كارثة طبية جديدة تهدد حياة المئات من مرضى القلب الذين ينتظرون إجراء جراحة قلب مفتوح، أو تركيب دعامة بمستشفى شرق الإسكندرية، بعد إعلانها التوقف عن إجراء عمليات القلب المفتوح، وتركيب الدعامات للمرضى من غير القادرين على تحمل تكاليفها التى تقدر بعشرات الآلاف .
وحذر محمود فؤاد رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء، من حدوث كارثة تحل لمرضى القلب المفتوح والقسطرة بسبب إغلاق مستشفى شرق المدينة التابعة لأمانة المراكز الطبية بالإسكندرية، أبوابها فى وجوه آلاف المرضى من ستة أيام بسبب تراكم المديونية عليها، وعدم وفاء وزارة الصحة باستيراد الصمامات والدعامات اللازمة للعمليات.
وقال محمود فؤاد لـ"انفراد" إن المركز رصد طوال ثلاثة أيام تجمهر المرضى وأهاليهم الغاضبين من قرار الإغلاق، بسبب وقف عمليات القلب المفتوح مما يضطرهم للبحث عن مستشفيات أخرى، رغم أن المستشفى قد حجز الحالات وجرى تجهيزهم لدخول العمليات بالفعل.
وأشار إلى أنه تواصل مع إدارة المستشفى لبيان المشكلة، حيث تم رصد طابور من 400 حالة تنتظر دخول العمليات، ولكن مسئول بالمستشفى أكد للمركز أن الإدارة غير مسئولة، وأن المسئولية تقع على الوزارة، وسبق أن أرسلت الوزارة للمستشفى أنها ستغلقه ولكن بلا فائدة، والقرار لم يتم إصداره، موضحا أن المستشفى يخدم 4 ملايين مواطن ويستقبل مرضى البحيرة وكفر الشيخ علاوة على الإسكندرية.
وأوضح رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء أن مستشفى شرق المدنية زاره فى شهر ديسمبر رئيس الوزراء، وطالب الانتهاء من إزالة أحد المبانى وتسديد المديونيات عليه، ومع تحويل الجزء الجيد من مبانى المستشفى إلى مستشفى جراحة قلب وصدر فقط، ونقل أجهزة آشعة الأورام التى لا تُستغل مستشفى آخر لعلاج الأورام، لافتا إلى أنه بعد زيارة رئيس الوزراء واطمئنان الجميع على سداد المديونيات أصدر وزير الصحة قرارا بتحويل المستشفى لجراحات الصدر والقلب.
وفى سياق متصل، قال الدكتور هانى مهنى عضو مجلس نقابة الأطباء، وأخصائى جراحة القلب، إن توقف مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية عن إجراء عمليات القلب المفتوح وتركيب الدعامات، يضع المئات من المرضى على قوائم انتظار الموت بسبب فشل فى عضلة القلب، حيث إن تأخر إجراء جراحة تغيير الصمامات أو تأخر عمل القسطرة لتركيب الدعامات بالشرايين التاجية يؤدى بعد فترة إلى فشل فى عضلة القلب ووقتها لن يكون للجراحة قيمة من الأساس.
ولفت إلى أن المستشفى أعلنت عن توقف العمل بجراحات القلب وقسطرة القلب، نظرا لعدم وجود الصمامات الاصطناعية والدعامات والمستلزمات الطبية اللازمة لإجراء ذلك النوع من العمليات، وذلك لعجز وزارة الصحة المسئولة عن استيراد تلك المستلزمات عن توفيرها، مضيفا "وذلك طبعا لانخفاض ميزانية الصحة التى تبلغ 3% والتى مللنا من الكلام عن ضرورة زيادتها إلى 15% وهى النسبة العالمية، وذلك حتى نتمكن من توفير ما يلزم لإنقاذ القلوب المريضة التى تنتظر أن تنظر لها الدولة بعين الرحمة".