حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، من الشعور بالاطمئنان بهزيمة مارين لوبان، مرشحة اليمين التطرف فى انتخابات الرئاسة الفرنسية التى أجريت أمس الأحد.
وقالت رايس فى تصريحات إعلامية، إنها تعتقد إن هؤلاء الشعبويين يغيرون سمتهم السياسية بمجرد وجودهم، لذلك فإن حتى المرشحين التقليديين عليهم أن يردوا على أجندتهم، مضيفة: إن هناك عدد أقل من الناس ستحدث عن التجارة الحرة، ونرى دول تتحدث عن سياسة انعزالية والحمائية، ومن الصعب الدفاع عن المهاجرين فى أى مكان فى العالم تقريبا اليوم.
وتابعت رايس، إن صعود القومية له تأثير على السياسات حتى لو أن مرشحيهم لن يحققوا فوزا.
وتقول صحيفة "يو إس إيه توداى"، إن كوندوليزا رايس التى تولت وزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، بدأت قبل أربع سنوات فى كتابة كتاب عن التحديات التى تواجه الديمقراطية، لاسيما فى الدول التى تحركت مؤخرا لإجراء انتخابات حرة. وسينشر كتاب "الديمقراطية الآن: قصص من الطريق الطويل إلى الحرية" غدا الثلاثاء فى أعقاب موافقة البريطانيين غير المتوقعة على مغادرة بلادهم للاتحاد الأوروبى، وبعد الانتخاب المفاجىء لدونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وفى الفصل الأخير من الكتاب تتحدث رايس عن صعود الشعبوية والقومية وشكل من أشكال الانعزالية حول العالم. وكتبت تقول " ليس مفاجئا أن هذا الزلزال يهز الديمقراطيات الشابة مثل بولندا؟؟ لكن المذهل أنه قد هز من أهم أكثر نضجا".
وتقول الصحيفة، إن الكتاب المؤلف من 486 صفحة هو فى جوهرة دفعة لإيديولوجية "أمريكا أولا" التى أيدها المرشح ترامب، والشعور بأن الولايات المتحدة ينبغى أن تكون أقل انخراطا فى الشئون الدولية وأقل اهتمام بتعزيز حقوق الإنسان خارج أراضيها، وترى رايس أن الولايات المتحدة أساسية فى حماية وتوسيع الديمقراطيات، وهو النهج الذى تقول إنه يحمى فى النهاية المصالح الأمريكية.\
وفى مقابلة لها مع "يو إس إيه توداى"، أشادت رايس باختبار فريق الأمن اقومى للرئيس ترامب وقالت عن وزير الخارجية ريكس تيلرسون رائعا، وأشارت إلى أن الرئيس وإدارته يتعلمون مهام المنصب بشكل ناجح. ورفض رايس ان تنتقد اقتراح الإدارة بقطع ميزانية الخارجية بنحو 30% وإلغاء الآلاف من مهام الوزارة.
وأشارت رايس إلى أنها ليس لديها مشكلة يما يتعلق بإشادة ترامب بالرئيس السيسى وغيره من حلفاء واشنطن الذين تعرض الرئيس لأمريك لانتقادات لتأييدهم، لكنها رأت أن الأمر محتلف فيما يتعلق بموقف ترامب من الدول المعادية مثل كوريا الشمالية. وقالت رايس إن رئيس الولايات المتحدة هو الصوت الأكثر أهمية فى السياسة الخارجية الأمريكية وهو الصوت الأكثر أهمية للقيم والمصالح الأمريكية.
وكان رايس التى تبلغ من العمر الآن 62 عاما، وتعمل بروفيسور فى جامعة ستانفورد، مساعد بمجلس الأمن القومى فى عهد الرئيس بوش الأب، ثم أصبحت أول امرأة تشغل منصب مستشار الأمن القومى الأمريكى فى فترة جورج دبليو بوش الأولى ثم وزيرة للخارجية فى فترته الeانية.