اهتمت الصحف العالمية الصادرة، الجمعة، بالزيارة التى يقوم بها بابا الفاتيكان لمصر اليوم وغدا، وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن البابا فرانسيس يتوجه إلى مصر برسالة سلام ورحمة للمسلمين والمسيحيين. وأبرزت الصحيفة رسالة الفيديو التى وجهها البابا لمصر قبيل الزيارة، وقالت إنه بدا متحمسا بشأنها برغم الهجمات الإرهابية الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن نجيب جبرائيل، الناشط المسيحى ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن يأمل لو أن ضحايا الهجمات الأخيرة على كنيستى طنطا والإسكندرية كانوا قادرين على مقابلة البابا. شجاعة البابا بعدم إلغائه الزيارة قد شجعت كثيرا من المسيحيين.
وحول نفس الموضوع، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه من المتوقع أن يسلط البابا فرانسيس الضوء على محنة المسيحيين فى ظل العنف الأخير فى مصر، مع مواصلة مهمته فى التواصل مع المسلمين. ورأت الصحيفة أن هذا الأمر ينطوى على توازن حساس، حتى بالنسبة للبابا الذى يتمتع بالدهاء السياسى.
وبحسب ما قال الكاهن اليسوعى سمير خليل سمير، المولود فى مصر، والذى اطلع على كلمة البابا المعدة، إن فرانسيس سيعبر عن دعمه للكاثوليك فى مصر وعددهم حوالى 250 ألفا، ويشدد على حماية حقوق الأقليات، خلال لقائه المقرر اليوم مع الرئيس السيسى.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس دونالد ترامب كان سيعلن غدا، السبت، مع مرور 100 يوم على توليه الرئاسة، الانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "النافتا"، فيما وصفته الصحيفة بأنه نوع من التصريحات التخريبية التى من شأنها أن تحدث اضطرابا فى السياسات العالمية والداخلية، وتشير لقاعدته الشعبية أنه يطبق وعوده الانتخابية بإنهاء ما وصفه من قبل بالكارثة الكاملة، وأحد أسوأ الاتفاقيات على الإطلاق.
وفى مقابلة أجرتها "واشنطن بوست" مع ترامب فى المكتب البيضاوى، الخميس، قال "كنت على وشك إنهاء الاتفاقية.. كنت أتطلع لإنهائها، وكنت أتجه نحو ذلك". لكن كان هناك مشكلة واحدة وهى أن فريق ترامب كان منقسما للغاية، مثلما هو الحال فى كثير من القضايا الأخرى.
وفى تقرير آخر، قالت واشنطن بوست إن إدارة ترامب مستعدة للحديث مباشرة مع كوريا الشمالية لإنهاء برنامجها للأسلحة النووية، وفقا لما قاله وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، فيما رأت الصحيفة أنه تحول فى السياسة هدفه تعزيز العزيمة الدولية فى مواجهة ما تعتبره إدارة ترامب تهديدا متزايدا.
وفى تصريحات أدلة بها تيلرسون للإذاعة الوطنية الأمريكية، قال إنه من الواضح أن هذا سيكون الطريق الذى سنريد به حل هذا الأمر. لكنه أضاف أنه على كوريا الشمالية أن تقرر ما إذا كانت مستعدة للحديث معنا عن الأجندة الصحيحة، والتى هى ليست مجرد التوقف لعدة أشهر أو عدة سنوات واستئناف الأمور أخرى، مثلما كانت الأجندة على مدار العشرين عاما الأخيرة.
الصحف البريطانية
بدورها، اهتمت الصحف البريطانية، بزيارة بابا الفاتيكان إلى مصر، وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن البابا فرانسيس سيسعى لطمأنة المسيحيين ومد يد صداقة للمسلمين من خلال زيارته التى تأتى عقب هجمات إرهابية استهدفت عددا من الكنائس يوم أحد السعف.
وأضافت الصحيفة أن البابا لن يلتقى فقط الرئيس عبد الفتاح السيسى، وإنما سيزور كذلك جامعة ومشيخة الأزهر، فى وقت تسود فيه التوترات بين الغرب الذى تهمين عليه المسيحية، وبين الشرق الأوسط، الذى يهيمن عليه الإسلام بشأن قضايا الإرهاب والهجرة.
