كشفت تحقيقات الجهات القضائية، عن مفاجآت جديدة، فيما يتعلق بتطور أسلوب الجماعات الإرهابية، وبالتحديد تنظيم "داعش" الإرهابى، وكيفية اختراقه موقع "فيس بوك"؛ من أجل استقطاب عدد من الشباب وضمهم فكريًا وتنظيمًا له من أجل تنفيذ مخططه الإرهابى، واستهدافه فئات عمرية محددة تكون مجهزة نفسيًا لتقبل أفكاره المتطرفة.
النيابة العامة بجنوب الجيزة، كشفت عن استقطاب تنظيم "داعش" الإرهابى، عددًا من الشباب فى المرحلة العمرية ما بين 17 و19 عامًا، من طلبة المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية الأولى، عن طريق صفحات تابعة للتنظيم عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، من أجل الانضمام إليها، ودعوتهم للسفر من أجل الجهاد، بعد إقناعهم بذلك من خلال تفسيرات مغلوطة لآيات من القرآن الكريم.
وأضافت التحقيقات، التى أجريت تحت إشراف المستشار حاتم فضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، أن عناصر التنظيم والقائمين على إدارة تلك الصفحات، استطاعوا خلال فترة وجيزة التواصل مع عدد من الشباب وإقناعهم بضرورة الجهاد، وفرضيته على المسلمين، وملأوا عقولهم بأفكار تكفيرية، تحثهم على معادة الدولة، وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المنشآت العامة والخاصة.
وتابعت التحقيقات، أنه بعد انتهاء عناصر التنظيم من الإعداد النفسى والفكرى لهؤلاء الشباب، شرعوا فى إعدادهم للقيام بعمليات إرهابية ضد الدولة، وأرسلوا لهم فيديوهات لتدريبهم على كيفية صناعة المواد المتفجرة اللازمة فى تنفيذ العمليات الإرهابية، قبل إمدادهم بالأموال اللازمة لشراء المعدات والمواد المستخدمة فى صناعة تلك العبوات، إلا أن أجهزة الأمن بوزارة الداخلية استطاعت تتبع هؤلاء الشباب ورصد تحركاتهم وتمكنت من ضبطهم قبل تنفيذ عملياتهم العدائية ضد الدولة.
وتمكنت أجهزة الأمن بدائرة قسم شرطة العمرانية من القبض على 3 من هؤلاء العناصر وهم كل من "محمود.ص" 19 سنة، و"محمد.م" 17 سنة، و"إبراهيم.س" 18 سنة، وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات، اعترفوا بانضمامهم فكريًا لتنظيم داعش، وشروعهم فى تنفيذ عمليات إرهابية، ضد الدولة، وأكدوا فى التحقيقات، على أنهم تواصلوا مع عناصر التنظيم عبر صفحاته المنشترة على موقع "فيس بوك"، فصدر قرار من النيابة العامة بحبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بعدما وجهت لهم تهم الانضمام لجماعة إرهابية، والشروع فى تنفيذ عمليات إرهابية.
بناء على ما جاء بالتحقيقات، أصدرت النيابة العامة إذنا للأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بتتبع تلك الصحفات، وتبين أن القائمين عليها يستخدمون أسماء حركية فى التواصل بينهم، وأنهم يدعون الشباب للجهاد عبر تلك الصحفات، ويقومون بنشر صور وفيديوهات عن كيفية صناعة المواد المتفجرة، فضلاً عن فيديوهات للعمليات الإرهابية التى يقومون بتنفيذها.