بالفيديو والصور .. "فن تقليد الآثار.. مهنة لها أصول".. الألباستر حجر الفراعنة المفضل لصناعة التماثيل تخلى عنه النحاتون.. وسيد المطعمى: كرمت فى العديد من دول العالم وأتمنى أن يعيش هذا الفن

"القرنة".. تلك المدينة التى استخرج من كل شبر منها أثرا مهما يعمل سكانها فى مهنة أجدادهم القدماء تقريباً فهم يقومون بنحت وبيع تماثيل من الألبستر أقرب ما تكون للتماثيل الفرعونية وفى هذه المدينة الزاخرة بالفنانين وتحديداً بأحد منازل مدينة القرنة يجلس شيخ كبير فى الظل تجده يمسك مبرداً وقطعة من الصخر تجدها تتشكل بين يديه لتتحول لقطعة فنية لكليوباترا أو الإله سخمت أو جعران صغير يقوم بحفر معالمه بدقة ورقة بالغين. الدكتور سيد المطعمى من مواليد منطقة القرنة بمحافظة الأقصر وقد حصل على الدكتوراه من جامعة سيدنى وشهادات من فرنسا وشهادة أخرى من الهند ولكنه لا ينسى أصله أبداً رغم أنه طاف العالم. يقول المطعمى من أولى المعارض التى دُعيت إليها هو معرض بازل الدولى وكانت هذه هى المرة الأولى التى أخرج فيها من مصر ثم تلتها العديد من السفريات فقد دُعيت بعدها لمعرض ميونخ بألمانيا ثم معرض أمريكا فى أوهايو،كما ذهبت بعدها بعد أن تمت دعوتى للعديد من المعرض بفرنسا منها معرض نيس ومونت كالو وديجول ومارسيليا وتيلوز ومعرض باريس الدولى والعديد من المعارض حول العالم والتى شاركت فيها بأعمالى. يؤكد المطعمى أنه زار متحف اللوفر أكثر من 20 مرة وتحدث عن تقليد الآثار وشرح الفرق بين القديم والحديث وذاع اسمى فى العالم كله ولكن المشكلة الحقيقية التى تقابل فن تقليد الآثار أن الشباب لا يقبلون عليها على الرغم من أنها مهنة مربحة ولكنها تحتاج للصبر والتعب خاصة فى بدايتها. وكان من ضمن المحاولات لتعليم الشباب ورش عمل بقيادة الدكتورة هبة حندوسة رئيسة مؤسسة النداء فقد قمنا بتدريب العديد من الشباب فقرية القرنة على سبيل المثال تم تعليم 40 شابا منها بفن الألبستر 20 منهم قاموا بفتح الورش الخاصة ولكن مثل هذه المحاولات لا تستمر كثيرا وأتمنى أن أدرب العديد من الشباب حتى نستطيع النهوض بمصر. قام الدكتور المطعمى بإحضار أحد التماثيل الموجودة أمامه للشرح وقال: ده تمثال بحجر البازلت الأسود وهو للإله سخمت وهو من أكثر التماثيل التى يقبل عليها السائحون والتمثال الأصلى أكبر من هذا الحجم ولكن السائحون وعشاق الآثار يحبون أن يكون شكله أصغر ليسهل حمله بنفس النسب كما إننا نكتب عليه باللغة الهليغروفية على الرغم من أن تمثال سخمت لم يكن مكتوباً عليه ولكن لمساعدة الأثاريين الموجودين بالمنافذ لمعرفة المقلد من الحقيقى بسهولة خاصة أننى أقوم بتقليد الآثار بنفس الخامات التى كان قدماء المصريين ينحتون منها تماثيلهم. الفرق بين مهنتك والألبستر يقول المطعمى إن هناك فرقا كبيرا بين مهنة الألبستر وتقليد الآثار ففى مهنتى أقوم بتقليد القطعة الأثرية طبق الأصل مستخدماً أحجار من المنطقة التى كان الفراعنة يأخذون منها أحجارهم فتكون أقرب للحقيقة بل وأقوم أنا بتغيير حرف بها حتى لا يقوم أحد ببيعها على أنها أصلية أما الألبستر فهى مهنة أخرى تكون أكثر شعبية ربما ورواجاً لأنها الأرخص ولا تهتم بالتفاصيل أما أنا فالتقليد يعنى بالنسبة لى أن لا ترى اختلافا بين التمثال الحقيقى والتمثال الأصلى سوى الاختلاف الذى أتركه أنا كحرف متغير أو شىء من هذا القبيل. وعن أحد المواقف التى لا أنساها "فى أحد المرات كنت فى بازل بسويسرا فحبيت أتمشى شوية كدة بالجلابية الصعيدى فوجدت زحاما كبيرا وشباب وبنات يريدون أن يلتقطوا لى صورا أو يأخذون إمضائى وكل هذا من أجل الفن المصرى وقامت الشرطة بالتدخل لأعود للفندق مرة أخرى". يقول أحمد وهو طالب بكلية دراسات إسلامية بقنا ويساعد الدكتور المطعمى فى عمله: أنا بساعد الحاج سيد وبتعلم منه لأنى حبيت نحت التماثيل الأثرية من صغرى وهو ما اعتبره إحياء للتراث الفرعونى مرة أخرى.