واجهت شركة فيس بوك العديد من التهم والانتقادات خلال الفترة الماضية، بسبب الكم الهائل من الأخبار الوهمية التى ظهرت على الموقع، كما تعرضت لهجوم حاد لعدم اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من المشكلة، مما جعل الشركة تلجأ فى النهاية إلى اتخاذ العديد من التدابير، بداية من تعطيل بعض الحسابات الشخصية بالمستخدمين سواء فى فرنسا أو بريطانيا قبيل الانتخابات أو إطلاق مجموعة من الأدوات والنصائح لمساعدة المستخدمين على تجنب هذه الأخبار الوهمية، وفيما يلى نرصد أبرز ما لجأت إليه فيس بوك لتبرئة ساحتها من الأخبار الوهمية كما يلى:
- بريطانيا وحذف عشرات الآلاف من الحسابات
ففى بريطانيا قامت الشبكة الاجتماعية بإطلاق تدابير جديدة لمواجهة الأخبار الكاذبة قبل الانتخابات العامة خلال الشهر المقبل، وذلك من خلال الاستعانة بخوارزميات للقضاء على المواد المضللة التى تهدف لزيادة معدل الزيارات والإعلانات التى يطلق عليها اسم "كليكيبت"، وأوضح فيس بوك أنه يستخدم أنظمته لتعقب الحسابات الوهمية، التى يعتقد أنها تنشر معظم القصص الكاذبة، كجزء من جهد منسق واسع النطاق.
فيما أوضح "سيمون ميلنر" مدير سياسات فيس بوك فى المملكة المتحدة موقف الشركة قائلا: "الناس يريدون رؤية معلومات دقيقة على فيس بوك وكذلك نحن، ولهذا السبب نفعل كل ما فى وسعنا لمعالجة مشكلة الأخبار الكاذبة، فلقد طورنا طرقا جديدة لتحديد وإزالة الحسابات المزورة التى قد تنشر أخبارا كاذبة حتى نصل إلى جذور المشكلة، ولمساعدة الناس على اكتشاف الأخبار الكاذبة نعرض النصائح للجميع".
على جانب آخر قالت فيس بوك إنها قامت بغلق عشرات الآلاف من الحسابات فى بريطانيا، خلال حملة تقوم بها الشبكة الاجتماعية ضد الأخبار الوهمية، فيما كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن هناك حملة وطنية فى بريطانيا ستنطلق اليوم الاثنين، لتوعية المستخدمين بكيفية التعرف على القصص المزيفة، فيما انتقد بعض الأشخاص فيس بوك بأنها لا تتحمل مسؤولية مواجهة الأخبار المزيفة، بينما قالت الشركة:"لقد أدخلنا تحسينات للتعرف على هذه الحسابات المزيفة بسهولة أكبر من خلال تحديد أنماط النشاط دون تقييم المحتوى نفسه".
- فرنسا واستهداف 30 ألف حساب
وأعلنت شبكة فيس بوك فى وقت سابق أنها استهدفت 30 ألف حساب مزيف مرتبط بفرنسا، وذلك قبل بدء الانتخابات الرئاسية فى البلاد، فى إطار حملة واسعة ضد الأخبار الكاذبة، موضحة أنها تحاول تقليص انتشار المواد الخاصة بالرسائل غير المرغوب فيها، والمعلومات المضللة، أو المحتوى الخادع، فيما أشار تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه قبيل الجولة الأولى من الانتخابات المقررة فى 23 أبريل المقبل، تسارع انتشار الأخبار الكاذبة، فتمت مشاركة 30 موضوعا كاذبا أو مضللا، هى الأعلى رواجا، أكثر من 900 ألف مرة فى الشهرين الأخيرين، مقارنة بـ650 ألف مرة فى ديسمبر ويناير، وفقا لما ذكره مسؤول فى مكتب الرئيس الفرنسى.
- أمريكا ومحاولات لا تنتهى
فيما تعد كل محاولات فيس بوك لمواجهة الأخبار الوهمية هدفها الأساسى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث رصد موقع أمريكى فى وقت سابق عن ظهور ميزة جديدة بفيس بوك أشبه باستطلاع رأى يسأل المستخدمين عن وجود أى لغة مضللة فى المنشورات التى تظهر لهم، فى محاولة من الموقع لتحمل المسئولية فى التعامل مع الأخبار الوهمية، إضافة إلى العديد من الخطوات الأخرى التى لجأ إليها موقع التواصل الأشهر فى العالم.
- أدوات فيس بوك لمحاربة الأخبار الكاذبة:
كشفت "فيس بوك" خلال الفترة الماضية عن عدد من الأدوات المختلفة التى تهدف فى مجملها لمحاربة المحتويات والأخبار الكاذبة، بداية من اختبار إصدار جديد من الموضوعات المقترحة التى تظهر على شريط الأحداث الخاص بالمستخدمين، والتى تظهر أسفل القصص المتعلقة، حيث تهدف فيس بوك لإظهار هذه المواد ذات الصلة - قبل أن يقرأ المستخدمين المنشورات - لتوفير الوصول بسهولة إلى وجهات نظر ومعلومات إضافية، بما فى ذلك المواد التى تتيح التحقق من هذه الوقائع من قبل أطراف ثالثة.
كما قامت فيس بوك أيضا بنشر ما يعرف بثقافة القراءة والكتابة فيما يخص الأخبار، حيث أطلقت للمستخدمين فى 14 بلدا حول العالم تنبيه فى الجزء العلوى من خلاصة تغذية الأخبار يطلق عليه اسم "نصائح لاكتشاف الأخبار الكاذبة"، والتى تضم مجموعة من النصائح المختلفة التى تهدف فى مجملها لاكتشاف الأخبار الكاذبة والتغلب عليها.
إضافة إلى ذلك فقد أطلقت فيس بوك أيضا أداة لتحذير المستخدمين عند نشر الأخبار الوهمية على حساباتهم، حيث رصد بعض المستخدمين ظهور نافذة منبثقة عند محاولة مشاركة مقالات اعتبرت غير دقيقة بعد فحصها من قبل أدوات التحقق المختلفة، إذ تعد هذه الميزة جزء من برنامج فيس بوك للعمل مع منظمات التحقق من الحقائق.
كما أطلقت فيس بوك مشروعا جديدا للتعاون مع الصحفيين حول العالم، حيث جاءت هذه الخطوة بعد أقل من شهر من إعلان الشركة الأمريكية عن استراتيجيتها لمعالجة الأخبار الوهمية المنتشرة على الشبكة الاجتماعية.