سيطرت حالة من الرعب على تنظيم الإخوان، إزاء مسلسل "الجماعة 2" المقرر عرضه فى رمضان المقبل، ولم يخف التنظيم رعبه ووصف قياداته الذين وصفوا المسلسل بـ"اللطمة"، زاعمين عدم امتلاكهم الموارد المالية لإنتاج أعمال فينة تضاهى هذا العمل.
هجوم الإخوان على كاتب العمل الدرامى كان متوقعًا، حيث قالت مصادر مقربة من الكاتب وحيد حامد، لـ"انفراد"، إن الكاتب توقع الهجوم عليه، وخاصة أن مسلسل يفضح استغلال الجماعة للدين الإسلامى لتحقيق مأربها من خلاله.
وأوضحت المصادر، أن وحيد حامد لا يبالى بهجوم الإخوان عليه، وكل ما يحرص عليه هو أن يرد عليهم بالعمل، دون الدخول فى تلاسن أو حروب كلامية معهم، رافعا فى ذلك شعار: "أنا أكتب للناس من أجل كشف حقيقة الإخوان، وفضح أكاذيبهم بعمل فنى رفيع الرقى"، مؤكدة على أن الكاتب وحيد حامد يمتلك وثائق لفضح على كل ما كتبه فى المسلسل.
وفى السياق ذاته، فسر خبراء فى شئون حركات التيار الإسلامى، سبب تخوف التنظيم من عرض الجزء الثانى من مسلسل الجماعة 2، لافتين إلى أنه سيكون له تأثيرًا كبيرًا خاصة أنه يتعرض لوقائع وحقائق مما يكشف التاريخ الأسود للتنظيم.
فى بداية الأمر هاجم عز الدين دويدار القيادى بجماعة الإخوان الإرهابية، وحيد حامد مؤلف مسلسل الجماعة، وذلك بسبب الإعلان عن عرض الجزء الثانى من المسلسل فى شهر رمضان المقبل، معتبرًا عرض المسلسل بـ "اللطمة على وجه الجماعة ".
وأرجع "دويدار" المحسوب على الجبهة المتبنية العنف داخل جماعة الإخوان، عدم إنتاج الإخوان لمسلسل يضاهى مسلسل الجماعة، إلى فشل شيوخ التنظيم، مضيفًا: "هم الذين عطلوا قدرة فكرتنا بتصدرهم فى غير مواضعهم لعشرات السنوات، احتكروا طاقات الخير فى الأمة واستنزفوها فى ماكينة قاسية لا تخرج منتجًا ."
وفى السياق ذاته علق أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، على مسلسل "الجماعة 2" قائلا: "ليتذكر الجميع أن الجزء الأول حدث اختلاف فى حلقاته الأخيرة فى سيناريو الحلقات الأخيرة، وأن المسلسل على ما كان فيه من نيل من الإخوان إلا أنه أفادهم فى حينه".
وزعم المتحدث باسم جماعة حزب الحرية والعدالة المنحل، أن هذا المسلسل لن يؤثر على الجماعة، كما زعم أن المسلسل الأول لم يسرد جميع الوقائع.
وفى سياق متصل شن محمد سعيد، أحد كوادر الإخوان، هجومًا عنيفًا على قيادات الجماعة، تعليقا على مسلسل الجماعة 2، قائلًا: "أنا جالى من قيادات الإخوان إحباط من زمان، قلنا لهم كثيرًا لدينا مواهب متعددة من تمثيل وإنشاد وإخراج ومحتاجين دعم ولم يكن ياـى لنا، وفى نفس الوقت يصرفوا أضعافها على أشياء أقل نفعا بمراحل فقيادات الإخوان لا يعون ولا يعرفون قيمة الفن والإعلام".
من جانبه قال طارق أبو السعد القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجزء الأول من مسلسل الجماعة جاء فى وقت المشاعر كانت لصالح الجماعة فكل ما يجاء فى المسلسل، وكان ضد الصورة الجميلة للإخوان فإن الكثير لم يصدقها، ولكن الآن الجميع تكشف لهم الصورة الحقيقية للجماعة والإرهاب الذى يمارسونه علانًا.
وأضاف القيادى السابق فى جماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن الجزء الثانى سيأتى والكثير من المصريين يشاهدون بأعينهم أفعال الجماعة وحرقهم لأقسام الشرطة وقطع الطرق واعتدائهم على المخالفين لهم فى الرأى، وبالتالى اتجاه المشاعر ضد الإخوان جاهز لتلق أى شيئ ضد الإخوان حتى ولو فيه مبالغة.
واستطرد أبو السعد: "أما كون الإخوان غير قادرين على صنع مسلسل موازية فهذه حقيقة ليس عن ضعف ولكن لأنهم اختاروا أن ينفوا عن أنفسهم التهم التى فى المسلسل، فهذا سهل ويمكن أن يصدق البعض أنهم أبرياء، لكن صعب أن يقنع الإخوان المجتمع بالأحداث التى شاركت فيها، حيث أنه من المستحيل أن يقوموا بعمل مسلسل يقولون فيه ما حدث بالضبط فى أعمال الإرهاب فى عهد البنا وما بعده".
وأوضح القيادى السابق فى جماعة الإخوان، أن الجزء الثانى سيكون صعب على الإخوان، لافتًا إلى أنه لو تم بحرفية تامة وسرد الأحداث دون مبالغة، اعتقد أنه سيكون له تأثيرًا كبيرًا.
وفى ذات السياق قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن المسلسل الجديد الذى يتم عمله عمل الجماعة يسرد حقائق ومشاهد تاريخية عن ما فعلته الإخوان فى الماضى، وهو ما يزعج الجماعة، ويجعلها تسعى لتشويه الإنتاج الدرامى.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن الإخوان فاشلوا فنيًا، وليس لديهم قدرة على مواجهة الحقائق التى يسردها العمل الدرامى عن الإرهاب والعنف الذى ارتكبوه، وهو ما يزعجهم وقواعدهم.
يشار إلى أن الجزء الثانى من مسلسل الجماعة، يرصد تاريخ جماعة الإخوان فى فترات ما بعد ثورة 1952، وعصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
والمسلسل من بطولة صابرين، عبد العزيز مخيون، محمد فهيم، أمير صلاح الدين، علاء زينهم، والفنان الأردنى ياسر المصرى، وإخراج شريف البندارى، ويضع الموسيقى التصويرية لها الموسيقار الكبير عمرت خيرت.