يحاول الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إضافة تجارب جديدة ومختلفة داخل البيئة الدراسية والمدارس الحكومية وفصولها، سعيا إلى استعادة المتعة الحقيقة للتعلم، وجذب الطلاب للمدارس، بما تقدمه من برامج تعليمية نشطة ومحفزة، ومن بين الأفكار التى طرحها وتحدث عنها الوزير، تجربة "الفصل المقلوب".
ومع ما قد يبدو فى مصطلح "الفصل المقلوب" من غرابة وإثارة للدهشة، تثير بالتأكيد رغبة قوية لدى كل المهتمين بالتعليم فى مصر للتعرف على التجربة الجديدة وتفاصيلها، يقدم "انفراد" من خلال هذا الموضوع، أهم المعلومات عن فكرة "الفصل المقلوب"، التى يبدأ تطبيقها اعتبارا من العام الدراسى المقبل، عبر أسئلة وإجابات موجزة.
1ـ ماذا تعنى فكرة الفصل المقلوب؟
فكرة الفصل المقلوب أو المعكوس، تمنح الطالب فرصة الشرح فى الفصل والمناقشة مع المعلمين، ويحدد المدرس لطلابه الموضوعات التى يجب قراءتها، وتحصيله عن كل درس فى المنزل قبل شرحه عن طريق بحث الطالب عن المعلومة وجمعها من خلال المناهج الإلكترونية والرقمية المختلفة، على أن يتم بعد ذلك فى الفصل فتح باب المناقشة بين المعلم وطلابه حول ما تم الاستفاده منه، أو بمعنى أدق يجهز الطالب الدرس قبل شرحه.
2ـ ما هى آلية تطبيق فكرة الفصل المقلوب؟
تطبق فكرة الفصل المقلوب من خلال وسائل التكنولوجيا المتوفرة، وتتمثل آلياتها العملية فى بث الأفكار والدروس عبر شبكة الإنترنت، حتى يصل إليها الطالب خارج الحصة، لترك المجال لممارسة الأنشطة داخل المدرسة، على غرار بنك المعرفة المصرى.
3ـ متى يتم تطبيق فكرة الفصل المقلوب وعلى أى مرحلة دراسية؟
أكد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن الوزارة ستطبق الفكرة على طلاب الصفين الأول والثانى الثانوى بدءا من العام الدراسى المقبل، بعد ربط محتوى المناهج الدراسية ببنك المعرفة المصرى، وتزويد المدارس بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وتقليل طباعة الكتب للمرحلة الثانوية بنسبة 70%.
4 ـ ما الفرق بين التعليم المقلوب والتقليدى؟
هناك فوارق كثيرة بين فكرة الفصل المقلوب والطريقة التقليدية الحالية، منها أن الفصل المقلوب يحول الطالب من مجرد متلقٍّ للمعلومة، إلى باحث عنها، ومن ثم فإن هذه الفكرة تقضى على الحفظ والتلقين اللذين يعانى منهما التعليم المصرى، كما تحقق نواتج إيجابية لعملية التعلم، وتزيد من انتشار أسلوب التفاعل بين الطالب ومعلمه داخل الفصل، إضافة إلى مساعدة الطلاب المتعثرين دراسيا، فالطالب فى التعليم المقلوب يشاهد الفيديو فى المنزل، ويكتب الأسئلة التى يرغب فى الحصول على إجابة بشأنها من المعلم، أما فى نظام التعليم القليدى فإنه يكتب الملاحظات فى أثناء الحصة ويجيب عليها بعد عودته للمنزل.
5ـ ما الذى تقوم عليه فكرة الفصل المقلوب؟
تقوم فكرة الفصل المقلوب على دمج التكنولوجيا بالتعليم، وإلغاء الكتاب المدرسى، ووجود معلمين لديهم خبرة وتأهيل جيد لاستخدام وسائل التكنولوجيا المتطورة، ورفع كفاءة المدارس، ويزيد من فاعلية هذا البرنامج انخفاض الكثافة الطلابية فى الفصول.
6، ما الفائدة التى تعود على الطالب من نظام الفصل المقلوب؟
تطبيق الفكرة يجعل الطالب مهيئا ذهنيا للنشاطات والتطبيقات التى تتم خلال الحصة، لأنه سيكون قد اطلع عليها فى البيت بشكل مسبق، قبل شرح المعلم للدرس فى المدرسة.
7ـ ما هى معوقات تطبيق فكرة الفصل المقلوب؟
حتى يتم تطبيق فكرة الفصل المقلوب فى المدارس، لا بد من توفير بيئة تكنولوجية حديثة، فالعامل الأساسى فى نجاح التجربة هو وجود بيئة تكنولوجية على أعلى مستوى، لأن الطالب سيستغنى عن الكتاب المدرسى، ومن ثم سيكون التعليم التفاعلى أو الإلكترونى البديل الفعال، كما أن المعلم يمثل العنصر الآخر لنجاح تلك الفكرة، إذ يتطلب تطبيقها تغيير فكرة المعلم وسياسته داخل المدرسة، وهو ما يعتمد عليه وزير التربية والتعليم فى خطته، من خلال مشروع "المعلمون أولا"، الذى يقوم على فكرة العمل الجماعى داخل وخارج الفصل، وأيضا للتنمية المستمرة للمعلمين مهنيا وتكنولوجيا.
8ـ متى ظهرت فكرة التعليم المعكوس؟
ظهرت الفكرة لول مرة فى انجلترا، خلال تسعينيات القرن الماضى، على يد الباحث "إيريك مازور" فى جامعة هارفارد البريطانية، الذى ابتكر نموذج التعليم بالأقران، إذ وجد أن التعليم بمساعدة الحاسوب "الكمبيوتر"، أتاح له التدريب الفعال بدلاً من إلقاء المحاضرات، وتم تطبيق الفكرة فى عديد من الدول التى ربطت التكنولوجيا بمدارسها.