تعقدت الأزمة داخل ما يسمى "مجلس الإخوان بتركيا" بعدما شن عدد من قيادات جماعة الإخوان، هجوما على كيانات سياسية بالتنظيم فى إسطنبول، واتهموه بأنه بلا رؤية ، فيما طالب قيادات المجلس الإخوانى، المستقلين بالعودة.
جبهة محمود عزت وراء الاستقالات
وكشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، كواليس جديدة حول استقالة عدد من قيادات الإخوان وبعض حلفاءها من ما يسمى "المجلس الثورى" التابع للإخوان بتركيا، مشيرة إلى أن سيطرة 3 قيدات فقط على الائتلاف بدعم من جبهة محمود عزت دفعهم للاستقالة، فيما تبادلت قيادات المجلس والمستقلين منه الاتهامات.
وقالت المصادر فى تصريح لـ"انفراد" إن استقالة 15 من قيادات وأنصار الإخوان جاء بناء على 3 عوامل أولها، أن رابطة الإخوان فى الخارج تعمدت تصعيد شخصيات بعينها كقيادات للمجلس، وهم مها عزام، وآيات العرابى، ووليد شرابى، بدعم من جبهة محمود عزت، وأصبحوا متحدثين عنها بعيدا على القيادات التابعة للمكتب الإدارى للتنظيم فى أسطنبول.
وأوضحت المصادر أن رابطة الإخوان فى الخارج تعمدت إسناد كافة الوفود الخارجية للإخوان، لقيادات المجلس الثورى وهما وليد شرابى، ومها عزام، رئيسة المجلس، وكان آخرها الزيارة التى قادها مجلس الثورى التابع للإخوان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى نهاية شهر يناير الماضيى، كما جعلتهم هم المسئولين الوحيدين عن أى مؤتمرات تعقد فى الخارج، فى مقابل تهميش دور المجموعة التى تتبع قيادات إسطنبول وعلى رأسها عمرو دراج.
وأشارت المصادر إلى أن التصريحات التى خرجت من مها عزام، رئيسة المجلس والتى تؤكد فيها رفضها لأى مبادرات أو حل سياسى، كانت الظهرة التى قسمت ظهر البعير، حيث أن هذا الموقف تم إتخاذه دون الرجوع إلى باقى قيادات هذا الكيان السياسى التابع لجماعة الإخوان.
استقالات جديدة خلال أيام
وأوضحت المصادر، أن مجموعة من قيادات الإخوان الأعضاء فى برلمان الجماعة فى الخارج، يعتزمون خلال الأيام المقبلة تقديم استقالاتهم أسوة بالقيادات السابقة بالمجلس التى أعلنت استقالاتها، لإجبار هذا الكيان على حل نفسه بشكل كامل.
يأتى هذا فيما دعت مها عزام، رئيسة المجلس الإخوانى فى تركيا، المستقلين إلى العودة للمجلس من جديد، ودعت فى بيان لها عبر حسابها على "تويتر" من وصفتهم بـ"رموز الثورة" لأن "لا يبتعدوا عن صفوفنا حتى نقوى".
قضية مرسى
من جانبه قال وليد شرابى، القيادى بمجلس الإخوان بتركيا، أن الاستقالات التى تم تقديمها مؤخرا جاءت نتيجة الموقف من محمد مرسى، وأنهم يرفضون جعل قضية مرسى هى القضية الأساسية لدى المجلس – على حد قوله .
فى المقابل رد سمير الوسيمى، المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل، وأحد المستقيلين من مجلس الإخوان بتركيا على تلك التصريحات قائلا :"للاسف الشديد مزايدات رهيبة من المجلس الثورى بدءا من بعض قياداته ومرورا ببعض رموزه، وتعدى امر المزايدة والهرى إلى الكذب البواح".
وأضاف الوسيمى فى بيان له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":"ليس هناك كلام عن وثيقة 10 ولا 9 ولا 8، والقضية ليس لها علاقة بمحمد مرسى على الإطلاق.
وتابع المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل:" مستعد أن اناظر حوله من شاء من المجلس الثورى وعلى الهواء مباشرة، استقلت لسوء أداء المجلس وانشغاله بشعارات حنجورية جوفاء دون عمل ولا تخطيط ولا رؤى ولا يحزنون وهم يعلمون ذلك علم اليقين وتحدثنا فى ذلك مئات المرات دون التفات ومن ثم استقالة تتعلق تماما بالمجلس، ولا أعرف وثيقة العشرة ولم تراها عينى ولا الموقعين سوى ارهاصات فيسبوكية لم التفت إليها يوما وخلافى مع المجلس إدارى تنظيمى يتخوف من سيطرة الأفراد وتوجهاتهم الشخصية على مجلس كان له اهداف واضحة وتوجه منذ نشأته"
مهاترات ومزايدات
واستطرد الوسيمى :"المهاترات والمزايدات ليس لها إلا سبب رئيسى من وجهة نظرى وهو لفت الانظار وإبعادها عن أسباب استقالة من استقال وهى الأداء المترهل السيء للمجلس وعدم وجود نتائج حقيقية مخطط لها" ، مؤكدا أنه لن يعود للمجلس مرة أخرى.
أحمد بان : أزمة الإخوان تجاوزت حيز المناصب إلى حيز الأفكار
من جانبه أكد أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن أزمة الإخوان وخلافاتهم تجاوزت حيز المناصب التنظيمية إلى حيز الأفكار نفسها، ولم يعد قادرين على تحمل بعضهم.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، فى تصريحات لـ"انفراد" أن حل أزمة الإخوان الداخلية تتطلب حل التنظيم بشكل نهائى، وتقرير المساحة المناسبة لحركته، وعدم الخلط بين الدعوة السياسية لديهم، موضحا أن أى محاولة غير ذلك لن توقف أزمة التنظيم.