من المألوف أن تكون تصرفات قادة وزعماء العالم مدققة للغاية، وتخضع لبروتوكلات وحسابات صارمة، منعا لإحراج المسئولين، لكن يبدو أن القدر كان واقفا بالمرصاد لعدد من الزعماء، وأشهرهم على الإطلاق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى توصف بالمرأة الحديدية أو أقوى امرأة فى العالم، بعد أن وصلت إلى سدة الحكم فى العام 2005، خلفا للمستشار جيرهارد شرودر، وسجلت مواقف محرجة والتى تعد الأكثر عددا بين نظرائها على مستوى العالم.
"ترامب و- ميركل" صفقة غير مرضية
أثار رفض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مصافحة المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل وقت زيارتها للبيت الأبيض فى مارس الماضى، عاصفة على مواقع التواصل الاجتماعى والإعلام الأمريكى والألماني، وذلك بعدما ظهرت ميركل وهى تسأل "ترامب" عما إذا كان يريد المصافحة أمام عدسات الكاميرا، لكن الأخير صمت وبعدها خاطب الصحفيين.
تصرفات "ترامب" العفوية أو المقصودة والتى تعد خارج بروتوكلات استقبال الضيوف الكبار وخاصة أمام الكاميرات، لكن ميركل بابتسامتها المعهودة استدركت تجاهل الرئيس الأمريكى طلب المراسلين له بمصافحتها، فيما فسر تجاهل ترامب أن الرجل لم يتوصل إلى صفقة مرضية بشأن اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسى بعد أن خاطب ميركل مازحًا: "إن المفاوضين الألمان قاموا لفترة طويلة بعمل أفضل من نظرائهم الأمريكيين، وإن هذا العهد قد ولى".
ولكن بدا واضحا أن الرئيس الأمريكى وفى ختام اللقاء الرسمى حاول خلال مؤتمر صحفى تلطيف الأجواء عبر مزحة جديدة أراد منها النيل مجددًا من إدارة سلفه باراك أوباما، وفى نهاية المؤتمر مد "ترامب" يده بقوة لمصافحة المستشارة الألمانية، لترد عليه "ميركل" التحية.
"كما تدين تدان"
القدر لم يمهل الرئيس الأمريكى وقتا كافيا، حتى ظهر رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو، فى لقاء جمعه بالرئيس الأمريكى فى المكتب البيضاوى ليرد الاعتبار للمرأة الحديدية، والتقطت عدسات الصحفيين صورة للرئيس ترامب، وهو يمد يده فى انتظار مصافحة من ترودو، والأخير ينظر باستغراب إلى يد ترامب.
الانطباع الأول يدوم
المستشارة الألمانية لم تتعلم الدرس، فلم يمر سوى شهرين فقط، لتتعرض ميركل لأحد المواقف المحرجة أيضا، وخلال أول لقاء يجمعها بالرئيس الفرنسى مانويل ماكرون، فى أول زيارة خارجية له بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية، التقطت عدسات الكاميرات صورا لميركل وهى تمد يدها لماكرون بينما ينظر الأخير بعينيه إلى أعلى دون أن يرى يد المستشارة الألمانية الممدودة له، لتسجل بذلك موقفا محرجا آخر، فهل يسبب هذا الموقف عقدة لميركل؟
"ميركل والبيرة"
المستشارة الألمانية كانت على موعد مع أحد المواقف الأكثر إحراجا، بعدما سقط عدد من كؤوس "البيرة" من يد "النادل" على ظهرها، ورغم أن ميركل حاولت التماسك وابتسمت ابتسامة عريضة بالرغم من أن ثيابها كانت مبللة جراء سقوط أكواب البيرة على ملابسها.
"ميركل والكلب"
لم تتخيل مستشارة ألمانيا يوما ما، أن يقتحم كلب ذو بنية ضخمة اجتماع رسمى ومهم كاجتماعها مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، غداة مناقشة الأزمة الروسية – الأوكرانية، فى العام 2015، حيث فوجئت بالكلب الخاص ببوتين يقتحم القاعة التى شهدت اجتماعها مع الرئيس الروسى، حيث قيل ميركل كانت تحمل رسالة تهديد من الاتحاد الأوروبى يلزم روسيا بإنهاء النزاع القائم مع أوكرانيا، وهو ما فسر بأن اقتحام الكلب الضخم لهذا الاجتماع المهم رسالة من الدب الروسى بأنه لا يمكن تهديده.