مع اقتراب إجراء انتخابات اللجان البرلمانية، تظهر بقوة مدى إمكانية الأحزاب فى السيطرة على نوابها، خلال تلك الانتخابات، وما إذا كانت قادرة على توجيه نوابها نحو الشخصيات التى سترشحها فى انتخابات اللجان من عدمه، فيما اختلف عدد من الخبراء حول مدى قدرة الأحزاب للسيطرة على نوابهم، وما إذا كان النواب سيكررون ما حدث فى انتخابات الوكلاء من دعم شخصيات لم تختارها الاحزاب والبرلمان من عدمه.
ضياء رشوان: من مصلحة النائب الالتزام بقرارات حزبه داخل البرلمان
فمن جانبه أكد ضياء رشوان، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الأحزاب السياسية سيكون لها تأثير كبير فى انتخابات اللجان الداخلية للبرلمان، وستمنع سيطرة أى ائتلاف أو شخصيات بعينها على مناصب اللجان بالمجلس.
وقال "رشوان"، فى تصريح لـ"انفراد"، إن الأحزاب السياسية ستكون قادرة على السيطرة على نوابها داخل المجلس، خاصة أنهم يمثلون 43% من قوة البرلمان، وهذه نسبة كافية لقدرتهم على اتخاذ قرار، وبلورة قدرة غير مسبوقة فى التأثير على مجريات القرارات والانتخابات الداخلية فى البرلمان. وأوضح رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن من مصلحة النائب الحزبى الالتزام بقرارات حزبه، مشيرًا إلى أن ما حدث فى التصويت على قانون الخدمة المدنية أو انتخابات الوكلاء استثناء، ولن تشهده انتخابات اللجان البرلمانية. وأوضح رشوان، أنه لأول مرة يتم تشكيل أحزاب سياسية من خضم الأحداث السياسية، وتشارك هذه الأحزاب بقوة فى انتخابات البرلمان، ويكون لها تمثيل قوى، وستكون قادرة على توجيه الدفة.
يسرى العزباوى : الأحزاب أصبحت عبئا على نوابها
فيما أكد الدكتور يسرى العزباوى، رئيس منتدى الدراسات بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الأحزاب أصبحت عبئا على نوابها تحت قبة البرلمان، مشيرا إلى أن معظم القرارات والتشريعات التى سيتم مناقشتها فى جلسات المجلس ، لن يلتزم النواب فيها بمواقف أحزابهم.
وأضاف "العزباوى" فى تصريحات لـ"انفراد" أن الأحزاب لم تعد قادرة على السيطرة على نوابها فى المجلس، مؤكدا أن هذا سيظهر بشكل كبير خلال انتخابات اللجان البرلمانية المقرر لها خلال الأيام المقبلة، حيث سيحدث تنسيق بين النواب حول مناصب تلك اللجان دون علم أحزابهم.
حسن نافعة يتوقع حدوث مشاكل فى توزيع اللجان فى البرلمان
وفى السياق ذاته أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، أن البرلمان الحالى جاء فى وضع استثنائى وله خصوصية ولا توجد توقعات لانتخابات اللجان ولا يمكن التكهن بتصور معين، لافتا إلى أن أكبر حزب حصل على عدد من المقاعد لم يتجاوز 12 % ، وقال :"إذن المسألة خارج حسابات الجميع والبرلمان دون أغلبية وجرت محاولات لعمل ائتلاف لكنه خرج ضعيف وهش".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية :"طالما لا يوجد توجه أيدلوجية معينة ولا توجد قوة لها الغلبة له فلن يستطع الائتلاف الوحيد فى المجلس أو الأحزاب توزيع المناصب ، والحل أن تتفق أغلبية الأعضاء على وضع يعمل توزيع عادل لمناصب اللجان وإذا لم تحدث فهناك مشاكل كبرى ، والأمر سينتهى بتوزيع يحظى بغالبية البرلمانية ولا يوجد معيار فالمسألة متعلقة بموازين القوى العددية".
عمرو هاشم ربيع : بعض الأحزاب لن تكون قادرة على توجيه نوابها
بدوره قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى، إن بعض الأحزاب لن تكون قادرة على توجيه نوابها لاختيار النواب الذين سيرشحونهم فى انتخابات اللجان البرلمانية، خاصة أن بعض الأحزاب ضمت نوابا فى اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات، كما أن هناك أحزاب جديدة قد لا يلتزم نوابها بقراراتهم.
وأضاف الخبير السياسى :"بعض النواب قد يقومون بتنسيقات وتربيطات مختلفة عن الأحزاب لضمان دعم شخصيات بعينها لهم فى انتخابات اللجان، خاصة المستقلين لضمان فوزهم بمناصب سواء رؤساء أو وكلاء اللجان".