على الرغم من توجه الدولة لزيادة الإنتاج من المحاصيل الاستراتيجية وعودة القرى المنتجة، إلا أن خططها مهددة بسبب اختفاء دور الإرشاد الزراعى فى الأراضى الزراعية، حيث اعترفت وزارة الزراعة، أنه منذ عام 2012 لم يوجد مرشد زراعى فى مصر، وذلك بسب تخفيض الميزانية، وعدم تعيين شباب أوائل الخريجين منذ 33 عامًا وعدم قدرة المرشدين الحاليين على مواصلة العمل لكبر أعمارهم.
الدكتور سيد خليفة، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة، قال فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن سبب تراجع الإرشاد الزراعى فى قرى محافظات الجمهورية، بسب عدم توافر العناصر البشرية وعدم تعيين شباب أوائل الخريجين بالمحافظات لمرشدين زراعيين منذ 1984، بالإضافة إلى عدم توافر الموارد المالية، مؤكدا أن الميزانية الحالية للإرشاد عام 2017 تبلغ 150 ألف جنيه، عن ما قبلها وفى عام 1997 بلغت 48 مليون جنيه، وفى عام 2013 -2014 بلغت 8 مليون جنيه، وعام 2015-2016 بلغت 350 ألف جنيه.
وأكد خليفة أنه تم مخاطبة وزارة التخطيط من قبل لمراجعة الخطة الاستثمارية لتطوير المرشد الزراعى، ولكن المشروع تم إلغاؤه، موضحا أن تراجع دور المرشد الزراعى، يعرقل خطط الدولة فى زيادة الإنتاج وعودة القرى المنتجة، موضحا أن مركز البحوث الزراعية ينشر أصناف تساعد على رفع إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية ولكن من ينقلها إلى المزراعين، موضحا أن دور الإرشاد الزراعى هو المرآة التى ينظر إليها الفلاح لمعرفة أحدث الأساليب والتقنيات، التى يستخدمها فى الزراعة لزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية فى مصر والحد من استيراد الحبوب وتقليل نسبة الأسمدة والتقاوى واستهلاك المياه، وتطبيق الممارسات الجيدة فى الزراعة.
وأضاف رئيس قطاع الإرشاد، أنه يوجد ما يزيد عن 6000 قرية بها 1600 مرشدا معظمهم يتراوح اعمارهم من 57 عام إلى 59 عام، وعدم مواصلتهم العمل لكبر أعمارهم، بالإضافة إلى عجز الاخصائى ومفتشى الإرشاد، مؤكدا أنه فى عام 2022 لم يوجد مرشد زراعى فى مصر، ولابد من تحرك الحكومة لعودة دور الإرشاد الزراعى الذى يساعد على زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية والحد من الاستيراد.
من جانبه قال الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الأسبق، فى تصريحات لـ"انفراد"، إنه لابد من تفعيل دور المرشد الزراعى فى قرى محافظات الجمهورية وعودة مرة أخرى فى ظل توجة الدولة لزيادة الإنتاج وعودة القرى المنتجة، من خلال الاستعانة بعمال التشجير وإعادة تأهيلهم للاستفادة منهم، وتعين الخرييجن الزراعين، والاستعانة أيضا بالباحثين الزراعيين بجولات ميدانية، ولابد من زيادة ميزانية الإرشاد الزراعى، لتقديم كل ما يحتاجه المزارع من إرشاد زراعى لرفع إنتاجية المحاصيل.
من جانبه قال مجدى الشراكى، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعى، فى تصريحات لـ"انفراد "، أن سبب تراجع دور الإرشاد الزراعة لعدم وجود مورد مادى، وعدم إتمام تعيينات للخريجين، مؤكدا أن هناك 7200 جمعية تخلو من المرشدين الزراعين، بالإضافة إلى أن المرشدين الحالين تتراوح اعمارهم من 57 إلى 59 عام ولكبر أعمارهم لم يوجد أحد على رأس الغيط لإرشاد الفلاح، مطالبا بتفعيل عمل المرشدين الزراعيين بتوعية الفلاحين على زيادة المساحات المنزرعة من الحبوب، وإرشادهم على الزراعة السليمة، والتعرف على أحدث طرق الزراعة والرى التى تعمل على زيادة الإنتاجية.
من جانبه قال ممدوح حمادة، رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى، فى تصريحات لـ"انفراد"، لا يوجد إرشاد زراعى بالقرى والنجوع فى مصر بسب تدنى الميزانية وعدم تاهيل كوادر جديد تساعد على النهوض بدور الإرشاد وتوعية المزارعين للتعرف على احدث التقنيات فى الزراعة، لزيادة إنتاجية المحاصيل وخاصة الحبوب للحد من الاستيراد، لابد من التحرك السريع من قبل الحكومة بتدريب كوادر من شباب الخريجين لتفعيل دور الإرشاد.
وأكد حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين، فى تصريحات لـ"انفراد"، أنه لابد من وجود خطط لوزارة الزراعة، لعودة الدورة الزراعية، ودور المرشد الزراعى، موضحا أنه بعد 3 سنوات لم يكون هناك مرشد زراعى فى مصر، بسب انخفاض الميزانية وتراجع دوره خلال السنوات الماضية بسبب عدم تعيين شباب أوائل الخريجين بالمحافظات، وكبر اعمار الحاليين وعدم مقدرتهم على النزول إلى الغيط، مطالبا بتزويد القطاع بعناصر شابة.
فيما أكد مصدر مسئول بوزارة الزراعة فى تصريحات لـ"انفراد" أن الوزارة ستتقدم بمذكرة إلى مجلس الوزراء لمطالبة وزارة التخطيط لزيادة ميزانية قطاع الإرشاد لتفعيل دورة لزيادة الإنتاج من المحاصيل الزراعية فى الأراضى القديمة، ومشاركة المرشدين الزراعيين فى مشروع الـ1.5 مليون فدان.
فيما كشف تقرير لوزارة الزراعة، أن غياب المرشد الزراعى، يعرقل خطة وزارة الزراعة، فى إعادة هيكلة الحقول الإرشادية المملوكة للوزارة التى تمثل ثروة قومية لنشر أساليب الزراعة الحديثة المتطورة بين المزارعين وتلعب دورًا محوريًا فى زيادة الإنتاج على توفير من 30 إلى 40% من مياه الرى وتقليل التقاوى والأسمدة لـ50% مع زيادة الإنتاجية، موضحا أن الحقول النموذجية يشاهد فيها المزارعون أحدث طرق الزراعة والرى، والتى تعمل على زيادة الإنتاجية من نفس وحدة المساحة فى الوادى والدلتا، ولا يمكن أن يقتنع المزارع بأية أساليب زراعية حديثة إلا بعد مشاهدة نتائجها بصورة فعلية.