قالت مصادر عسكرية ليبية رفيعة المستوى أن عملية عسكرية غربية ستتم فى ليبيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، للقضاء على التنظيمات الإرهابية المتواجدة فى البلاد، مؤكدة أن العملية ستكون عبر ضربات جوية مركزة وبمشاركة سلاح البحرية الذى سيفرض حصارا على الشواطئ الليبية لمنع إرسال إمدادات للعناصر المتطرفة عن طريق البحر.
استهداف عشرات الأهداف الإستراتيجية
وأكدت المصادر الليبية التى رفضت الإفصاح عن هويتها لحساسية منصبها فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من ليبيا، أن العملية العسكرية يتم التجهيز لها منذ عدة أشهر لمنع تمدد التنظيمات الإرهابية لباقى المدن الليبية، مشيرة إلى أن العملية العسكرية ستكون باستهداف عشرات الأهداف الاستراتيجية لتمركزات ومخازن الأسلحة للتنظيم الإرهابى فى كافة ربوع البلاد.
تركيز الضربات على مدينتى سرت ودرنة
وكشفت المصادر العسكرية عن تركيز الضربات على مدينتى سرت ودرنة ولاسيما معسكرات المتطرفين وأماكن تخزين الذخيرة والتركيز على المناطق التى تعج بالعديد من العناصر الإرهابية فى صبراتة وبنغازى، مؤكدة أن غرفة عمليات من خبراء أمنيين من فرنسا وإيطاليا يتواجدون فى ليبيا بمدن طبرق والمرج لرصد وتتبع تحركات التنظيمات الإرهابية فى البلاد وتدريب عناصر الجيش الليبى على العمل الاستخباراتى.
وأشارت المصادر إلى أن العملية العسكرية ستتم بتعاون كامل مع القيادة العامة للقوات المسلحة العربية، مؤكدة أن تحركات على الأرض من عناصر الجيش الليبى المتواجدة فى الشرق ستعمل على توسيع وتكثيف عملياتها فى مدينة بنغازى لتحرير المدينة ومنع تسلل العناصر الإرهابية الفارة من القصف الجوى للجوء للمدينة.
الجيش الليبى يرفض نزول قوات على الأرض
وأكدت المصادر أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ترفض نزول أى قوات برية على الأراضى الليبية، مشيرة إلى أن العملية العسكرية ستكون عبر الدعم الجوى والاستخباراتى وتشديد الرقابة من قبل دول الجوار الليبى على الحدود المشتركة لمنع تسلل العناصر الإرهابية لداخل تلك الدول.
الضربات ستنطلق من مالطا وإيطاليا
وعن قواعد انطلاق الطائرات التى ستنفذ العمليات الجوية فى ليبيا، أكدت المصادر أن قواعد الانطلاق للعمليات الجوية ثلاث قواعد أولهما فى مالطا والثانية فى إيطاليا والثالثة البارجات البحرية فى البحر المتوسط، مشيرة إلى العملية العسكرية تم التنسيق لها مع دول الجوار الليبى وأطراف إقليمية ودولية.
فيما أكد مصدر عسكرى ليبى أن تحركات على الأرض من قبل عناصر الجيش الليبى توضح أن عملية عسكرية ستنفذ فى ليبيا لاستهداف التنظيمات الإرهابية ، مشيرا إلى أن العناصر التابعة للجيش تم تزويدها بكميات أسلحة وذخائر كبيرة على كافة محاور القتال بمدينة بنغازى فى الأيام الأخيرة لأن حسم المعركة فى المدينة يفتح الطريق أمام الجيش الليبى للقضاء على العناصر المتطرفة فى البلاد.
وفود عسكرية من دول أجنبية تزور ليبيا
وكشف المصدر فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من ليبيا أن وفود عسكرية من عدة دول أجنبية قامت بزيارة إلى ليبيا فى الأسابيع الأخيرة وعقد لقاءات ومشاورات مع قادة عسكريين فى البلاد، إضافة للتنسيق مع قيادة الجيش الليبى فيما يخص العمليات التى يخوضها الجيش الليبى على الأرض ونوعية الأسلحة التى يحتاجها فى تحركاته العسكرية التى ستتزامن مع الضربات الجوية.
فيما قال الباحث السياسى الليبى محمد بن موسى، أن التدخل الدولى فى ليبيا بات أقرب مما هو متوقع .
وأكد "بن موسى" فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من واشنطن أن هناك إشارات يفهم منها أن التدخل العسكرى فى ليبيا لن يتجاوز الفترة القليلة القادمة، لاسيما وأن المجلس الرئاسى سيعلن عن تشكيل الحكومة بعد ساعات، وبالتالى بمجرد أن تمنح الحكومة الثقة سيبدأ العمل على تنفيذ عمليات تستهدف الجماعات المتطرفة فى ليبيا فالمجتمع الدولى بانتظار حكومة شرعية تطلب منه القيام بعمليات تستهدف هذه الجماعات الإرهابية مثلما حدث فى عام 2011.