تسبب لقاء تلفزيونى للقائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، الدكتور أحمد حسنى، أصدر خلاله حكما شرعيا بأن الباحث إسلام بحيرى "مرتد"، فى إعفائه من منصبه بقرار من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث كلف شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الدكتور محمد المحرصاوى، عميد كلية اللغة العربية، قائما بالأعمال لحين تعيين رئيس للجامعة.
الدكتور أحمد حسنى، القائم بالأعمال والمنتهية ولايته، أكد فى تصريحات لـ"انفراد"، أنه تقدم باستقالته، أمس لشيخ الأزهر، نظرا لعدم قدرته وتقدمه فى السن، موضحًا أن شيخ الأزهر، رفض الأمر، ولكن مع إصرار حسنى قبل شيخ الأزهر استقالته، على أن يعود نائبا لرئيس الجامعة لفرع البنات، لحين انتهاء العام الدراسى بالجامعة حيث بلغ حسنى سن المعاش فى شهر فبراير الماضى1
الدكتور أحمد حسنى كان قد أصدر بيان اعتذار أول أمس الخميس، جاء نصه: "أن الرجوع إلى الحق فضيلة، واستبصار الصواب أولى من الإصرار على الخطأ، وأنه من واجبنا تجاه ديننا ومجتمعنا ووطننا أن نحرص على إيصال الحقيقة كاملة حتى لو صدر منا ما يجانبها، أن تبين لنا هذا الخطأ، وإننى كنت قد شاركت ضيفا فى برنامج (المصرى أفندى 360) الذى يذاع على قناة القاهرة والناس، ووجه لى المحاور سؤالا عن أحد مقدمى البرامج الذى يتناول بعض القضايا الدينية، وعلماء المذاهب وتراث الأمة بالنقد والتجريح، ثم تبين لى بعد المراجعة أن الرد الذى رددته كان خاطئا تماما، فرأيت أنه من باب الأمانة والموضوعية أن أوضح التالى:
أولا: أن هذا الرد الذى صدر منى فى البرنامج غير صحيح، وهو يخالف منهج الأزهر الشريف، الذى يقضى أنه لا يخرج المرء من الإسلام إلا جحد ما أدخله فيه.
ثانيا: أننى قد استعجلت فى الرد على هذا السؤال بما ظهر منه أننى أحكم على الشخص- وهذا تجاوز لا يعبر عن منهج الأزهر أبدا- وهو ما أدركت لاحقا أننى وقعت فيه دون قصد، لأن الحكم على الأشخاص وعلى أفعالهم وأقوالهم وسلوكهم هو اختصاص القضاء وليس العلماء..
وأخيرا: أعتذر عن هذا الرد الخاطئ المتسرع وغير المقصود، وأؤكد أنه خطأ شخصى لا يمثل أى جهة من جهات الأزهر الشريف، ولا يعبر عن منهجه.
وكان الدكتور أحمد حسنى، قد وصف الباحث إسلام بحيرى، بأنه مرتد لأنه ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقال طه فى تصريحات تلفزيونية،:"إن البحيرى قام بالهجوم على المذاهب الإسلامية"، متسائلًا: "من هو فى هؤلاء الذين وضعوا قواعد الفقه الإسلامى؟".
"انفراد" علم من مصادر مطلعة بمشيخة الأزهر، أن الإمام الأكبر يقضى أجازته بمدينة القرنة بالأقصر، وأصدر قراره مساء أمس الجمعة، والذى جاء نصه: "قرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الجمعة، تكليف أ.د/ محمد حسين المحرصاوى، عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة، بالقيام بأعمال رئيس جامعة الأزهر اعتبارًا من غد السبت 6/5/2017، وذلك بصفة مؤقتة لحين تعيين رئيس للجامعة وفقًا للإجراءات المحددة قانونًا".
وأضافت المصادر أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أرسل إلى رئاسة الجمهورية، ترشيحه لمن سيتولى رئاسة جامعة الأزهر، حيث كشف المصدر أن من سيتولى رئاستها شخصا غير الأسماء التى طرحت سابقا فى وسائل الإعلام، وأنه شخصا ليس معلوم لدى الإعلام.
الجدير بالذكر أن منصب رئيس جامعة الأزهر خلى عقب تقدم الدكتور عبدالحى عزب، رئيس الجامعة الأسبق، استقالته لشيخ الأزهر، بسبب وجود مخالفة فى اوراقه لحصوله على الثانوية بنظام ثلاث سنوات، وهو ما قام بتقديم اوراق تفيد أنه حصل على الثانوية بنظام الاربع سنوات مما يتيح له الاستمرار فى منصبه لسن الخامسة والستين، وعند اكتشف الأمر، أرغم عبدالحى عزب على تقديم استقالته فى 2014، التى قبلها شيخ الأزهر، وتم تكليف الدكتور إبراهيم الهدهد قائما بالأعمال، وعند انتهاء مدته كقائم بالأعمال لدورتين بحسب القانون، تم إسناد مهمة رئاسة الجامعة للدكتور أحمد حسنى، والذى كان يشغل منصب نائب رئيس الجامعة لشئون البنات، والذى بلغ أيضا سن المعاش، لكن شيخ الأزهر أصدر قرارا بالتمديد له كقائم بالأعمال لحين انتهاء العام الدراسى بالجامعة.