أرسلت صحيفة نيويورك تايمز خطاب مفتوح عبر إفتتاحيتها، إلى نائب المدعى العام الأمريكى، رود رونشتاين، تطالبه بالتحقيق فى إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، جيمس كومى، بموجب قرار مفاجئ للرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتعيين محامى خاص للتحقيق فى ملف روسيا.
وقالت الصحيفة فى إفتتاحيتها، الخميس، إن رونشتاين لديه سلطة أكثر من أى شخص أخر لإستعادة ثقة الأمريكيين فى حكومتهم. وأضافت إنه حتى قبل قرار ترامب الصادم بإقالة كومى، الثلاثاء الماضى، فإن سحابة من الشكوك تحيط بهذا الرئيس ونزاهة العملية الإنتخابية التى أتت به إلى الحكم.
وتابعت فى خطابها "إنه من النادر لأى شخص أن يتحمل هذا القدر من المسئولية للحفاظ على الديمقراطية الأمريكية كما تجد نفسك الآن. فى هذه اللحظة المحفوفة تجد نفسك الشخص الأكثر سلطة لتبديد تلك السحابة واستعادة ثقة الأمريكيين فى حكومتهم. " وطالبت الصحيفة بتحقيق واسع فى هذا الأمر وعلاقته بتولى كومى التحقيقات الخاصة بعلاقة ترامب مع روسيا، قائلة "إن سلطة بدء تحقيق حقيقى وصادق تقع عليك وعليك وحدك. "
وقالت الصحيفة إنه رونشتاين بصفته صاحب المذكرة التى إستند عليها ترامب فى إقالة كومى حيث سوء تعامله فى التحقيقات الخاصة بقضية البريد الإلكترونى الخاص بهيلارى كلينتون، فإنه يشترك على نحو عميق فى القرار. وأضافت فى الخطاب "إن مثل هذه الإنتقادات العادلة إستخدمها ترامب كذريعة للتخلص من كومى عندما سعى إلى مزيد من المصادر فى التحقيق فى العلاقات بين حملة ترامب والحكومة الروسية".
وأضافت "عليك أن تعلم سيد رونشتاين إنه فى طلبه منك كتابة المذكرة، فإن ترامب إستغل النزاهة التى تتمتع بها طيلة 3 عقود فى الخدمة العامة، وإنفاق مصداقيتكم بأنانية كما أنفاق أموال الناس فى إستثماراته. نأمل فقط أن تعكس عدم توصيتك بإقالة كومى، رفضك السير إلى ما يرغب الرئيس دفعك فيه".
وقالت الصحيفة فى خطابها لنائب المدعى العام الأمريكى "لديك خيار واحد: هو تعيين محام خاص مستقل عن كل من الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض. " وأشارت إلى أنه فى حين أعربت حفنة من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الجمهوريين عن قلقهم إزاء إقالة كومى، فإنه لا يوجد حتى الآن أى دليل على أن التحقيقات التى يجريها الكونجرس فى التدخل الروسى ستتم على النحو الملائم أو تدار بكفاءة. و
وتابعت نيويورك تايمز "لا يمكن للأمريكيين ان يثقوا بأن وزارة العدل، أو مكتب التحقيقات الفيدرالية الذى سوف يدار بشخص يختاره ترامب يديرها السيد ترامب البديل اختارته، سوف تصل إلى نتائج صادمة بشأن ما إذا وكيف ساعدت روسيا فى سرقة الرئاسة لصالح ترامب."
ومضت الصحيفة فى خطابها "بالنظر إلى سمعتك المعروفة بالنزاهة، يجب أن تكون قلق بشأن النمط الأوسع لسلوك هذا الرئيس، بما فى ذلك احتقاره للمعايير الأخلاقية للرؤساء السابقين. فلقد خلط بين مصالحه التجارية ومسؤولياته العامة. وقد تفاخر بأن قوانين تضارب المصالح لا تنطبق عليه كرئيس. ومنذ توليه مهام منصبه".
وختمت بالقول "لقد وجد عدد قليل من موظفى الخدمة العامة أنفسهم فى خيارا أشبه بما أنت عليه، بين ضميرهم أو طاعة أحد القادة الذين يحاولون التهرب من التحقيق - إليوت ريتشاردسون وويليام روكلشاوس، اللذان تصرفا بنبل فى فضحية ووترجيت، يتبادران إلى الذهن. يمكنك إضافة اسمك إلى هذه القائمة البطولية القصيرة. نعم، قد يكلفك هذا عملك. لكنه سينقذ شرفك وما هو أكثر".