"انفراد" فى رحلة إلى قاعدة "بايقونير" الفضائية بكازاخستان شهدت إطلاق أول قمر صناعى وأول رحلة للإنسان إلى الفضاء وأطلق منها 2500 صاروخ وأكثر من 3000 مُعدة فضائية و130 رائد فضاء

تعتبر قاعدة بايقونير بدولة كازاخستان أعرق وأكبر القواعد الفضائية على مستوى العالم، حيث شهدت إطلاق أول قمر صناعى ، وأول رائد فضاء، وخلال تاريخها الذى يزيد عن نصف قرن أطلق منها 2500 صاروخ، وأكثر من 3000 معدة فضائية، كما أنطلق منها حوالى 130 رائد فضاء.. "انفراد" قام بزيارة القاعدة للتعرف عنها عن قرب.

وتعد قاعدة بايقونير أول وأكبر قاعدة فضائية فى العالم وتقع داخل الأراضى الكازاخستانية، وتشغل القاعدة مساحة 6717 كم مربع ولها أهمية دولية كبيرة، حيث أنها معدة لإطلاق كافة أنواع الصواريخ الحاملة، وهى واحدة من 3 قواعد فضائية فى العالم (إلى جانب قاعدة كيب كانيفرال فى الولايات المتحدة الأمريكية وتزوتسويان فى الصين) مخصصة لإطلاق المعدات التى تقل على متنها روادا للفضاء. إنشاء القاعدة..

بدأ إنشاء قاعدة بايقونير فى الثانى عشر من يناير عام 1955 وبدأت تعمل كقاعدة فضائية فى عام 1957، وفى السبعينات والثمانينات كانت تعتبر أكبر قاعدة فضائية فى الاتحاد السوفيتى.

وقد أطلق من قاعدة بايقونير أول قمر صناعى كما انطلقت أول رحلة للإنسان إلى الفضاء، كذلك أطلق العديد من سفن الفضاء المأهولة من سلسة "فوستوك" و"فوسخود" و"سويوز"، والمحطات المدارية من سلسة "ساليوت" و"مير"، ونظام "إينيرجيا" ومكوك الفضاء "بوران" متعدد الاستخدام، وأجهزة الفضاء المرسلة للكواكب الأخرى، والأقمار الصناعية.

القاعدة وتفكيك الاتحاد السوفيتى وبعد تفكك الاتحاد السوفيتى فى عام 1991 آلت ملكية القاعدة إلى جمهورية كازاخستان، وفى عام 1994 تم تأجير القاعدة وكذلك مدينة لينينسك (بايقونير حاليا) لروسيا مقابل 115 مليون دولار سنويا تورد بقيمتها معدات عسكرية وغير عسكرية لكازاخستان، كذلك يتم تحويل 50 مليون دولار أخرى لتدعيم البنية التحتية، وتمتد فترة إيجار القاعدة حتى عام 2050. وتعد بايقونير القاعدة الفضائية الوحيدة لدى روسيا التى تتيح لها تنفيذ برامجها الخاصة بإطلاق معدات الفضاء المأهولة، إذ أن القواعد الفضائية الروسية الأخرى غير مؤهلة لإطلاق مثل هذه الرحلات الفضائية.

2500 صاروخ وبشكل عام فقد أطلق من قاعدة بايقونير على مدار تاريخها الذى يزيد على نصف قرن ما يقرب من 2500 صاروخ وأكثر من 3000 من معدات الفضاء، كما أنطلق منها ما يربو على 130 من رواد الفضاء.

وفى الثانى من أكتوبر من عام 1991 أفتتح توختار أوباكيروف أول رائد فضاء كازاخى صفحة الفضاء فى تاريخ كازاخستان المستقلة ذات السيادة، حيث قام برحلة فضائية استغرقت أسبوعا على متن سفينة الفضاء "سويوز تى إم -13" وذلك كرائد فضاء متخصص فى البحث العلمى.

أما رائد الفضاء الكازاخى الثانى طلعت موسابايف فقد قام بأول رحلة له فى الفترة من الأول من يوليو حتى الرابع من نوفمبر 1994 كمهندس طيران لسفينة الفضاء "سويوز تى إم-19" وطاقم البعثة رقم 16 حيث استمرت رحلته 125 يوما و22 ساعة و 53 دقيقة.

الرحلة الثانية لطلعت موسابايف إلى الفضاء كانت فى 29 يناير 1998 كقائد لسفينة الفضاء "سويوز تى إم -27" وطاقم البعثة رقم 25 واستمرت 207 أيام، وجاءت الرحلة الثالثة فى 28 أبريل عام 2001 كقائد للبعثة المتجهة إلى المحطة الفضائية الدولية وذلك على متن السفينة "سويوز تى إم -32" (إقلاع) و"سويوز تى إم -31" (هبوط) واستمرت الرحلة 7 أيام و22 ساعة وأربع دقائق، ويبلغ إجمالى الفترة التى قضاها طلعت موسابايف فى الفضاء 341 يوما و9 ساعات و48 دقيقة.

وفى الثانى والعشرين من ديسمبر 2004 وقعت حكومتا روسيا الاتحادية وجمهورية كازاخستان اتفاقية بإنشاء مجمع "بايتيريك" لصواريخ الفضاء بقاعدة بايقونير، حيث تتضمن الاتفاقية أهم مبادئ وشروط التعاون بين الجانبين فى إنشاء واستعمال الجانبين لمجمع "بايتيريك" غير المضر بالبيئة باستخدام البنية التحتية الأرضية بقاعدة بايقونير وذلك لتنفيذ البرامج والمشروعات الفضائية التجارية، وأيضا تنفيذ البرامج الفضائية القومية الخاصة بجمهورية كازاخستان وروسيا الاتحادية.

مشروع "بايتيريك" ويهيئ تنفيذ مشروع "بايتيريك" الفرصة لجمهورية كازاخستان لتأسيس قطاع فضائى قومى خاص بها وتنفيذ برنامجها الفضائى، كما يتيح لها الانضمام فعليا إلى قائمة الدول الفضائية فى العالم واكتساب الخبرة فى تشغيل مجمع لصواريخ الفضاء يتسم بحداثته وعدم إضراره بالبيئة، أيضا سيتيح المشروع توفير فرص عمل واعداد الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل بمجال الفضاء.

وفى عام 2008 بلغ عدد عمليات إطلاق الصواريخ الحاملة من قاعدة بايقونير 19 عملية، وبذلك احتفظت القاعدة بمكان الصدارة فى العالم من حيث عدد عمليات الإطلاق كما تفوقت على نفسها فى هذا المؤشر عن عام 2007.

واليوم تلقى قاعدة بايقونير الفضائية اهتماما كبيرا من قبل العديد من الدول وكذلك السوق العالمية لخدمات إطلاق أجهزة الفضاء إلى المدارات حول الأرض، ولا تزال القاعدة بعد دخولها عقدها السادس تحتل مركز الصدارة من حيث طاقة إطلاق المعدات الفضائية، كما تعد أكبر موقع لتعاون المجتمع الدولى فى مجال الملاحة الفضائية.