وسط ظلام عزبة برهوم بالبدرشين، خرج أحد المزارعين متجها إلى الأرض الرزاعية الخاصة به فجرا، للمشاركة مع آخرين فى حصاد القمح، ليعثر على جثة أحد الأشخاص ملقاة بمدخل العزبة، سارع لإبلاغ غرفة النجدة، وانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، ليتم العثور على جثة سائق توك توك، وعلى بُعد أمتار يتوقف التوك توك الخاص به، كما عثر على سكين ملطخة بالدماء بمسرح الجريمة.
بدأ العقيد عمرو عبد العزيز مفتش المباحث الجنائية، والرائد هاى إسماعيل رئيس مباحث البدرشين فى إجراء التحريات، للتوصل لهوية المجنى عليه، وتوصلت المعلومات إلى أن المجنى عليه يدعى "هانى.ف.ح"، 28 سنة سائق توك توك، ومقيم بمدينة البدرشين.
وفرض رجال المباحث كردونا أمنيا حتى وصول فريق من النيابة العامة، لمناظرة الجثة، ومعاينة موقع الجريمة، حيث تم التحفظ على السكين، وعلى الهاتف المحمول الخاص بالضحية، وأمرت النيابة بنقل الجثة لمشرحة زينهم لتشريحها والتصريح بدفنها عقب انتهاء عملية التشريح وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
استدعى ضباط مباحث البدرشين أفراد أسرة الضحية، لمناقشتهم حول الجريمة، فى محاولة لكشف ملابستها والغموض الذى يسيطر عليها، خاصة وأن المجنى عليه لا توجد له علاقات عدائية مع آخرين، بالإضافة إلى أنه مشهور بحسن أخلاقه بين أصدقائه وجيرانه، حيث لا يوجد دافع للانتقام منه وقتله.
وضع فريق البحث الجنائى الذى تولى البحث فى القضية، أمامه الدافع الأقوى لارتكاب الجريمة، وهو السرقة بالإكراه لتحديد معالم الجريمة، حيث يعد هذا السيناريو هو الأوضح حتى الآن، نتيجة لتكرار جرائم سرقة سائقى التوك توك بالإكراه فى الآونة الأخيرة، وانتشار التشكيلات العصابية التى تهدف للاستيلاء على التوك توك نظرا لسهولة بيعه.
ورجحت التحريات الأولية أن الجناة استدرجوا المجنى عليه من مدينة البدرشين بحجة توصيلهم، ثم استغلوا مرورهم بمنطقة كوبرى المعمل الخالية من السكان، والمظلمة دائما، وارتكبوا الجريمة، إلا أنهم فشلوا فى الاستيلاء على التوك توك وفروا هاربين.
فحص رجال المباحث عدد من المشتبه بهم السابق اتهامهم فى قضايا سرقة بالإكراه، خاصة فى قضايا سرقة التوك توك، بالإضافة إلى جمع المعلومات عن سائقى التوك توك من أصدقاء المجنى عليه، للتوصل لآخر مشاهدات له قبل وقوع الجريمة.
"رامى حليم" الصديق المقرب للمجنى عليه ذكر أن الضحية كان بصحبة شقيقه "عزت" لإجراء صيانة لسيارة شقيقه، وعقب الانتهاء من الصيانة، طلب المجنى عليه من شقيقه الانتظار لحين إحضار التوك توك الخاص به لتوصيله إلى المنزل.
وقال إن شقيق الضحية انتظره بالمقهى إلا أنه تأخر عن الحضور، وعقب ذلك تلقى اتصالا من هاتف شقيقه تحدث خلاله أحد الأشخاص، وافاد أنه تم العثور على جثة "هانى" بمنطقة عزبة برهوم ملقى وسط منطقة زراعية، مضيفا أنه توجه بصحبة شقيق الضحية إلى موقع الجريمة، فعثر على جثة صديقه "هانى" مصابا بطعنة نافذة بالرقبة من الخلف، كما عثر على سكين يبلغ طولها ما يقرب من 50 سم.
وذكر صديق القتيل أن "التوك توك" الخاص بالضحية تم العثور عليه بمسرح الجريمة، وقال شهود عيان أنهم شاهدوا الجناة يفرون عقب ارتكابهم الجريمة بعد أن شاهدوا دراجة بخارية يقودها أحد الأشخاص تقترب من المكان، حيث فشلوا فى الاستيلاء على التوك توك، قائلا إن الجناة طعنوا صديقه "هانى" من الخلف بالسكين، حيث كانوا قد اتخذوا قرارا بقتله عمدا وسرقته.
ومن جانبه قال محمد أبو الفضل "مدرس" أحد جيران المجنى عليه لـ"انفراد" أنه فوجئ بوالدة الضحية تطلق الصرخات بالشارع عقب وصول خبر مقتل ابنها إليها، حيث سادت حالة من الحزن بين الجيران، نظرا للعلاقة الطيبة التى تجمع الضحية بكافة جيرانه، لكونه محبوبا من الجميع، مضيفا أن "هانى" المجنى عليه متزوج ولديه طفلين.
وقال جار الضحية إن البدرشين شهدت فى الأونة الأخيرة العديد من حوادث السرقة بالإكراه لسائقى التوك توك، خاصة وأن منطقة "كوبرى المعمل" التى شهدت الجريمة مظلمة وخالية من أعمدة الإنارة، وهو ما يسهل تنفيذ جرائم السرقة بالإكراه بها.