سيطرت إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، جيمس كومى، على اهتمام الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هذا التطور المذهل فى رئاسة ترامب يثير شبح التدخل السياسى من قبل رئيس حالى فى تحقيق تجريه الوكالة الرئيسية المسئولة عن تطبيق القانون فى الولايات المتحدة، الأمر الذى أثار دعوات فورا من الديمقراطية لتشكيل مجلس خاص لقيادة التحقيق الخاص بروسيا.
وفسر ترامب إقالة كومى بسبب معالجة الأخير للتحقيق الخاص باستخدام وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون خادما خاصا للبريد الإلكترونى، حتى على الرغم من الاعتقاد الواسع بأن ترامب استفاد سياسيا من هذا التحقيق، ورغم حقيقة أنه أشاد بنفسه بكومى لشجاعته فى ملاحقة كلينتون خلال الحملة الانتخابية.
وقال مسئولون إن وزير العدل جيف سيشنز ونائبه رود روزينشتاين قد دفعا نحو الإطاحة بكومى من منصبه، إلا أن كثيرين فى واشنطن، وبينهم ضباط مخضرمين فى الإف بى أى، رأوا أن تلك محاولة تم رسمها بعناية من جانب ترامب لخلق ذريعة من أجل إقصاء كومى من منصبه.
وقارنت صحيفة "واشنطن بوست" بين قرار ترامب بإقالة كومى، وما قام به الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون بإقالة اريكيبالد كوكس المحقق الخاص المعنى بالتحقيق فى "فضيحة وترجيت" عام 1973، والتى تعرف فى الولايات المتحدة بمذبحة ليلة السبت. ففى أكتوبر من هذا العام، قام نيكسون بإلغاء مكتب المدعى الخاص، مما تسبب فى استقالة وزير العدل فى هذا الوقت إليوت ريتشاردسون ونائبه ويلياك روكلشاوس بعد رفضهما طلب نيكسون إقالة كوكس.
وقال جون ديان، محامى البيت الأبيض فى عهد نيكسون إن ما قام به ترامب من لإقالة جيمس كومى خطوة "نيكسونية" للغاية، وأضاف أن هذا كان يمكن أن يكون استقالة هادئة، لكنها تحولت إلى إقالة غاضبة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه عندما هاجم قراصنة حملة إيمانويل ماكرون، الذى أصبح رئيسا لفرنسا بعد فوزه فى الانتخابات هذا الأسبوع، كان المرشح المستقل مستعدا لها بفريقه التكنولوجى الذى استفاد مما حدث فى حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأنشأ عشرات من الحسابات البريدية الإلكترونية الوهمية، وملأها بوثائق مزيفة من أجل إرباك المهاجمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القصة التى قالها مسئولون أمريكيون وخبراء إلكترونيون ومساعدون فى حملة ماكرون عن هجوم القرصنة الذى يهدف إلى التدخل فى الانتخابات فى فرنسا كان تذكيرا بأن الهجمات الإلكترونية الفعالة يمكن أن تعطل المفاعلات النووية الإيرانية أو شبكات الطاقة فى أوكرانيا، لكنها ليست بحل مباشر لهذه القصة.
الصحف البريطانية
ومن جانبها اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من القضايا، مثل مراجعة الإنتربول لوضع طالب لجوء مصرى محتجز فى أستراليا منذ 5 أعوام، وتصريحات مدعى عام هاواى عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وقالت صحيفة "الجارديان" فى نسختها الأسترالية، إن المنظمة الجنائية للشرطة الدولية "الإنتربول" ستراجع وضع سيد عبد اللطيف، طالب اللجوء المصرى المحتجز فى مركز احتجاز للمهاجرين فى أستراليا منذ 5 أعوام دون توجيه اتهام له أو محاكمته بسبب معلومات يعتقد أنها تم الحصول عليها بالتعذيب.
وأضافت الصحيفة أن الإنتربول سيراجع "الإشعار الأحمر" الذى أصدره بحقه ويعد بمثابة مذكرة توقيف دولية.
وسردت الصحيفة كيف وصل عبد اللطيف وزوجته وأطفاله الستة على متن قارب إلى أستراليا فى 11 مايو 2012، وطلبوا جميعهم حق اللجوء وساعدتهم الحكومة الأسترالية باعتبار أنه يحق لهم الحصول على وضع اللاجئ.
واحتجز عبد اللطيف على مدار الخمسة أعوام الماضية فى مركز احتجاز "فيلاوود"، بينما ظلت أسرته فى مركز احتجاز مجتمعى، دون الحصول على تأشيرات صالحة، ليصحبوا عرضة لحظر التجوال والظروف المختلفة، لكن مع الاحتفاظ بحرية الحركة فى إطار مجتمع الاحتجاز.
وأوضحت الصحيفة الأسترالية أن "إشعار الأنتربول الأحمر" بحق عبد اللطيف أعاق طلبه للحماية.
ومن ناحية أخرى، قال دوجلاس تشين، المدعى العام فى هاواى الذى نجح فى وقف قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب بحظر دخول رعايا 6 دول إسلامية، إن هجوم إدارة الرئيس ترامب على القضاء أمر يدعو للقلق مشيرا إلى أن الرئيس لا يفهم القوة التى تأتى مع المنصب، بل يقوم باستغلالها بشكل غير ضرورى.
وأضاف تشين فى حوار مع صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إنه محبط قائلا "أعتقد أن ما يجعل الأمر محبطا هو إدلاء أعلى مستويات الحكومة بهذه التصريحات، وكأنهم لا يدركون القوة التى تأتى مع المنصب، أو أنهم يستغلونها بلا داع".