وأضافت الصحيفة أن البابا فرانسيس، سعى منذ استلام منصبه فى الكنيسة الكاثوليكية فى 2013 إلى دفع الحوار مع الإسلام، فى محاولة منه لإصلاح الضرر الذى أصاب العلاقات خلال فترة حكم سلفه البابا بنديكت السادس عشر.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن مراسل الفاتيكان لصحيفة "ناشونال كاثوليك" قوله "فرانسيس سعى لإعادة بناء العلاقات بصورة تجعلها مثمرة، إنها ثقافة الملاقاة ، فالبابا يعتقد أنه إذا كان هناك مكان يمكننا السير فيه فى رحلة بناءة، فيجب علينا فعل ذلك".
وكشفت من جانبها، صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن رسالة المهاجم خالد مسعود، منفذ هجوم "ويستمنستر" الإرهابى فى 22 مارس الماضى، الأخيرة على تطبيق "واتس آب" للتواصل، وقالت إن الأجهزة الأمنية أعلنت عن فحوى الرسالة التى أرسلها قبل دقائق من هجومه الذى أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 50 آخرين.
وقالت الصحيفة، إن مسعود بعث برسالة إلى شخص - لم تكشف الأجهزة الأمنية هويته – قال له فيها إنه قرر "الجهاد" انتقاما من العمليات العسكرية الغربية فى الدول الإسلامية فى الشرق الأوسط.
وحققت الأجهزة الأمنية مع الشخص الذى تلقى الرسالة بشكل مكثف، لكنها أفرجت عنه بعدما خلصت الشرطة والمخابرات، أنه لم يكن جزء من المخطط ولم يكن لديه علم مسبق بما سيحدث يوم الهجوم.
وأضافت "الإندبندنت" أن الشرطة احتجزت 11 شخص بعد الهجوم، لكنها أفرجت عنهم بعد التحقيق معهم، مشيرة إلى التهديدات المستمرة فى قلب العاصمة البريطانية، لاسيما بعد اعتقال شخص اليوم كان يحمل ما وُصف بـ"حقيبة ظهر مليئة بالسكاكين"، وذلك بالقرب من وزارة الخزانة، حيث تمكنت الشرطة المسلحة من القبض على المشتبه به، ولم يتعرض أحد للإصابة فى الواقعة، مؤكدة أن الدخول إلى رسائل مسعود تم من خلال مصادر أمنية عن طريق استخدام "استخبارات تقنية وبشرية".
الصحف الإيطالية والإسبانية
سلطت الصحف الإيطالية والإسبانية الضوء على زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس إلى مصر اليوم الجمعة وغدا السبت، وأكدت صحيفة "كورييرى دى لا سيرا" أنها تعتبر بمثابة أضخم حملة دعائية ترويجية للسياحة فى مصر، خاصة السياحة الدينية.
وقالت الصحيفة الإيطالية، إن مصر تستقبل بابا الفاتيكان بلوحات كبيرة بصورة للبابا فرانسيس وشعار الزيارة "بابا السلام فى مصر السلام" باللغتين العربية والإنجليزية، فتلك الزيارة حاسمة تحمل استراتيجية "الحوار"، فهى "عناق لعزاء وتشجيع لجميع مسيحيى الشرق الأوسط" و"رسالة الأخوة والمصالحة لجميع أبناء إبراهيم، خاصة فى العالم الإسلامى."
وأكدت الصحيفة، فى تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكترونى، أن رسالة بابا الفاتيكان "قوية" لنشر السلام ليس فى مصر فقط بل فى العالم كله، فتلك الزيارة محط أنظار العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الزيارة ستثبت للعالم أن مصر مستقرة، وأن هناك من يخرب العلاقات بين المسيحيين والمسلمين والحكومة فى مصر، كما أنها دفعة قوية لقطاع السياحة، ولها تأثير قوى على الإرهاب، حيث تمثل تحدياً كبيراً للجماعات الإرهابية فى المنطقة بأسرها.
وقال أسقف أسيوط للأقباط الكاثوليك الأنبا كيرلس وليم سمعان، إن "المؤتمر الدولى للسلام لجامعة الأزهر الذى سيعقد بعد ظهر اليوم، الجمعة، مع خطاب البابا فرانسيس، سينشر أيضاً بياناً حول تجديد الخطاب الدينى، قام بإعداده علماء مسلمون مشهورون من هذه المؤسسة الأكاديمية.
وأكد أسقف أسيوط للأقباط الكاثوليك، لصحيفة "لاستامبا" الإيطالية، أن "الخبر الذى نشرته الصحف يبدو مثيراً للاهتمام، إنْ اعتبرنا أن طلب تجديد الخطاب الدينى لمواجهة نزعات التعصب والتطرف، قد جاء من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى المتكرر للأزهر بالتحديد، وبقوة أكبر منذ بداية عام 2015، والذى"اشتكى حتى الآن كثيرا من غياب رد على طلبه".