شن مثقفون أقباط هجوما ضد القس مكارى يونان كاهن الكنيسة المرقسية الكبرى، بسبب تصريحاته المثيرة للجدل التى زعم خلاها أن الإسلام انتشر بالسيف والرمح، وأن مصر مسيحية، فى إطار رده على تصريحات سالم عبد الجليل التى كفر فيها الأقباط.
ووجه جمال أسعد، المفكر القبطى اتهامات للقس مكارى يونان بالإساءة للمسيحية، كما دعا لمحاكمته مع آخرين بتهمة تهديد السلم الاجتماعى فى مصر على خلفية تصريحاته التى زعم فيها أن الاسلام انتشر فى مصر بـ"الرمح والسيف".
وقال أسعد لـ"انفراد": "هذه الممارسات وتلك التصرفات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء وأولئك متاجرون بالأديان ولا علاقة لهم بالأديان من قريب وبعيد".
واعتبر أسعد أن مكارى يونان أجهض الموقف المصرى الوطنى الذى اتخذه مسلمو مصر ضد سالم عبد الجليل بعد تصريحه بـ"تكفير المسيحيين"، مضيفا: "أمثال هؤلاء الذين يكفرون الآخر يدافعون عن مصالحهم الخاصة فقط ، حيث يختلقون عدوا وهميا ليستفزوا أتباعهم لينصبونه زعيما ."
وأضاف أن مكارى يونان يسعى دائما إلى الشعبية المتخيلة، حيث يدعى أنه يخرج الشياطين والعفاريت بطريقة بهلوانية لا علاقة لها بالمسيحية"، قائلا: سبق أن اعترض الأنبا بيشوى على هذا السلوك، وطالب الكنيسة أن تحاسبه ثم نفاجأ به يقول إن الاسلام انتشر بالسيف والرمح".
وتابع المفكر القبطى: "بعد الموقف التاريخى الذى اتخذه الشعب المصرى من تصريحات سالم عبد الجليل يأتى الرجل ليتصور انه يرد بطريقة غير مباشرة من خلال الإساءة للإسلام فهل هذه هى الدعوة إلى الله ؟!"
ودعا أسعد الكنيسة المصرية لاتخاذ إجراءات ضد مكارى يونان وقال : "انتفض الأزهر والأوقاف ضد سالم عبد الجليل لأنه يمثل المؤسسة الدينية" مضيفا: "وهذه المرة الأولى التى يقوم فيها أحد المنتمين للكنيسة وهو كاهن الكاتدرائية القديمة فى كلوت بك بالإساءة للإسلام ولابد أن تتخذ الكنيسة موقفا ضده ".
ووصفت مارجريت عازر عضو مجلس النواب تصريحات القس مكارى يونان التى زعم خلالها أن الإسلام انتشر بـ"السيف والرمح"، بأنها تحض على التفرقة بين المصريين ودعت القيادات الدينية لعدم التطرق للديانات الأخرى.
وقالت مارجريت لـ"انفراد": "مصر لكل المصريين وبعد أكثر من 1400 سنة من التعايش بين المسلمين والمسيحيين فى مصر لا يجوز أن نقول مثل هذا الكلام الذى يحض على التفرقة ولابد من مراعاة أن الشعب المصرى يتعايش فى اخاء ومحبة وسلام.
وتابعت مارجريت: "الأديان السماوية تتفق فى أكثر من 90% من المبادئ والجزء الباقى هو اختلافات عقائدية ولكل شخص أن يعتقد فيما يشار، لكن دون أن يسىء للآخر"، مؤكدة على ضرورة أن يتفهم رجال الدين أن يشرحوا ديانتهم دون التطرق للأديان الأخرى.
واستطردت : "أقر الله فى كل الأديان أنه هو الذى يحاسب البشر، والتعددية الدينية تؤكد العلاقات الإنسانية منذ أن خلق الله ادم، ولو كانت العلاقات بين الأديان صراعا واقتتالا ما بقيت البشرية".
ومن ناحيته، دعا كمال زاخر، المفكر القبطى إلى عدم طرح المسائل الخلافية ذات الطبيعة العلمية على الجمهور، وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": "فى مراحل الاحتقان هناك كلام ينبغى أن يكون داخل قاعات البحث العلمى لكنه يطرح على الناس"، مشيرا إلى أن القضية ليست فى الهجوم على سالم عبد الجليل أو القس مكارى يونان ولكن فى كيفية مناقشة مثل هذه القضايا.
وأضاف : "التاريخ العربى يختلف عن التاريخ الإسلامى وعندما نلصق بالإسلام بعض الأمور التى من المفترض أنها ملتصقة بتاريخ العرب وعندما نخلط التراث بالدين فهذا امر غير صحيح ."
وتابع : "مناقشة هذه القضايا لها ضوابط إما السعى لأحداث فرقعة إعلامية فلن يوصلنا لشىء والحل هو أن نحدد ما يناقش داخل اروقة البحث العلمى وما يناقش على مستوى العامة".
يذكر أنه تداول البعض على مواقع التواصل مقطع فيديو للقس مكارى يونان كاهن الكنيسة المرقسية الكبرى يرد من خلاله على سالم عبد الجليل بتصريحات مسيئة للإسلام زعم خلالها أن مصر مسيحية وان الاسلام انتشر بالسيف والرمح.