بعد يوم من تنصيب إيمانويل ماكرون ليكون أصغر رئيس فى تاريخ فرنسا الحديث، اختار الرئيس الشاب الذى بدأ الاثنين أول أيام ولايته، إدوارد فيليب ، عمدة مدينة "لو هافر" ابن الـ46 عاماً ، رئيساً للوزراء ليكون أصغر من تولى هذا المنصب فى تاريخ الجمهورية الأوروبية.
وفى تأكيد على تعهداته الانتخابية التى قطعها على نفسه قبل الفوز على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان ، اختار ماكرون رئيس وزراء من الشباب ليقود مشاورات تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة خلفاً لبرنار كازانوف، بعد أن تأخر القرار الذى كان يفترض اعلانه فى تمام التاسعة صباحاً ست ساعات كاملة.
مسيرة حافلة لشاب أربعينى
ويعد رئيس الوزراء الفرنسى المكلف ، أحد أبرز الساسة المقربين من رئيس وزراء فرنسا الأسبق آلان جوبية ، وكان متحدثا باسمه خلال الانتخابات التمهيدية الأخيرة لأحزاب اليمين المؤهلة لانتخابات الرئاسة الأخيرة. كما عمل مديراً لمكتبه فى بلدية بوردو، فضلاً عن إشرافه على الحملة الانتخابية للرئيس الأسبق جاك شيراك عام 2002.
بدأ فيليب حياته السياسية فى الحزب الاشتراكى، فى تسعينيات القرن الماضى قبل أن ينتقل إلى الحزب اليمينى "الاتحاد من اجل حركة شعبية" فى العام 2002 مستمرا فى صفوفه إلى اليوم بعد تحول اسمه إلى "الجمهوريون".
وتخرج إدوار فيليب فى كلية العلوم السياسية عام 1992 ثم المدرسة العليا للإدارة التى تعد واحدة من أعرق المدارس العليا فى فرنسا، والتحق بمجلس الدولة العام 1997.
ويشغل إدوارد فيليب حالياً منصب نائب فى البرلمان عن حزب الجمهوريين اليمينى ومنصب عمدة مدينة لو هافر.
كواليس مراوغة الساعات الست
وآثار تأخر إعلان اسم رئيس الوزراء ست ساعات كاملة تكهنات العديد من المراقبين الذين أشاروا إلى أن استعانة ماكرون بسياسى شاب من خارج حزبه شأنه كسب المزيد من الشعبية ، فضلاً عن إثارة انقسامات داخل حزب الجمهورين الذى ينتمى إليه رئيس الوزراء المكلف قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية المقررة 11 يونيو المقبل.
وبحسب المراقبون ، فإن اختيار السياسى الشاب رئيس الوزراء سيتبعه بطبيعة الحال تساؤلات عدة حول مدى ولائه لحزب الجمهوريين مستقبلاً، كما سيضمن فى الوقت نفسه قنوات اتصال مفتوحة بين ماكرون وقادة الحزب حال تعذر الرئيس عن احراز الأغلبية البرلمانية المرجوة فى المجلس القادم.
وفيما تكثف الأحزاب استعداداتها، يواجه ماكرون أزمة جديدة بعدما رفضت حركته "إلى الأمام" انضمام رئيس الوزراء السابق، السياسى الاشتراكى مانويل فالس إلى أعضاءها الأمر الذى رد عليه الأخيرة بالهجوم على ماكرون ووصفه بـ"الحاقد"، فى وقت كشفت فيه استطلاعات الرأى أن 52% فقط من الناخبين يرون أن الرئيس بإمكانه الحصول على أغلبية نيابية.
وبعد مؤشرات التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى كشفت تراجع دور الأحزاب الفرنسية القديمة، تستعد الأحزاب الاشتراكية واليسارية إلى إعادة ترتيب أوراقها على آمل استعادة قدر من ثقة الناخبين والفوز بمقاعد البرلمان.
وعلى الرغم من تعقد مهام ماكرون وجثامه التحديات التى يواجهها فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة، إلا أن حالة من الاطمئنان تسود حركة "إلى الأمام" التى يتزعمها الرئيس الشاب فى ظل الانقسامات التى ضربت حزب الجبهة الوطنية الذى تتزعمه المرشحة الرئاسية الخاسرة مارين لوبان وذلك بعدما أعلنت ابنة شقيقتها ماريون ماريشال النائبة الأصغر فى البرلمان الاستقالة من الحزب.