واصلت جماعة الإخوان، نفاقها للسطة التركية والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فرغم استياء المجتمع الدولى للاستفتاء الذى أجراه أردوغان للتعديلات الدستورية وتحويل تركيا للنظام الرئاسى، أصدر المعهد المصرى للدراسات، الإخوانى الذى يشرف عليه عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للجماعة فى الخارج، ويتخذ اسطنبول مقرا له، حيث وصفت الدراسة التعديلات بالتاريخية، بحسب مزاعمهم، إلا أن الدراسة الإخوانية أعربت عن تخوفها من زيادة المعارضة التركية ضد أردوغان، وقالت إن الاستفتاء يحول دون تطور فى العلاقات بين مصر وبعض دول الشرق الأوسط مثل مصر.
الدراسة الإخوانية اعترفت بأن الاستفتاء يزيد من نفوذ أردوغان، واعتبرت أن أردوغان سيكون هو الرئيس أيضا فى الانتخابات التركية المقبلة، إلا أن الدراسة الإخوانية أعربت عن تخوف من زيادة التوتر بين تركيا وأوروبا خلال الفترة المقبلة، حيث أكد مراقبون، أن الجماعة تخشى من تزياد هذا التوتر خاصة أن التنظيم لديه مصالح فى بعض الدول الأوروبية التى على علاقة متوترة مع أردوغان خلال الفترة الحالية وعلى رأسها ألمانيا والنمسا.
الدراسة الإخوانية، اعترفت بأن هناك تقارير دولية تؤكد وجود تجاوز فى استفتاء أردوغان، وأنه تم فى أجواء غير متساوية، حيث قالت إن تقرير "منظمة الأمن والتعاون الأوروبية" بخصوص الاستفتاء الذى تحدث عن إجرائه فى ظل "أجواء غير متساوية" ودعا رئيسُها إلى إعادة عد أصواته.
وأعربت الدراسة الإخوانية، عن تخوفها أيضا من تدويل قضية الاستفتاء التركى، بعد تهديد حزب الشعب الجمهورى أكبر أحزاب المعارضة التركية بتقديم شكوى لمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية بخصوص الاستفتاء رغم إصرار الحكومة على عدم دخول ذلك ضمن اختصاصها، وفى حال تقديم الشكوى وقبول المحكمة النظر فيها ثم إصدار رأى أو قرار ما، سيطرح ذلك السؤالَ حول مدى إلزامية القرار لأنقرة.
من جانبه قال الدكتور جمال المنشاوى الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن هذه الدراسة المتحيزة لأردوغان وتسعى لتمجيده، تتسق مع الخط العام للإخوان، ولا بديل لهم غيره وهو تأييد أردوغان مهما كانت قراراته لأنه أصبح مأوى وأمل وحمايه لهم، فلا يستطيعون معارضته أو يدعمون المعارضة.
وأضاف المنشاوى فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الإخوان فى موقف حرج وضعوا أنفسهم فيه، ويدفعون ثمنه، والدول الغربية فعلا لم تكن تريد نجاح الاستفتاء لأنها تخشى من تركيا برأس واحدة، مما يعيد تاريخا قديما لا يريدونه.
وفى ذات السياق قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن عمرو دراج ومعهده ليسوا جهة محايدة أو على مسافة واحدة مما يحدث فى تركيا، فهو أقرب إلى مروج لدعاية أردوغان التى تزعم أنه منقذ العرب والمسلمين، وأن رؤيته لقيادة المنطقة هى رؤية ممتازة تسمح بالتقدم وهذا كل ما يريده أردوغان.
وأضاف أبو السعد: ما الدافع لعمرو دراج أن يكون بوقا لأردوغان؟ لأنه يقيم فى تركيا وهناك إشارات تؤكد أن معهده يحصل على دعم من السلطات التركية ومن حزب أردوغان.
وأشار القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن عمرو دراج ومن على شاكلتهم لم يبق لهم إلا تركيا فسيقومن بكل ما يطلب منهم من أجل الاستمرار والبقاء فى تركيا وفى نعيم التمويل التركى، كما اردوغان هو الضمانة الوحيدة لبقائهم فلو تغير فهذه خسارة كبيرة لهم من حليف قوى، لهذا يستميتون فى الدفاع عنه لأنه دفاع عن بقاءهم بدلا من التشريد فى البلاد.