انتهت مساعى جماعة الإخوان لتعطيل الاتفاقية الأمنية بين مصر وألمانيا إلى الفشل، بعد موافقة البرلمان الألمانى "البوندستاج" عليها وهو ما يعنى أن الاتفاقية أصبحت نافذة، واستوفت جميع خطوات تمريرها لاسيما أن مجلس النواب المصرى كان قد وافق عليها فى وقت سابق.
ملامح فشل الحملة الإخوانية ضد الاتفاقية ظهرت بشكل واضح خلال الساعات القلية التى سبقت تمريرها، حيث لم تنجح حملة التوقيعات التى كانت الجماعة قد دشنتها عبر ما يسمى بـ"الائتلاف العالمى للمصريين بالخارج" واستهدفت جمع 10 آلاف توقيع سوى فى جمع أقل من ألف توقيع رغم أن إطلاقها سبق موعد توقيع الإتفاقية بنحو شهر كامل.
ومن ملامح الفشل أيضا أن مساعى الإخوان لمخاطبة الأحزاب السياسية والبرلمانيين فى "البوندستاج"، تمخضت فى النهاية عن بيان واحد صدر عن حزب اليسار الألمانى هاجم فى الأوضاع فى مصر لكنه أقر فى نهاية الخطاب على لسان أندريا هونكو، ممثل الحزب فى لجنة أوربا بالبرلمان الألمانى، بـأن "لجنة الداخلية بالبرلمان الألمانى أعطت الضوء الأخضر لإقرار الاتفاقية الأمنية مع مصر" وفقا لما ورد فى نص البيان.
تنص الاتفاقية بشكل واضح على التعاون فى "منع ومكافحة الجرائم المنظمة والأعمال الإرهابية والجرائم الخطيرة" وفى ثنايها تتضمن أكثر من نقطة ربما تبدو مقلقة للإخوان، فبموجبها ستتمكن وزارة الداخلية من التعاون مع 11 جهة ألمانية، وبموجبها أيضا سوف يتم تبادل المعلومات، بحسب ما يسمح به القانون لدى كل من الطرفين المتعاقدين، وبناء على طلب خطى الجهات المختصة فى البلد المتعاقد موجّه إلى الطرف الآخر. وفى الحالات العاجلة، يمكن أن تكون الطلبات شفهية، لكن لا بد من تأكيدها كتابة من دون تأخير".
وتنص الاتفاقية علىتبادل الخبرات والمعلومات بالأخص فيما يتعلق بالأساليب المشتركة فى الجريمة المنظمة العابرة للحدود والأساليب الخاصة والجديدة فى ارتكاب الجرائم.
ووفقا للاتفاقية فانه من المقرر أن يتم إبلاغ كل طرف للطرف الآخر، بتفاصيل عن المتورطين فى جرائم جنائية، وهياكل الجماعات المعتدية، والمنظمات الإجرامية.
من ناحيته قال طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن موافقة البرلمان الألمانى على اتفاقية التعاون الأمنى بين ألمانيا ومصر تؤكد على نجاح الجهود التى سعت لها البرلمان والخارجية المصرية فى توضيح الصورة الحقيقة فى محاربة مصر للإرهاب.
وأوضح وكيل لجنة العلاقات الخارجية فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الموافقة سيكون لها انعكاس فى تقيد حركة جماعة الإخوان بألمانيا ودول الاتحاد الأوروبى.
وأشار إلى أن الجهود الخارجية المصرية والبرلمانية كانت تتمركز فى توضيح الصورة لدى الغرب بأن مصر تحارب الإرهاب وأنهم ليسوا ببعيد عن هذا الخطر، وأن جماعة الإخوان فصيل يرعى التنظيمات الإرهابية.