وأشارت الصحيفة إلى أن تشين تعرض لانتقادات واسعة شهر مارس الماضى، عندما رفع دعوى قضائية ضد قرار الرئيس ترامب التنفيذى بشأن حظر السفر.
وسعى فريق ترامب لتأكيد أن هذا الأمر لا يرتقى إلى كونه حظرا على المسلمين.
وسعى فى الآونة الأخيرة المحامى العام بالوكالة جيفرى وول إقناع محكمة الاستئناف الرابعة فى فيرجينيا بأن حظر السفر لا يمثل "منعا كاملا للمسلمين الذين يدخلون الولايات المتحدة" وهو المنع الذى وعد به ترامب خلال حملته الانتخابية.
ولكن قال المدعى العام لهاواى للقاضى الاتحادى ديريك واتسون عكس ذلك، معتبرا أن هذا القرار بمثابة "حظر المسلمين".
الصحف الإسبانية
أبرزت الصحف الإسبانية عدد من الموضوعات أهمها دعوة ألمانيا لإصلاح الاستقرار المالى لفرنسا فى عهد الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون، وقالت "الباييس" إن ألمانيا، التى رحبت بفوز المرشح الإصلاحى الاجتماعى، لا تريد تغيير سياستها الأوروبية، وأنها تتوقع توترات اقتصادية مع الرئيس الفرنسى الجديد، الذى دعا لإصلاح ميثاق الاستقرار المالى.
وقالت "لابانجورديا" إن بروكسيل رحبت بانتصار ماكرون، وترى فيه تغييرا أمام الشعبوية، لكن المفاوضات لن تكون سهلة مع الرئيس الفرنسى الجديد الذي يريد تقسيم فاتورة الأزمة الاقتصادية على جميع بلدان الاتحاد، فيما تطالب برلين باريس بخفض العجز واعتماد إصلاح سوق العمل.
وأوضحت "الموندو" أن ماكرون يبحث عن فاعلين سياسيين من خارج حركته "إلى الأمام" لاستكمال قائمته من المرشحين للانتخابات النيابية المقبلة.
وقالت "البيريوديكو" إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحزبها المسيحى الديمقراطى تحفظت على دعوة أطلقها وزير الخارجية الألمانى زاجمار جابريل لتأسيس صندوق استثمار مشترك بين بلاده وفرنسا لمساعدة الرئيس ماكرون على الفوز بالأغلبية فى الانتخابات البرلمانية المقررة فى يونيو المقبل، وترى ميركل أن السماح لفرنسا بزيادة مستوى العجز فى ميزانيتها بنسبة 0.5% يعتبر خسارة أقل فداحة لألمانيا من وصول لوبان للرئاسة الفرنسية.
الصحف الإيرانية
قالت صحيفة اعتماد الإصلاحية، إن اسحاق جهانجيرى نائب روحانى والمرشح الإصلاحى للانتخابات الرئاسية فى إيران سافر إلى زاهدان، للقاء زعيم أهل السنة الشيخ مولوى عبد الحميد اسماعيل زهى، لاستقطاب أصوات أهل السنة لصالح التيار الإصلاحى.
ويخوض اسحاق جهانجيرى الانتخابات الرئاسية كمرشح ظل داعم لمرشح الجبهة الإصلاحية الأساسى حسن روحانى، وكتب جهانجيرى تدوينة بحسابه على اينستجرام، بعد لقاء إمام أهل السنة "كما قولت فى السابق، لا يستطيع أحدا أن يحرم إيرانى من حقوقه بسبب مذهبه أو عرقه، فمن الناحية الاجتماعية ينبغى أن تشعر القوميات المختلفة داخل إيران بالانسجام فى أى مكان بالبلاد.. الأكراد والبلوش والأذريين، والتركمان والعرب والفرس، سنة وشيعة، كلنا واحد من أجل إيران".
وغازل المرشحون للانتخابات الرئاسية فى إيران سواء الإصلاحيين والمحافظين، أهل السنة ففى الوقت الذى التقى فيه المرشح الأصولى والمقرب من المرشد إبراهيم رئيسى رموز علماء أهل السنة فى إيران، أكد روحانى على أن حكومته من أولى الحكومات التى عنيت سفيرا من أهل السنة إلى الخارج، كما تولى من أهل السنة منصب مساعد وزير، وسافر المرشح الإصلاحى ونائبه إلى إقليم زاهدان للقاء إمام أهل السنة.
ويتنافس فى الانتخابات التى تنطلق بعد 9 أيام 6 مرشحين يمثلون جبهة الإصلاحيين وفى صدارتهم الرئيس حسن روحانى ونائبه إسحاق جهانجيرى، وهاشمى طبا وزير الصناعة الأسبق والذى تولى منصب نائب الرئيس خلال عهدى الرئيسين هاشمى رفسنجانى ومحمد خاتمى، وجبهة المحافظين وفى مقدمتهم، إبراهيم رئيسى رئيس مؤسسة العتبة الرضوية بمدينة مشهد، ومحمد باقر قاليباف عمدة طهران الحالى، ومصطفى ميرساليم وزير الثقافة الأسبق.
يذكر أن المناظرات الانتخابية وجولات المرشحين تطرقت إلى أوضاع أهل السنة، فالمرشح المعتدل روحانى دعا إلى توفير الحرية للشعب الإيرانى وقدر أكبر من المساواة بين مكوناته، متسائلا، "هل السنة والشيعة متساوون فى بلادنا؟" وأضاف أنه يتم الهجوم عليه بسبب تعيين أهل السنة فى المناصب، قائلا إن أهل السنة والشيعة متساوون فى إيران، عندما عينا امرأة سنية مديرة اعترضوا وقالوا لماذا تعين امرأة سنية؟، مضيفا، "كلنا إيرانيون، ويجب أن نتمتع بحقوقنا بالتساوى".