وصفوه بالطالب الأسوأ حظا فى العالم، هو الطالب الجامعى الأمريكى المحتجز فى سجون الدولة الأكثر انغلاقا؛ كوريا الشمالية، بتهمة سرقة ملصق سياسى من أحد الفنادق فى العاصمة بيونج يانج، خلال رحلة مع مجموعة من أصدقائه من العاصمة الصينية بكين إلى العاصمة الكورية الشمالية.
وبدأت القصة حسب ما نشرت "التايم" الأمريكية، أن أوتو فريدريك وارمبير، الطالب بجامعة فرجينيا الأمريكية، تم استجوابه من المسؤولين فى كوريا الشمالية بعد أن اعتقل وهو يرتكب ما وصفته وسائل الإعلام فى بيونج يانج نشاطًا مناهضًا لكوريا الشمالية، وجاء قرار اعتقاله خلال تفتيشه فى مطار بيونج يانج قبل مغادرة البلاد بساعات قليلة، حيث شك فيه الظابط المسئول عن التفتيش وقام بتفتيشه فوجد معه هذا الملصق.
واعترف الطالب الأمريكى، إنه فى الأول من يناير الماضى سرق من الفندق الذى كان يقيم به فى كوريا الشمالية، ملصقًا سياسيًا يروج لـ"حب الشعب الكورى الشمالى لنظامه"، مضيفًا: "الهدف من مهمتى كان الإضرار بالدافع الأخلاقى للعمل لدى الشعب الكورى الشمالى، وأنه كان هدفًا غبيًا جدًا".
وأضاف الطالب الأمريكى أنه دخل كوريا الشمالية أواخر ديسمبر الماضى قادمًا من بكين لارتكاب الجريمة بعد تكليفه بهذه المهمة من قِبَل كنيسة الصداقة المتحدة الميثودية وبموافقة الحكومة الأمريكية، مضيفًا أن عضوة بالكنيسة طلبت منه جلب الملصق كعلامة على النصر لأن ذلك يمكن أن يلحق الضرر بوحدة شعب كوريا الشمالية، ويظهر إهانة الغرب للدولة.
وأشار إلى أنه تلقى وعدًا بالحصول على سيارة مستعملة بقيمة 10 آلاف دولار إذا نجح، وأن الكنيسة ستدفع لوالدته 200 ألف دولار فى حال احتجازه من قِبَل بيونج يانج، واعتذر الطالب الأمريكى لشعب وحكومة كوريا الشمالية وتوسل الصفح عنه.
وبعد أسبوعين ونصف، وبعد محاكمة استمرت أقل من ساعة، حكم على وارمبير بالسجن لمدة 15 عاما من الأشغال الشاقة. ومنذ ذلك الحين، احتجز فى مكان لم يكشف عنه، أمضى منهم حتى الآن 482 يومًا.
ومن هنا يبدو أن العالم قد نسى الطالب الأمريكى، كما أمضى الأمريكيون الذين سبقوه فى سجون كوريا الشمالية 206 أيام فى الاحتجاز قبل أن تتفاوض الولايات المتحدة بنجاح على إطلاق سراحهم. وكان كينيث باي، المبشر الكورى الأمريكي، قد احتجز لمدة 735 يوما.
ويُعَد مصير الطالب الأمريكى الآن معلق فى ظل الحرب التى من الممكن أن تندلع فى أى وقت بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. ويعتقد بعض الخبراء أن كوريا الشمالية ستستخدمه كورقة فى المفاوضات مع الولايات المتحدة. ويقول آخرون إنهم سيحتفظون به، مستخدمينه كـ"درع بشرى" لمنع الولايات المتحدة عن مهاجمة البلاد.
ومن تاريخه التعليمى يعتبر من الطلاب المتوفقين دراسيا، حيث كان يحصل على درجات مرتفعة خلال فترته الدراسية فى المدراس الأمريكية، وكان أيضا لاعب واعد فى كرة القدم، وأيضا لديه مهارات استثنائية فى رياضة الاسكواش.