ثروت الخرباوى: التقيت "عبدالجليل" أثناء حكم مرسى وقال لى "ما الحب إلا للحبيب الأول"
كان ينظم رحلات للحج استغلتها الجماعة لضم أفراد جدد لصفوفها
مصدر: انضم للتبليغ والدعوة واقترب من الإخوان لإعداد ماجستير عن الجماعات الإسلامية
مكتب الإرشاد اتهمه مع 12 فردا بتشكيل جماعة جديدة
مسؤول نشر الدعوة بالإخوان رفض إجازة رسالته للماجستير إلا بعد ازالة 80 صفحة تنتقد الجماعة
رغم تقلّب القلوب، الذى أخذت اسمها منه، ربما ظلت القلوب وسط أمواج الحياة على شىء من سابق شعورها ومحبتها لشخص أو فكرة أو عقيدة، وهو ما لخصه الشاعر العربى القديم "أبو تمام" فى بيت شعر شهير: "نَقّل فؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى/ ما الحب إلا للحبيب الأول"، وهو البيت الذى يروى قيادى إخوانى منشق عن الجماعة أنه سمعه من سالم عبد الجليل، فى إطار تفسير علاقته بالجماعة التى كان عضوا بها فى يوم من الأيام.
كثيرون من المتخصصين فى الشأن الإسلامى والحركات والجماعات الإسلامية، تناولوا نقطة علاقة أعضاء الإخوان بالجماعة، حتى بعد فصلهم أو انشقاقهم عنها، إذ يبدو أن شيئا فى نمط التربية والتنشئة داخل الجماعة، يضمن لها استمرار أفكارها ومحبتها فى قلوب أعضائها السابقين، حتى من اكتشفوا حجم سوئها وفسادها، لهذا ليس غريبا أن تقرأ تصريحا للدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، يؤكد فيه أن زوجته وأبناءه شاركوا فى اعتصام جماعة الإخوان فى رابعة العدوية، وهو الأمر الذى رفض التعليق عليه عند سؤاله عنه، عندما كان ضيفا على "انفراد" فى ندوة عقب تصريحاته المثيرة بحق الأقباط قبل أيام.
وسط سابق التصريحات، ومحاولات الإنكار، حصل "انفراد" على تفاصيل جديدة تخص علاقة سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، وصاحب التصريحات المثيرة للجدل حول تكفير الأقباط وفساد عقيدتهم، بجماعة الإخوان الإرهابية، إذ كشفت قيادات سابقة بالجماعة، ومصادر مقربة من "عبدالجليل" نفسه، عن أن الداعية كان عضوا فى الجماعة قبل أن ينفصل عنها فى منتصف تسعينيات القرن الماضى.
ثروت الخرباوى: سالم عبد الجليل كان مسؤولا عن طلاب الإخوان فى جامعة الأزهر
فى هذا الإطار، قال ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن سالم عبد الجليل كان مسؤولا عن طلاب جماعة الإخوان بجامعة الأزهر فى بداية التسعينيات، ولكن خلافا حدث بينه وبين الدكتور يحيى إسماعيل حبلوش، مسؤول قسم نشر الدعوة بالجماعة وأمين عام ما يسمى بـ"جبهة علماء الأزهر"، كان سببا فى استقالته من الجماعة، بحسب رواية الخرباوى.
وأضاف "الخرباوى"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، قائلا: "فى هذا التوقيت كانت هناك توصيات بمنح أعضاء الجماعة درجات علمية، بهدف زيادة عدد كوادر الجماعة بين أعضاء هيئة التدريس، وكان سالم عبدالجليل يعد رسالة ماجستير فى كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، حول الجماعات الإسلامية،وتولى الدكتور حبلوش مناقشة الرسالة، وتناول عبدالجليل فى رسالته أخطاء الإخوان، وتحدث عن أن حسن الهضيبى، المرشد الثانى للجماعة، وقع فى أخطاء عقدية، وهو رجل له موقعه فى ضمير الإخوان ويصفونه دائما بالمرشد المبتَلى، نظرا لسجنه فى الفترة من 1954 حتى 1972، وهذه الانتقادات أثارت غضب حبلوش، فرفض إجازة رسالة الماجستير واعتبرها تصيب الجماعة فى مقتل، لأن الدارسين من بعده قد يستندون إليها".
