"زهقت منها ومن همها ومشاكلها الكتير"، هكذا استهل أحمد.ج 41 سنة، عامل بمصنع خشب، والمقيم بقرية الستامونى مركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية، حديثه عن ابنته، التى عذبها وحرقها فى مناطق متفرقة من الجسد، بسبب خروجها المتكرر دون إذنه.
يقول "أحمد":" تزوجت والدتها، واكتشفت أنها تقوم بأفعال عجيبة، ومع الوقت عرفت أنها مريضة نفسيا، وساءت حالتها وتحولت لمجنونة تماما، تقوم بتكسير محتويات البيت، وأفعال أخرى غريبة، فانفصلت عنها، وكانت ابنتى تعيش مع أهل والدتها، فى قرية أبو دشيشة التابعة لمركز بلقاس، حيث تعتنى بها جدتها لأمها، ولم تستطع السيطرة أو الإنفاق عليها، فأرسلتها لى منذ عام".
ويضيف لـ"انفراد": "تزوجت من امرأة أخرى وربنا كرمنى منها بأولاد، وكانت ابنتى كثيرة الخروج من المنزل، وتتأخر لفترات طويلة خارج البيت، فقمت بضربها منذ عام، فهربت من البيت وظلت طيلة 3 أيام بالشارع، لا نعلم عنها شيئا، وبعدما عادت رفضت أن تقول المكان الذى كانت فيه، وأنا طبيعة عملي بمحافظة دمياط، تتطلب مني أن أبات خارج البيت لأيام طويلة، وزوجتي دائمة الشكوى من خروجها بالساعات خارج المنزل دون سبب أو إذن، وكثيرا ما كنا نسألها عن سبب تغيبها فكانت تقول حججا واهية وأسباب غير مقنعة تماما".
ويضيف والد فايزة عن الواقعة محل التحقيق: "تغيبت ابنتى يومين خارج المنزل، فاتصلت بي زوجتي وأخبرتني بذلك، فعدت للقرية وبحثت عنها في كل مكان فلم أجدها، وافتضح أمري وسط جيراني وأهلي، وفجأة عادت ولما سألتها عن السبب والمكان الذي كانت فيه رفضت أن تقول الصراحة، فشككت في سلوكها وقمت بالكشف على عذريتها للتأكد من سلامة سلوكها، وعاقبتها لعدم تكرارا الهروب من المنزل، خاصة وهي فاشلة في التعليم".
وعن وسيلة العقاب التى اتبعها، قال والد الفتاة:" قيدتها بالحبال والسلاسل وحبستها بغرفة بالمنزل، حيث قيدت قدميها ويدها اليسرى ورقبتها بجنزير حديدي واحد، لمدة شهرين كاملين، وكانت تتبول على نفسها، وتقضي حاجتها في ذات الغرفة، وحرقتها بالنار في مناطق متفرقة بجسدها، وحلق شعر رأسها".
وعن احتمال ذهابها لوالدتها أثناء تغيبها قال: "يستحيل أن تذهب لأمها لأن أمها مريضا ولا تعرفها، وأهل والدتها لا يخرجونها من البيت أبدا لظروفها العقلية"، مضيفا :أنا أعاني الأمرين في العمل وأبات خارج المنزل كثيرا، وكنت أريد أن أمارس عملى وأنا مرتاح البال، ولا يفتضح أمري كل يوم بهروب ابنتي من المنزل، واتعرض أنا وأبنائي للقيل والقال، ولطالما تحاورت معها باللطف، وحاولت أن أسألها إن كانت تذهب لمكان ما آخذها أنا إليه، أو إن كان أحد الشباب يحاول غوايتها، وكانت تسرد حججا واهية، فعاقبتها هكذا لأننى "زهقت منها ومن همها ومشاكلها الكتير".
كان الرائد أبو العزم فتحى، رئيس وحدة مباحث بلقاس، تلقى إخطارا يفيد بحبس والد ابنته وتعذيبها، وانتقل على الفور ضباط وحدة مباحث مركز بلقاس الرائد أحمد شومان، والرائد محمد صادق، إلى منزل المتهم، حيث وجد "فايزة" 16 سنة، ملقاة ومقيدة بالحبال والسلاسل، فقاموا بالقبض على الأب المتهم، الذى اعترف خلال التحقيقات بارتكاب الواقعة.
وأكد تقرير مستشفى بلقاس المركزى، تعرض الفتاة للتعذيب، ووجود سحجات وكدمات في مناطق متفرقة من جسدها، وجرح في فلوة الرأس بسبب حلاقة الشعر بآلة غير حادة، وحروق متفرقة فى الجسد، ونزيف بالمثانة، وآثار تكبيل أدت لتجمع دموى ووجود منطقة غائرة باليد اليمنى.
وقررت نيابة مركز بلقاس حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإيداع الفتاة في دار رعاية، فيما يقوم مجموعة من أقاربها بالبحث عنها، بعد هروبها من المستشفى.