خطف الأرجنتيني جونزالو هيجواين الأنظار الأربعاء الماضى بتسجيله ثنائية الفوز النظيف لفريقه يوفنتوس الإيطالي على ضيفه موناكو الفرنسى فى ذهاب الدور نصف النهائى لدورى أبطال أوروبا، واضعا مهاجم موناكو الشاب الواعد كيليان مبابى فى موقع رد التحدى فى مباراة الإياب الثلاثاء.
وأصبح يوفنتوس بفضل ثنائية هيجواين على أبواب بلوغ النهائى للمرة التاسعة فى تاريخه، لكن مبابى الذى لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، سيحاول خلط الأوراق وتعويض ما فاته ذهابا،إلا أن ذلك يتطلب منه أن يكون أكثر فاعلية مما كان عليه فى مباراة الذهاب، على الرغم من تشكيله الخطر الأكبر على يوفنتوس، دون أن يتمكن من الوصول لشباك الحارس جانلويجي بوفون.
ويدرك مبابى أنه فى هذه المرحلة من المسابقة الأهداف هى الأهم وليس الاستعراض أو المهارات الفردية والمراوغات، وهو ما أثبته هيجواين، إذ إن الأخير لطالما انتقد بسبب سجله الشخصى المتواضع فى دورى الأبطال، إلا أن فعاليته مكنته من تمهيد طريق النهائى.
لا جازيتا ديلو سبورت:"رأينا المستقبل واسمه مبابي"
وعلى رغم احتواء دفاع يوفنتوس الفولاذى موهبة مبابى، أشاد لاعبو "السيدة العجوز" بمنافسهم الشاب وموهبته ومن بينهم المدافع الدولى أندريا بارزالي الذى قال "مبابي؟ إنه يتمركز بشكل جيد. يتمتع بالسرعة، الفنيات، القوة البدنية. يملك القدرة على القيام بكل شىء"،وواصل: "فى إمكانه أن يدمرك، ونحن اختبرنا ذلك. لا أعلم إذا سبق لي رؤية لاعب بهذه القوة في هذا العمر".
ومن جهتها كتبت صحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" عن اللاعب الفرنسي قائلة: "لقد رأينا مستقبل كرة القدم، واسمه مبابي".ويثير مبابي اهتمام أكبر الأندية الأوروبية، اذ كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن اللاعب أعطى موافقته المبدئية لانتقال محتمل إلى ريال مدريد، ونشرت قبل أيام صورة له مرفقة بتعليق "يريد القدوم إلى ريال، وقال لاعب موناكو نعم لنادى الميرينجى".
ولم تكشف الصحيفة الإسبانية مصدر معلوماتها، لكنها أكدت "يريد اللعب للنادي الأبيض وهذه هى الرسالة التى وصلت إلى ممثلى النادى الذين كانوا أيضا على اتصال بعائلته للحديث عن الانتقال".
وأشارت "ماركا" إلى أن ريال يواجه منافسة على خدمات مبابي من أندية أخرى مثل باريس سان جرمان الفرنسي أو مانشستر يونايتد الإنجليزي، ما قد يجعل "الصفقة تتجاوز الـ100 مليون يورو"، محددة أسباب ستدفعه إلى اختبار النادي الملكى، وأبرزها وجود مواطنه النجم السابق زين الدين زيدان على رأس الجهاز الفني.
الملايين لم تذهب سدى
وإذا كان الباب مفتوحا على مصراعيه بالنسبة لمبابى لاختيار طريق مستقبل يبدو واعدا، فإن هيجواين كان مدركا لواقعه عندما قرر ترك نابولى الصيف الماضى والانتقال إلى يوفنتوس، إذ يبلغ التاسعة والعشرين من العمر ولا يريد الاكتفاء بالوجود مع فريق يلعب دور المنافس من دون أن يحمل فى نهاية المطاف لقب البطل.
وبعدما أصبح الموسم الماضى بألوان نابولى أفضل هداف فى تاريخ الدورى الإيطالى (36 هدفا) مشاركة مع جينو روسيتى (1928-1929)، كان الموسم الأول لمهاجم ريال مدريد السابق مع "السيدة العجوز" ناجحا بكل المعايير، إذ سجل 32 هدفا فى 49 مباراة، بينها 24 فى الدورى، وآخرها السبت عندما دخل فى الشوط الثانى وأدرك التعادل أمام الجار تورينو (1-1) فى الوقت بدل الضائع.
وأصبح المهاجم الأرجنتينى أول لاعب يصل إلى 24 هدفا مع يوفنتوس منذ أن حقق ذلك مهاجم موناكو السابق دافيد تريزيجيه عام 2002، علما بأن آخر لاعب ليوفنتوس سجل أكثر من ذلك خلال موسم واحد هو الأرجنتينى-الإيطالى عمر سيفورى (27 هدفا فى موسم 1959-1960).
وأشاد اللاعب البرازيلى أليكس ساندرو بزميله الأرجنتينى: "ندرك بأنه فى كل مرة يحصل فيها على الكرة، نحن نقطع نصف الطريق نحو تسجيل هدف. أنه لاعب يحب الفوز وقوته الأساسية فى ذهنيته. إنه أقوى ما يمكن أن يكون المرء فى هذه الناحية". ومن المؤكد أن هيجواين رد على المشككين بجدوى انفاق مبلغ 90 مليون يورو من أجل التعاقد معه الصيف الماضى من نابولى، وذلك بفضل مقاربته مضيفا "فأنا أعمل، أقاتل وأحاول دائما تقديم أداء جيدا. الأهم أن تحافظ على هدوئك، وهذا ما فعلته".
والثلاثاء فى تورينو، يتجدد الموعد بين الخبير هيجواين والواعد مبابى الذى أثبت نفسه بغض النظر عن نتيجة المواجهة مع يوفنتوس.
ويقول زميله فالير جرمان: "هو شاب، يجب تركه بسلام. أنا لم أكن لاعبا حطم كل شيء عندما كنت فى الثامنة عشرة من عمري. لقد تقدمت تدريجا. أما كيليان، فهو انفجر". وأضاف: "الآن يجب أن نمنحه المزيد من الوقت".