حينما يتحدث أردوغان عن مصر، فاعلم أن الجنون لازال مسيطرًا على رأسه.. نعم جنون العظمة والقوة التى وجه لها المصريون ضربة قاضية فى 30 يونيو 2013.
نعم فرئيس تركيا يعيش الوهم والجنون أيضًا.. "وهم" أنه الخليفة العثمانى الذى لا يرد له طلب، وإذا قال فالكل لابد أن يصمت ويستمع وينفذ.. الرجل لا يريد أن يفيق من غفلته، فهو لازال حالمًا بالدول العربية خانعة وخاضعة تحت قدميه، حتى بعد أن لقنه المصريون الدرس الذى حوله إلى زعيم مجنون، فهو يريد أن يقول للجميع أنا موجود أنا الخليفة.. أنا أردوغان الذى لا يرد له طلب ولا كلمة.
يحاول رجب طيب أردوغان أن يخدع الجميع بحيل مفضوحة ومكشوفة، آخرها ما قاله أمس إنه ما زال على موقفه بعدم اللقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسى طالما أن المعزول محمد مرسى وزملاءه فى السجن، قالها أردوغان ويعلم أنه كاذب، فمصر هى من ترفض لقاءه أو أيًا من مسئوليه، وعليه أن يعود لخارجيته لتؤكد له ذلك، وتقول له إن سامح شكرى وزير خارجية مصر رفض طلبًا من نظيره التركى للقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحينما حاولت تركيا إنكار طلبها لهذا اللقاء كانت الضربة من جانب القاهرة التى أخرجت صورة للطلب التركى والذى أخرس المسئولين الأتراك .
إذن أردوغان يعلم أن مصر هى من ترفض لقاءه هو أو أيا من مسئوليه، وليس من حقه أن يقول عكس ذلك، لأنه يعلم الحقيقة جيداً، كما يدرك أن العالم كله يفطن لهذه الحقيقة .
أردوغان أيضًا حاول فى تصريحاته أمس، أن يسير على خط آخر معوج، بقوله إن تركيا لا تعانى من أى مشكلة مع الشعب المصرى الذى وصفه بالشقيق، وإن مشكلته مع السيسى.. فهو يدرك أن مشكلته مع مصر كلها، فالشعب المصرى يدرك كره أردوغان لمصر وليس للسيسى، وأنه آخر من يمكن الوثوق فيهم وفى أحاديثهم .
الرسالة التى يجب أن يدركها ويعلمها أردوغان جيداً أن الشعب المصرى لا تنطلى عليه هذه الحيل التى يحاول أن يروج لها شخص مثله مصاب بجنون العظمة، فالمصريون يقفون خلف قياداتهم ضد من يحاولون العبث فى الشان الداخلى المصرى، نعم تحدث اختلافات بين المصريين حول الحكومة المصرية، لكن الخلاف دوماً يكون على أرضية وطنية، وهى خلافات لم تتحول أبداً إلى تنازل عن الهوية والوطنية المصرية مثلما فعل قيادات الإخوان ممن يدافع عنهم أردوغان، فهؤلاء باعوا الهوية المصرية ليبقوا فى أحضان أردوغان .
هذه هى الرسالة التى يجب أن يتعلمها أردوغان وكل قادة تركيا جيداً، فالسيسى ليس وحده هو من يرفض لقاءكم، لكن كل المصريين الذين يؤمنون بأن الحكومة التركية أحد الراغبين فى تدمير مصر، وأنهم يروجون لشعارات زائفة هدفها الضحك علينا، ونحن ندرك جيداً حقيقة ما يروجون له، فأردوغان ورفاقه لا يريدون الا مصر دولة تابعة لهم، ولن يتحقق ذلك إلا بوجود الإخوان الذين يدينون لأردوغان بالولاء.. أما وقد ذهب الإخوان فقد باءت محاولات أردوغان بالفشل، وليس أمامه سوى التظاهر بأكاذيب مفضوحة.