المصرى.
وأضاف البشبيشى لـ"انفراد" أن مسألة محمد مرسى بين حلفاء الإخوان أصبحت مسألة عبثية وغير واقعية فأرادوا أن يعيدوا تقديم وجوه مدنية أخرى لعلها تجذب القوى المدنية التى لا تريد تكرار الرهان على الإخوان.