"وصل رضا أنور هتيمى"، هكذا رج النبأ أرجاء مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، بعد عودة أحد الصيادين الناجين من غرق مركب "زينة البحرين" الذى غرق من قبالة السواحل السودانية.
وتجمهر عشرات من أبناء مدينة المطرية، بمدخل المدينة، وقاموا بإشعال الشماريخ، والألعاب النارية، وحملوه على أكتافهم، وذلك فى ساعات الصباح الأولى، احتفالا بعودة أحد أبنائهم.
خرجت مركب "زينة البحرين" بقيادة على العفيفى، من عزبة البرج بدمياط، فى 23 يناير الماضى، من ميناء "برانيس" بالبحر الأحمر فى رحلة صيد متجهة إلى الحدود السودانية، وعلى متنها 14 صيادا مصريا، منهم اثنان من صيادى المطرية بمحافظة الدقهلية، و12 من عزبة البرج بدمياط.
"انفراد" التقى برضا أنور أحمد هتيمى، الصياد الناجى، رب أسرة مكونة من الزوجة وأمها ولديه طفلتان، مى14 سنة وميادة8 سنوات.
وتحدث "هتيمى" قائلا "إن المركب لم يكن معطلا بالبحر، لحظة الغرق كما قال بعض الصيادين، ولكن المركب غرقت فى 28 يناير بعد إبحارها بخمسة أيام من ميناء برانيس، نتيجة اصطدامها بالشعب المرجانية بمنطقة "سبعات" بالحدود السودانية، وإن المركب كان على متنها 14 صيادا فقط".
وأضاف رضا هتيمى "أنه بعد تحطم المركب تمكن الصيادون من ارتداء السترات الصدرية الواقية ضد الغرق، وقاموا بالوقوف على قطعة خشبية كبيرة من على سطح المركب بالبحر وتمكن 12 صيادا من الجلوس على القطعة الخشبية لحين وصول أى مساعدات إليهم، بينما قررت أنا وصياد آخر من عزبة البرج بدمياط أن تتجه إلى إحدى الجزر السودانية كانت قريبة بالمنطقة التى غرقت بها المركب.
وتابع "هتيمى" قائلا "رفض 12 صيادا أن يقوموا بالسباحة إلى الجزيرة السودانية معللين ذلك بأنها عكس اتجاه التيار وسوف يؤدى إلى وفاتهم، بينما شرعت أنا والصياد الآخر الناجى بالسباحة إلى الجزيرة وقطعنا حوالى مسافة 7 كيلو مترات من السباحة بدأنا من الساعة 6.30 صباحا حتى الساعة 8 مساءً أى 14 ساعة فى المياه حتى وصلنا إلى الجزيرة وأنقذنا مركب صيد صغيرة سودانية وتم نقلنا بعدها إلى المستشفيات".
وأكد "هتيمى" أن الخارجية المصرية، والقنصلية المصرية بالسودان لم تهتم بهم خلال إقامتهم بالسودان مطلقا، وظللت أنا وزميلى الناجى 5 أيام بملابسنا التى أبحرنا بها، بالإضافة إلى أننا تركنا بالمستشفى دون أن يقدم لنا وجبة غذاء واحدة، أو مياه شرب إطلاقا، ولم يكن معنا أموالا لشراء أى مواد غذائية، والمنتجات الغذائية مرتفعة الأسعار فى السودان.
وأضاف "هتيمى" مساعد القنصل السودانى زارنا مرة واحدة فقط ولم يقدم لنا أى مستوى من الرعاية، بجانب أن الصياد الآخر الذى كان معى كان مصابا بجرح قطعى بالقدم ويلزم أدوية طبية وعمليات حتى لا يلوث الجرح ويؤثر بعد ذلك عليه.
واستكمل هتيمى، أن هناك بعض من المهندسين المصريين العاملين بشركة "المقاولون العرب" بالسودان، هم من قاموا بتوفير كافة احتياجاتنا من غذاء ومشرب، بالإضافة إلى شرائهم ملابس جديدة لنا وأحذية وإعطائهم مبالغ مالية حتى نستطيع الوصول إلى مصر، لافتا إلى أن الأجهزة الحكومية بالسودان، قامت بالتحقيق معهم بأسلوب مهذب وفى كامل الاحترام ولم يتعرض أحدهم لأى من الإهانات.
وروى هتيمى "أن السلطات السودانية عثرت على اثنين، من 12 صيادا من المفقودين داخل المياه الإقليمية السودانية وتم إرسال جثة أحدهم أمس عبر الطائرة المصرية التى أقلعت من بور سودان، والجثة الأخرى سوف يتم إرسالها الأربعاء المقبل".
وناشد الصياد الناجى رئيس الجمهورية، قائلا "ياريس نحن نرجوك أن تطهر بحيرة المنزلة من البلطجية والأشخاص التى تعتدى علينا، وبسببها نلجأ إلى الخروج للصيد فى البحر الأحمر والبحر المتوسط، ومراكبنا ليست آمنة حتى نستطيع الصيد بهذه الأماكن وفى النهاية يكون الثمن حياة الصياد".