"النور" يتخبط فى غرف برهامى المظلمة.. رجال الداعية السلفى يسيطرون على الحزب بانتخابات شكلية.. مصادر سلفية: الشيخ يتحكم فى الأمور.. باحثون: الأعضاء تعاملوا معها كتكليف لا انتخاب.. وشبح الانقسام يلوح فى

50 عضوا فازوا فى الانتخابات الداخلية للهيئة العليا لحزب النور السلفى، هذا ما تداولته الأخبار خلال الأيام الفائتة، لكن الحقيقة أن شخصا واحدا هو من فاز فى تلك الانتخابات، رغم أنه لم يترشح فيها أصلا، وهو ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية والأب الروحى للحزب، الذى جاءت هذه الانتخابات لتزيد من قوته، وتجعله المتحكم الأكبر والأبرز فى "النور"، وهو الرجل الجالس فى الكواليس ليحرك كل شىء تقريبا داخل الحزب السلفى. انتخابات "النور" التى روج لها الحزب على أنها صفحة جديدة وبداية تجديد لهياكله، لم تكن انتخابات فى شكلها الفعلى، ولكنها مجرد تحركات تكتيكية على رقعة الشطرنج، لا تصنع جديدا، ولا تغير من واقع الحزب المنغلق شيئا، ففى حين احتفظ 42 من أعضاء الهيئة العليا بمناصبهم، لم تأت الوجوه الثمانية الصاعدة للهيئة بجديد، وهم: رجب أبو بسيسة، وأحمد الشحات، ومحمد محمود الجيزاوى، وغريب محمد أحمد، ورجب فضل موسى رحيم، فهم من المقربين أصلا من صناع القرار داخل الحزب، أو إن شئت فقل من "صانع القرار الوحيد". مصادر سلفية تؤكد: يقين عميق داخل "النور" بأن ياسر برهامى يسيطر على الحزب التغييرات التكتيكية داخل الحزب السلفى، تمثلت فى اختيار الدكتور محمد إبراهيم منصور أمنيا عاما، وهو عضو سابق بالهيئة العليا للحزب، بينما تحرك نادر بكار، نائب رئيس الحزب لشؤون الإعلام سابقا، من موقعه الذى شغله منذ التأسيس، ليرأس اللجنة الاقتصادية بالحزب. وفى هذا الإطار، أكدت مصادر سلفية لـ"انفراد"، أن يقينا عميقا داخل حزب النور وقواعده، بأن الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، هو الرجل المسيطر على كل كبيرة وصغيرة بالحزب، وأن رجاله أصبحوا يسيطرون على مقاليد الأمور كاملة، فيما أغلق الباب فى وجه أى شخص ينادى بـ "التغيير" أو يحمل "كفاءة" أو يملك رؤية مختلفة. باحث فى شؤون الحركات الإسلامية: شبح انقسام النور يلوح فى الأفق تعليقا على الانتخابات الأخيرة للحزب السلفى، يقول هشام النجار، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إن النتائج التى أسفرت عنها الانتخابات تعكس حالة عدم الثقة فى الكوادر الشبابية داخل الحزب، وأنه لا توجد بوادر لحضور جيل جديد من القيادات السياسية داخل الصف السلفى، وإلا كانوا ظهروا فى مشهد التغيير الأخير. وأضاف "النجار" فى تصريح لـ"انفراد"، قائلا: "فى المقابل فإن هذا الوضع يثير التكهنات بشأن تكرار كارثة الإخوان التى أدت فى النهاية لانقسام التنظيم بين كتلتين أساسيتين، حرس قديم وشباب، وكانت جذور المشكلة أساسًا متعلقة بعدم تصعيد جيل شبابى لمراكز قيادية وإعطائه الفرصة لتولي المناصب المهمة فى الحزب، ولو بنسبة محدودة، واعتمادًا على حجم الكفاءات". عمرو هاشم ربيع: قواعد "النور" ليست لديها أى رغبة فى التغيير على صعيد رؤية قواعد الحزب للانتخابات وتعاملهم معها، يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن انتخابات "النور" يمكن تلخيصها فى عبارة "تعددت الانتخابات والوجوه واحدة"، موضحا أن قواعد النور ليست لديها رغبة حقيقية فى التغيير، رغم أن القيادات الحالية أفشلت الحزب فى الانتخابات البرلمانية الماضية. وأضاف "ربيع" فى تصريح لـ"انفراد": "قواعد الحزب لم تجد وجوها جديدة فى الانتخابات، إذ إنها تخشى إذا جاءت وجوه جديدة ألا تستطيع التعامل مع الواقع، لهذا فضلت الإبقاء على الوجوه القديمة"، موضحا أن الدعوة السلفية لها دور كبير فى هذا الأمر، إذ فضلت الإبقاء على الولاءات وعدم الالتفات لأصحاب الخبرة والكفاءة، ولهذا السبب خرجت انتخابات حزب النور السلفى بالوجوه القديمة نفسها. يسرى العزباوى: لا يوجد كفاءات أو كوادر فى النور.. والحزب لا يميل للتجديد الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يقول إن قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية لهم اليد العليا فى إدارة شؤون حزب النور واختيار قياداته فى الانتخابات الداخلية، متابعا: "لهذا رأينا مخيون رئيسا الحزب كما هو، وظل أعضاء الهيئة العليا فى أماكنهم كما هم". وأضاف "العزباوى"، فى تصريح لـ"انفراد": "النور لا يتمتع بكفاءات أو كوادر يمكن الاعتماد عليها، كما أن التيار الإسلامى لا يميل للتجديد، بل يسعى للحفاظ على قياداته والسمع والطاعة لهم"، مشيرًا إلى أن الانتخابات الداخلية للتيارات الإسلامية وأحزاب الإسلام السياسى تتسم بالسرية وسيطرة رجال الدين والشيوخ عليها، لهذا أبقى "النور" على الحرس القديم له، ولم تشهد أى تجديد رغم أن تلك القيادات لم تحقق نجاحا للحزب خلال الفترة الماضية. جمال المنشاوى: برهامى من يختار.. والأعضاء يعتبرونها تكليفا لا انتخابات فى السياق نفسه، يقول الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن انتخابات حزب النور السلفى لم تشهد أى منافسة حقيقية، لأن الاختيارات داخل الحزب تتم بالتوافق، ووفق رؤى رئيس الدعوة "أبو إدريس"، ونائب الرئيس ياسر برهامى، وتكليفاتهم يتم تنفيذها والالتزام بها من الجميع، فأعضاء الحزب يعتبرون الأمر تكليفا لا انتخابات، وفى الأغلب لا يرشحون أنفسهم. وأضاف "المنشاوى"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن مشهد الانتخابات الداخلية لحزب النور وبقاء القيادات كما هى فى أماكنها، يتفق ويتسق تماما مع أسلوب الحزب فى إدارة العمل السياسى، وهو ما يراه "استقرارا" للأوضاع، ويراه الأعضاء وكوادر "النور" انصياعا للاتجاه العام بزعامة الشيخ ياسر برهامى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;