القيادى الإخوانى المنشق: "عبدالجليل" قال لى ما الحب إلا للحبيب الأول
أشار ثروت الخرباوى فى تصريحه، إلى أن سالم عبد الجليل استقال من الجماعة على إثر هذا الخلاف، ورفض تسليم الجماعة قائمة بأسماء طلاب الإخوان داخل جامعة الأزهر، متابعا: "أغلب هؤلاء الطلاب اتجهوا فيما بعد للتيارات السلفية والجماعات الإسلامية، وبدأت الجماعة فى المقابل إعداد جيل جديد يتولى إدارة قسم الطلاب، على رأسهم أيمن عبد الغنى صهر خيرت الشاطر، بينما عُيّن عبدالجليل فيما بعد إماما لمسجد قاهر التتار بجوار مستشفى الدعاة فى ميدان هليوبوليس بمصر الجديدة، وكنت ألاحظ أن الهوى الإخوانى ما زال قائما فى قلبه وعلى لسانه، وكان يردد أفكارا تدعم الوجود الإخوانى، وبدأت الجماعة العمل على استعادة الصلات معه وتوثيقها، وكان ينظم رحلات حج وعمرة، ويستقطب بعض الشخصيات لصالح جماعة الإخوان".
واختتم القيادى الإخوانى المنشق ثروت الخرباوى تصريحه، بالقول: "سالم عبد الجليل كان يتعامل مع الإخوان بمنطق أهلى وإن ضنوا علىّ كرام، وأذكر أننى التقيته أثناء وجود الإخوان فى السلطة، وقال لى: صحيح همّا ما إدونيش حاجة، لكن نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول، ومع ذلك لا أنكر أنه تعرض لهجوم عنيف من الإخوان والجماعات الإسلامية بعد عزل مرسى، لدرجة أنهم كانوا يقذفون منزله بزجاجات المولوتوف".
جدير بالذكر، أن ثروت الخرباوى كان قد كشف فى كتابه الشهير "سر المعبد"، الذى تناول كثيرا من أسرار جماعة الإخوان، وقصة خروجه من الجماعة وانشقاقه عنها، أن سالم عبد الجليل كان فى يوم من الأيام عضوا بالإخوان، قائلا: "سبقنى وهرب من الجماعة" بحسب ما جاء فى الصفحة 146 من الكتاب الصادر عام 2012.
عبدالجليل يرفض الرد.. ومصدر مقرب منه يدافع عنه برواية مختلفة لعلاقته بالجماعة
فى المقابل، رفض سالم عبد الجليل الإدلاء بأيّة تصريحات إعلامية، التزاما بالبيان الذى أصدره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، واعتذر فيه عن الحديث لوسائل الإعلام، لكن مصدرا مقربا من "عبدالجليل" روى لـ"انفراد" قصة علاقته بالإخوان، مؤكدا أنه فُصل بقرار إدارى من مكتب الإرشاد هو ومجموعة وصل عددها إلى 12 فردا، بسبب اعتراضهم على طريقة عمل الجماعة، واتهمتهم صفوف الإخوان آنذاك بأنهم يعملون على تشكيل تنظيم جديد بديل للجماعة.
وأضاف المصدر فى روايته لـ"انفراد": "سالم عبد الجليل كان يعد دراسة ماجستير عن الجماعات الإسلامية، فالتحق بجماعة التبليغ والدعوة لمدة عام، ثم اقترب من الإخوان، وعندما أدركوا أن علاقته بهم تقتصر على إعداد دراسات فقط، قرروا فصله، ثم حاولوا تعطيله أثناء إعداد الماجستير، وكان القيادى الإخوانى الدكتور يحيى إسماعيل حبلوش أحد مناقشى رسالة الماجستير، وظل يناقشها لمدة 5 ساعات، ثم صدر قرار من لجنة المناقشة برد الرسالة وإعادة صياغتها ومناقشتها أمام اللجنة نفسها".
وتابع المصدر حديثه قائلا: "اشترط حبلوش على سالم عبد الجليل إزالة السلبيات التى كتبها عن الإخوان من رسالته للماجستير، فتم اختصارها من 80 صفحة إلى 6 صفحات فقط، وبعدها وافقت اللجنة على إجازة الرسالة"، مشيراإلى أن الإخوان بعدها هاجموا سالم عبد الجليل بعنف، ووجهوا له اتهامات بالعمالة للأمن، وكانوا يمنعون كوادرهم من الصلاة فى أى مسجد يكون إماما فيه، وعندما تم عزل محمد مرسى حاولوا قتله فى مسجد الرحمن الرحيم، كما حاولوا التعدى على منزله وأسرته"، بحسب ما قاله المصدر دفاعا عن سالم عبد الجليل.