طارق عبد السلام، "المصارع المصرى المُجنس إلى البلغارية".. أحد أشهر الشخصيات فى الأيام الأخيرة، بعدما تصدر عناوين وسائل الإعلام، وبات المحور الأهم على السوشيال ميديا عقب تحقيقه ذهبية بطولة أوروبا تحت وزن 75 كم، مما أثار التساؤلات حول الأسباب التى دفعته لاتخاذ هذا القرار، وكذلك دفع عدد من المسئولين عن أنفسهم، وحمّلوا اللاعب المسئولية.. البطل الشاب صاحب الـ"24 عامًا"، أوضح فى حوار هاتفى لـ"انفراد" كل تفاصيل قصته من لحظة وصوله بلغاريا حتى صعوده إلى منصة التتويج.
"بعد رحيلى من مصر تمنيت شيئا واحدا، وهو إخراجى من الذاكرة وتركى بمفردى لأعيش حياتى فى هدوء، لكن من وقت لآخر يتم الحديث عن قصة هجرتى من مصر"، هكذا بدأ طارق حديثه حول الضجة المثارة حوله منذ تتويجه بذهبية بطولة أوروبا، مضيفًا: "لا أحب الظهور فى وسائل الإعلام، لكن ما يروجه مسئولو اتحاد المصارعة السبب الرئيسى وراء رغبتى فى الرد حتى أكشف للجميع حقيقتهم، وكيف تسببوا فى اتخاذى لقرار السفر للخارج، وما الظروف المحيطة التى دفعتنى نحو التجنيس".
أصل الحكاية
بداية القصة وفقًا لما أكده المصارع الشاب كانت بعد إصابته فى الرقبة، قائلا عدم وجود الرعاية اللازمة هددنى بالشلل، إضافة إلى حالة الإهمال المُسيطرة على كل أبطال الألعاب الفردية.. لذا قررت السفر وإجراء جراحة على نفقتى الخاصة، مؤكدًا أن أقوال مسئولى اتحاد المصارعة حول علاج إصابتى أمر عار تمامًا عن الصحة لسبب بسيط أنهم يتحدثون عن علاج الإصابة فى الركبة وليس الرقبة.
ويُضيف المصارع صاحب الـ"24 عامًا": "قررت السفر وبالفعل حصلت على تأشيرة عمل وليس كما يزعم المسئولون أنى هربت من معسكر المنتخب، وهذا ما أكدته وقتها فى حوار مع "انفراد" بتاريخ 28 فبراير 2016، ويتمثل فى أنى لم أقم باستغلال تأشيرة ممنوحة لى كـ"مصارع".. لأنه ذهاب وعودة بل سافرت بتأشيرة علاجية، وصور التأشيرات تؤكد حديثى للجميع".
ويستكمل طارق حديثه: "بعد سفرى عملت لفترة بائع شاورمة مثلما يعلم الجميع لمدة شهرين تقريبًا لكن المقابل المادى كان ضعيفا للغاية، لذا تركته ثم تنقلت بين أعمال سريعة بشكل يومى حتى أوفر أى مقابل مادى مما صعب الحياة علىّ للغاية، خصوصا أنى صاحب أسرة الآن، إلى أن جاء الحديث حول تجنيس، وتم عرض على مبلغ جيد إلى حد ما لذا وافقت على الفور لأنه لم يكن أمامى أى بدائل نهائيًا، وبالفعل تم تسريع وتيرة إجراءات حصولى على الجنسيةن لأنه كان يُفترض انتظارى لمدة خمس سنوات نظرًا لزواجى من بلغارية طبقا لما ينص القانون هنا".
فرق الإمكانيات
حول الفرق بين التأهيل للرياضيين فى مصر وبلغاريا يقول بطل أوروبا وأفريقيا: "ألعب باسم بلغاريا منذ عام تقريبًا، وهناك فارق كبير فى الاهتمام بأبطال المصارعة على سبيل المثال لا الحصر مدرب المنتخب حاصل على ميداليات أولمبية وبطولات عالم لذا يعمل مع كل لاعب على حد ويطوره مهما كان مستواه ضعيفا، إضافة إلى ذلك نحن فى معسكر دائم هنا وينقسم إلى شقين الأول فنى والآخر بدنى ويتم إقامته أعلى الجبال".
ويُضيف عبد السلام: "بدأت اللعب لأكبر نادى فى بلغاريا وحصلت على بطولتى جمهورية ثم شاركت فى بطولة إيران وهزمت بطل العالم وبعدها توالت الانتصارات إلى أن حققت إنجاز ذهبية بطولة أوروبا الأخيرة"، لافتًا إلى أن اتحاد المصارعة البلغارى يقيم معسكرات مفتوحة لكل الدول، ويتم توفير طاقم طبى وفنى متكمل مكون من طبيب وأخصائى وبدنى وطبيب نفسى إذا احتاجه اللاعب، مؤكدًا أنه عندما تعرض لإصابة فى الكتف تم علاجه على أعلى مستوى وفى وقت قياسى.
وأضاف المصارع الشاب أن الاتحاد البلغارى رغب فى مشاركته بالأولمبياد الماضية، لكن الاتحاد المصرى رفض وطلب مقابل مادى مما أوقف الأمر تمامًا نظرًا لرفض الجانب البلغارى دفع أى مقابل مادى ورفضوا التعامل مع الاتحاد المصرى، بسبب عدم قدرتهم على كتابة الخطابات بشكل صحيح، لذلك تم تصعيد القضية إلى الاتحاد الدولى، وتم الفصل فيها وبدأت ألعب باسم بلغاريا وأشارك فى البطولات، مضيفًا: "أحاديث مسئولى المصارعة فى مصر حول الحصول على مقابل مادى ينطبق عليه مثل بلغارى شهير أنهم مثل شخص فتح الشمسية بعد توقف المطر".
نظرة للمستقبل
ويضيف الشاب ابن محافظة الإسكندرية: "أهلى سعداء للغاية وأمى سعيدة لأقصى حد لاسيما أنه لم يكن شخص يتوقع تحقيقى تلك الإنجازات ولا حتى أنا شخصيًا، لم أتخيل يوما أنى سأهزم أبطال عالم وأولمبيين، وهذا دليل على أن المصرى إذا توافرت له الإمكانيات يُمكنه فعل أى شىء مهما كان صعبًا أو حتى يبدو مستحيلاً".
وتابع صاحب الـ24 عامًا: "حاليًا أركز فى عملى والكل هنا يحترمون هويتى فأنا لاعب مصرى مسلم، ورفضت عرض تغيير أسمى، واختيار اسم بلغارى وفى أى بطولة يُقال اللاعب المصرى المُجنس إلى البلغارية، ورغم أى مزايدات أعتز بوطنى وهويتى"، مضيفًا: "من يشعر بى سيصدق حديثى وسعيد بكل الدعم التى وجدته من المصريين على مواقع التواصل، وبالنسبة لمنتقدى تصرفى أعلم أنهم لن يفهموا شيئا لأنهم لم يمروا بظروفى الصعبة".