واصل نحو 1600 أسير فلسطينى، إضرابهم المفتوح عن الطعام فى معركة الكرامة التى يقودها الفلسطينيين خلال قضبان سجون الاحتلال اليوم الجمعة، ويتقدمهم القادة مروان البرغوثى وكريم يونس وأحمد سعدات.
وفى ظل صمود أسرى معركة الكرامة مع تضامن مع برلمانات وحكومة الدول للإضراب الإنسانى الذى يخوضه الأسرى، رضخت إسرائيل وبدأت تفتح خطوط اتصالات مع هيئة شئوون الأسرى والمحررين الفلسطينيين الوزيرعيسى قراقع، مؤكدا وجود بوادر لبدء مفاوضات بين قادة إضراب الحرية والكرامة وسلطات الاحتلال الإسرائيلى خلال الساعات المقبلة.
وكشف قراقع فى تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن مبادرة من إدارة السجون الإسرائيلية لتجميع قيادة المضربين عن الطعام لمناقشة مطالب الأسرى، مشيرا لسعى اسرائيل لمحاولة الشروع فى مفاوضات دون مشاركة قائد الإضراب المناضل مروان البرغوثى، لكن الأسرى متمسكون بوجود "أبو القسام" على رأس أية مفاوضات أو نقاشات من هذا القبيل.
وأشار قراقع لعدم وضوح مدى جدية موقف إدارة السجون الإسرائيلية فى مفاوضاتها مع الأسرى، مؤكدا ان الحراك الجماهيري والضغط الدولى، وخطورة وضع الأسرى المضربين لليوم السادس والعشرين على التوالى، ونقل العديد منهم إلى المستشفيات، دفع إسرائيل لبدء الحديث عن الشروع فى مفاوضة الأسرى، بعد وجود رفض معلن لهذا الموضوع فى السابق.
وأعاد قراقع التأكيد على أن الإضراب مطلب إنسانى، وأن سلطات الاحتلال الإسرائيلى هى المسؤولة عن هذه الأزمة وتداعياتها، مشيرا إلى وجود تدهور واضح في الوضع الصحى للمضربين نظرا لأن عددا كبيرا منهم بدأ يتقيأ الدماء، إضافة إلى فقدان كمية كبيرة من الوزن، وحدوث الدوران و"الدوخة" وحدوث مشاكل صحية عديدة.
وتتابع عدد من مراكز الأسرى والمحررين الفلسطينيين أوضاع الأسرى فى ظل التعنت الإسرائيلى والتنكيل بالأسرى، وقال مركز حنظلة للأسرى والمحررين الفلسطينى، فى بيان صحفى، ان 32 من الأسرى المضربين فى سجن عسقلان والقابعين فى قسم (3) قد قرروا مقاطعة الفحوصات الطبية احتجاجاً على اقتحام وحدات إسرائيلية (اليماز) للقسم وإخراجهم للساحة من الساعة الـ8 صباحاً حتى الساعة الـ4 عصراً وهم مكبلون في وسط الساحة، مما سبب لهم حالة كبيرة من الإعياء والإرهاق.
وأكد المركز وجود حالات الإغماء وفقدان الوعى فى صفوف الأسرى المضربين القابعين في عزل نيتسان الرملة بسبب تعمد مصلحة السجون على تنفيذ عمليات مداهمة وتفتيش بشكل مكثف مما يزيد من حالة الإرهاق والتعب للأسرى المضربين ويؤدي إلى تدهور سريع في حالتهم الصحية.
وكشف المركز عن استخدام إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية مجموعة من الأساليب اللا أخلاقية من أجل الضغط على الأسرى المضربين لفك إضرابهم وإشاعة مناخ سلبى بينهم وذلك عبر عرض صور مفبركة لأسرى مضربين وهم يتناولون عن الطعام، إلا أن هذه الوسائل هي وسائل مكشوفة للأسرى الذين أكدوا مواصلتهم لإضرابهم المفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم العادلة.
وعلى الصعيد الدولى، صوت البرلمان البرتغالى فى جلسته اليوم الجمعة، على قرار يدعم ويؤيد إضراب الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية.
وكان الحزب الشيوعى، وحزب كتلة اليسار وحزب الخضر، قد تقدموا بمشروع بيان التصويت التضامنى مع الأسرى الفلسطينيين.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن مشروع القرار (دعم إضراب الأسرى الفلسطينيين) بأغلبية عدد الأصوات من الأحزاب المذكورة أعلاه، فى حين صوت الحزب الاشتراكى الديمقراطى، والحزب المسيحى الديمقراطى، ضد مشروع القرار، وامتنع الحزب الاشتراكى الحاكم عن التصويت.
ويؤكد مشروع القرار تضامن وتأييد البرلمان البرتغالى لإضراب الأسرى السياسيين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، كما يؤكد على موقف الجمهورية البرتغالية لصالح حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة ضمن مبادئ التعايش المشترك بين فلسطين وإسرائيل من بناء على قرارات القانون والشرعية الدولية.
يذكر أن قرابة (1600) أسير فلسطينى مضربين عن الطعام منذ 26 يوما على التوالي، وقد أثاروا فى مطالبهم الإنسانية تردى الأوضاع الصحية وسوء الرعاية الطبية فى السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وطالبوا بتأمين الرعاية الطبية المناسبة والعلاج اللازم للمرضى وانهاء سياسة الإهمال الطبى.
ويقود عضو اللجنة المركزية لحركة فتح القيادى الفلسطينى البارز مروان البرغوثى إضراب الأسرى الفلسطينيين فى ظل محاولات إسرائيلية عبر أجهزتها الإعلامية والشركات العالمية الداعمة لها للنيل من معنويات الأسرى المضربين بتزييف صور للأسير مروان البرغوثى تزعم بها تناوله للطعام داخل سجون الإحتلال، وهو ما ثبت كذبه من خلال الصور التى نشرها المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية.