شهدت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الكويت، نشاطاً مكثفاً، فعقب انتهاء مباحثاته مع أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، عقد الرئيس خلال الأمس واليوم، بمقر إقامته بالكويت، عدة لقاءات مع كبار المسئولين الكويتيين، قبل أن يتوجه إلى البحرين فى ختام جولته.
ومساء أمس، أكد الرئيس خلال لقائه، بمقر إقامته فى الكويت، الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتى، على خصوصية العلاقات المصرية الكويتية، معرباً عن اعتزاز مصر بما يربطها بالكويت بقيادة صاحب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت من روابط أخوة وتعاون وثيقة، تُمثل نموذجاً للتعاون بين الدول العربية.
واستعرض الرئيس برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه مصر، وكذلك ما تقوم به من إجراءات لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات، مشيراً إلى المشروعات القومية التى تنفذها مصر، والتى تتيح فرصاً استثمارية متنوعة فى العديد من المجالات.
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء الكويتى من جانبه على المكانة المتميزة التى تتمتع بها مصر وشعبها لدى الكويت، متمنياً لمصر دوام الاستقرار ومزيداً من التقدم والتطور، مشيداً بخطوات الإصلاح الاقتصادى الجادة التى اتخذتها مصر خلال الفترة الماضية، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر فى كافة المجالات، وتفعيل عمل اللجنة المشتركة المصرية الكويتية المقرر أن تعقد اجتماعها القادم خلال شهر نوفمبر المقبل بالكويت، بما يساهم فى تطوير التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين.
وخلال لقائه مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، بالإضافة إلى عدد من أعضاء المجلس، أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائى مع الكويت على مختلف الأصعدة، ولاسيما على الصعيد البرلماني، وذلك من خلال تبادل الزيارات والخبرات بين نواب مجلسى البلدين، مشيداً بالتجربة الديمقراطية بدولة الكويت، مؤكداً الدور الهام الذى يقوم به مجلس الأمة فى إثراء الحياة السياسية والنيابية فى الكويت.
ومن جانبه، رحب رئيس مجلس الأمة الكويتى بزيارة الرئيس إلى بلاده، معرباً عن تطلعه لمساهمة هذه الزيارة فى تطوير وتفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين، ومؤكداً على العلاقات القوية والراسخة التى تربط بين مصر والكويت على المستويين الرسمى والشعبي، مشيراً إلى أن مصر تمثل قلب العالم العربى وركيزة أساسية لأمنه واستقراره، ومؤكداً وقوف بلاده إلى جانب مصر التى ساندت دوماً الكويت وشعبها.
وفى لقائه بالشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت، قال الرئيس السيسى، إن المرحلة الراهنة التى تمر بها المنطقة تتطلب تعزيز التكاتف العربى وتضامنه بما يُمكن الأمة العربية من مواجهة التحديات المشتركة القائمة، مشيراً إلى أهمية التصدى لمحاولات التدخل فى شئون الدول العربية، ومؤكداً على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الكويتى حرص بلاده على مواصلة التنسيق الوثيق مع مصر على مختلف الأصعدة، ولاسيما فى إطار الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، مشيراً إلى أن بلاده من المنتظر أن تحصل على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولى بداية العام القادم لتخلف مصر فى تمثيل الدول العربية بالمجلس، وهو ما يتطلب تنسيقاً مشتركاً وثيقاً خلال الفترة القادمة.
وواصل الرئيس السيسى نشاطه صباح اليوم بمقر إقامته بالكويت، حيث التقى عبد الوهاب البدر مدير عام الصندوق الكويتى للتنمية، مشيداً خلال اللقاء بالتعاون الوثيق القائم مع الصندوق الكويتى للتنمية، مرحباً بما يوفره من تمويل يساهم فى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية فى مصر، بما يجسد العلاقات المتميزة التى تربط بين مصر والكويت.
واستعرض الرئيس برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه مصر، وما تتخذه الحكومة من تدابير وما تقيمه من مشروعات للتخفيف من أثار برنامج الإصلاح الاقتصادى على الفئات الأكثر احتياجاً، وذلك بالتوازى مع إجراءات تحسين بيئة الأعمال وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، معرباً عن تطلعه لتطوير التعاون مع الصندوق الكويتى للتنمية خلال المرحلة المقبلة.
وأكد "البدر"، خلال اللقاء، حرص الصندوق الكويتى على مساندة مصر وتوفير التمويل اللازم للمشروعات التنموية التى تُنفذها، مشيراً إلى التعاون الممتد بين الجانبين على مدى سنوات طويلة.
واستعرض المدير العام المشروعات التى يشارك الصندوق الكويتى فى تمويلها حالياً، ولاسيما فى مجالات البنية التحتية كالكهرباء وتحلية المياه، مشيداً بما اتخذته مصر خلال الفترة الماضية من خطوات شجاعة للإصلاح الاقتصادى وما نتج عنها من ارتفاع الاحتياطى من النقد الأجنبي، مؤكداً حرص الصندوق الكويتى للتنمية على مواصلة التعاون مع مصر وزيادته خلال الفترة القادمة.
وخلال اللقاء، تم التباحث حول آفاق التعاون المستقبلى مع الصندوق الكويتى للتنمية والمشروعات التى يمولها فى مصر، ولاسيما فى سيناء، حيث أكد الرئيس حرص الدولة على زيادة الاهتمام بهذه البقعة الغالية من أرض مصر والعمل على تنفيذ المزيد من المشروعات التنموية هناك خلال الفترة القادمة، بهدف تحسين الظروف المعيشية وتقديم خدمات أفضل للمواطنين.
كما التقى الرئيس السيسي، أعضاء الجانب الكويتى فى مجلس التعاون الاقتصادى المصرى الكويتى المشترك، مشيداً بالدور الذى يقوم به المجلس منذ إنشائه فى نوفمبر 2015 فى دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأكد الرئيس حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين الكويتيين لتذليل العقبات التى تواجههم، وأهمية دور القطاع الخاص فى تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين من خلال زيادة الاستثمارات والتبادل التجارى بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
واستعرض الرئيس التقدم المحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادي، وما تنفذه مصر من مشروعات قومية، وعلى رأسها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، فضلاً عن الإجراءات التى تم اتخاذها لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات، كان آخرها اقرار قانون جديد للاستثمار.
ورحب أعضاء الجانب الكويتى بمجلس التعاون الاقتصادى المصرى الكويتى خلال اللقاء بزيارة الرئيس للكويت، مؤكدين حرصهم على زيادة استثماراتهم فى مصر فى ضوء ما يلمسونه من تغير جاد فى جوانب كثيرة، كما أشادوا بخطوات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها الحكومة المصرية ومساهمتها فى تحسين مناخ الأعمال، معربين عن تطلعهم لعقد الاجتماع القادم لمجلس التعاون الاقتصادى المصرى الكويتي، لاسيما فى ضوء ما توفره اجتماعات المجلس من مناسبة جيدة لبحث مشروعات التعاون الجديدة فى مصر.
كما تم خلال اللقاء التباحث حول آفاق التعاون مع الشركات الكويتية، حيث تم الاستماع إلى ما أبداه أعضاء الجانب الكويتى فى المجلس من مقترحات وأفكار حول مناخ الأعمال فى مصر.