"ليس هناك أى تغيير فى موقفنا، ولم ندفع مليار دولار تكاليف نشر نظام ثاد الصاروخى"، هكذا قالت وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية، مؤكدا أن الاتفاق مع الحكومة الأمريكية كان أن نوفر لهم الأراضى والبنية التحتية، وتتحمل الحكومة الأمريكية تكاليف نشر المنظومة وتشغيلها وصيانتها بموجب اتفاقية وضعية القوات الأمريكية المتمركزة فى كوريا الجنوبية"SOFA".
ومن هنا بدأت الأزمة، حيث قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، إنه يريد من كوريا الجنوبية أن تدفع مبلغ مليار دولار أمريكى ثمن تكاليف نشر منظومة الدفاع الصاروخى الامريكى المتقدم " ثاد" وهى نظام دفاع صاروخى يقوم الحليفان حاليا بتركيبه فى كوريا الجنوبية.
وقال ترامب أيضا إنه "سيعيد التفاوض أو ينهى" اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية مع كوريا الجنوبية.
جاءت تصريحات ترامب بعد أن تم تسليم العناصر الرئيسية لمنظومة صواريخ ثاد، وهى رادار من طراز أكس ذو نطاق عريض وقاذفات متنقلة إلى الموقع المضيف، الذى اختير لتركيب منظومة ثاد فيه، فى مقاطعة سيونجو الجنوبية، حيث تجرى عملية نشر المنظومة بوتيرة سريعة.
ويعتبر موضوع نشر ثاد موضوعا رئيسيا للنقاش حول سباق الرئاسة الحالى بكوريا الجنوبية، حيث تعهد مون جيه إن، الذى يعتبر المرشح الأوفر حظا، بمراجعة عملية تركيب ثاد فى حالة فوزه بالرئاسة.
ونقلت وكالة رويترز عن ترامب قوله "لقد أبلغت كوريا الجنوبية أنه سيكون من المناسب ان تدفع تكاليف نظام ثاد الذى يكلف مليار دولار".
ووفقا للمقابلة، تساءل ترامب "لماذا تدفع الولايات المتحدة لنظام ثاد من أجل الدفاع ضد هجوم صاروخى محتمل من كوريا الشمالية".
بيد أن وزارة الدفاع الوطنى فى كوريا الجنوبية، قالت إنه لا يوجد تغيير فى الموقف الرسمى للبلدين بأن تمول الولايات المتحدة عملية نشر المنظومة بينما يوفر الجنوب الأرض. وقال مسؤول دبلوماسى كبير فى كوريا الجنوبية إن الحكومة "لم تبلغ" بمسألة التكلفة.
وأضافت الوزارة، فى بيان صحفى، أن الموقف الرسمى لم يتغير فى أن توفر حكومتنا الأرض والبنية الأساسية الأخرى بينما تتحمل الولايات المتحدة عبء تكلفة نشر وصيانة نظام ثاد وفقا للوائح اتفاقية وضع القوات".
منذ إعلانهما الأول عن خطة نشر منظومة ثاد يوم 7 فبراير من العام الماضى، ذكرت الوزارة والقوات الأمريكية فى كورياـ أنه ستجرى عملية النشر فى إطار اتفاقية وضع القوات.
وتشكل اتفاقية وضع القوات جزءا من معاهدة الدفاع بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، التى تحكم وضع القوات الأمريكية المتمركزة هنا، وتطالب الاتفاقية كوريا الجنوبية بتوفير قطع أرض وبنية تحتية للقوات الامريكية المتمركزة هنا وتقوم الولايات المتحدة بتمويل عمليات قواتها وأصولها العسكرية.
وتتقاسم كوريا الجنوبية حاليا تكاليف الحفاظ على 28,500 جندى أمريكى متمركزين فى كوريا الجنوبية من خلال تجديد اتفاقية الاجراءات الخاصة الثنائية كل خمس سنوات. وبموجب آخر اتفاق تم توقيعه فى أوائل عام 2014، تساهم كوريا الجنوبية بنحو 1 تريليون وون (879 مليون دولار) سنويا. ومن المتوقع ان يبدأ الحلفاء مفاوضاتهم فى وقت متأخر من هذا العام او مطلع العام المقبل لتجديد الاتفاقية التى ستنتهى فى نهاية عام 2018.
وقال ترامب " إنه أمر غير مقبول، إنها صفقة فظيعة تمت بواسطة هيلارى"، واضعا اللوم على منافسته الرئاسية السابقة هيلارى كلينتون. وأضاف "إنها صفقة فظيعة وسنعيد التفاوض حولها أو انهائها".
وذكر ترامب لوكالة رويترز، أن بلاده قد تواجه صداما مع كوريا الشمالية، معبرا عن أمله فى المعالجة الدبلوماسية السلمية للقضية الكورية الشمالية التى تعتبر أكبر قلق عالمى الآن.
وقال ترامب فى حديثه عن الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، إنه "يبلغ من العمر 27 عاما، توفى والده، وتولى النظام، لذلك قول ما تريد ولكن ليس سهلا، خاصة فى هذا العمر... وأنا أقول أن هذا شىء من الصعب للغاية القيام به".
وسئُل ترامب عما إذا كان يعتبر الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون عقلانيا، قال إنه يعمل على افتراض أنه عقلانى، حسبما ذكرت "رويترز".