قبل ساعات من انطلاق جولة الحسم فى سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والتى يتنافس فيها مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية، ممثلة تيار اليمين المتطرف، وإمانويل ماكرون المرشح الشاب المستقل، فوجئ الأخير بتعرض حملته الانتخابية لتسريبات طالت رسائل إلكترونية تتضمن خططه للإصلاح الاقتصادى، فضلاً عن تصوره ورؤيته لمشروع الموازنة العامة حال فوزه.
ورغم ضآلة فرصتها فى الفوز، بحسب استطلاعات الرأى الأخيرة التى جرت الخميس بعد آخر مناظرة انتخابية، إلا أن مراقبين أكدوا أن مارين لوبان بإمكانها تحقيق مفاجآت، خاصة بعدما أربكت التسريبات حملة منافسها الشاب، وتحذير اللجنة الانتخابية الفرنسية وسائل الإعلام من إعادة نشر ـ أو تداول ـ المعلومات التى جرى الوصول إليها عبر الاختراق الإلكترونى الذى استهدف حملة ماكرون.
وفى بيان لها عصر اليوم، قالت اللجنة الانتخابية: "على وسائل الإعلام ألا تعيد نشر المعلومات التى جرى الوصول إليها عبر عمليات تسلل إلكترونى، استهدفت حملة المرشح الرئاسى الوسطى إيمانويل ماكرون.. وإن نشر أو إعادة نشر المعلومات قد تمثل تهمة جنائية".
وقبل أيام، حذر مسئولون فرنسيون من احتمالات تعرض العملية الانتخابية لهجمات إلكترونية وتم توجيه اتهامات للحكومة الروسية بالسعى للتدخل فى الانتخابات ودعم زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان.
وبالتزامن مع انطلاق التصويت فى خارج فرنسا بـ66.546 مركز اقتراع حول العالم، وقبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع فى الداخل، قالت لوبان فى مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس إنها ستواصل "الكفاح من أجل وطنها"، حتى فى حال خسارتها الانتخابات.
وأضافت زعيمة الجبهة الوطنية التى لم تعلق على أزمة التسريبات التى طالت منافسها: "ما الذى يمكن أن يمنعنى من المكافحة من أجل وطنى؟ ، أنا لا أجازف بأى شىء، لأنه لا يوجد أى شخص حولها يمكنه لومها على أى شىء".
وبعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما عن دعمه فى مقطع مصور لـ"ماكرون"، أعرب مسئولون فى الحزب الديمقراطى عن تضامنهم مع المرشح الشاب، إذ قال بريان فالون، المتحدث السابق باسم المرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون فى مدونته على موقع تويتر: "بوتين يشن حربا ضد الديمقراطيات الغربية، ورئيسنا يقف على الجانب الخطأ".
وعلى لسان المتحدثة باسمه ، سارا هاكابى ساندرز، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مساء أمس، إنه سيعمل مع أى رئيس يختاره الفرنسيون، وذلك بعدما قال فى وقت سابق إن هجوم الشانزليزيه الإرهابى الأخير سيعود بالفائدة على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
يذكر أن الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، التى جرت يوم 23 أبريل الماضى، أسفرت عن وصول إيمانويل ماكرون ومارين لوبان لجولة الإعادة وذلك بعد حصولهما على 24.01% و21.3% من الأصوات على التوالى.
واستبعدت الصحيفة أن تتمكن هذه التسريبات من تغيير معادلة الانتخابات، لاسيما لقصر الوقت وصعوبة تحليلها، إضافة إلى أنه يبدو أنها لا تحتوى على أى وثائق قد تكشف احتيال أو تصرفات سيئة لماكرون، غير أنه لا يمكن إنكار انها تستهدف خلق اضطراب فى معسكر ماكرون قبل انطلاق الانتخابات ضد مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف الفرنسى.