اعتبر خبراء قرار الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل بالتعاقد مع شركة لإدارة وتشغيل السكة الحديد بمثابة إعلان فشل الحكومة فى السيطرة على مرفق السكة الحديد وإدارته، مؤكدين أن التعاقد مع شركة أجنبية ليس الحل لتحسين مستوى الخدمة بالسكة الحديد ووقف خسائر المرفق، إنما فى الاستفادة من الكفاءات المصرية وحسن توظيف الكوادر الموجودة بالسكة الحديد.
وقال المهندس محمود سامى رئيس هيئة السكك الحديد الأسبق لـ"انفراد": إن قرار التعاقد مع شركة أجنبية يحتاج إعادة نظر لأن مصر مليئة بالكفاءات المصرية والسكة الحديد نفسها بها من الكوادر التى تحتاج إلى حسن إدارة توظيف من أجل وقف خسائر المرفق وتحسين مستوى الخدمة، مستطردا: إلقاء الكلام على عواهنه من أن منظومة السكة الحديد فاشلة بالكامل غير صحيح لأن الهيئة بها من الكفاءة التى تحتاج حسن توظيفها والاستفادة منها.
وأضاف رئيس هيئة السكة الحديد الأسبق: "قرار التعاقد مع شركة تكون مسئولة عن إدارة وتشغيل القطارات يحتاج إعادة نظر.. إنما إن كان لمجرد تقديم المشورة لمجلس إدارة الهيئة ليأخذ منه المناسب لظروف تشغيلنا فهذا لا بأس به وجيد"، لافتا إلى أن وقف نزيف خسائر السكة الحديد لن يتحقق من خلال وجود شركة أجنبية لكن من خلال حسن توظيف كفاءاتنا وإمكانياتنا.
وأكد حسام فود مستشار وزارة النقل الأسبق لشئون السكة الحديد أن هذا القرار يعتبر إعلان فشل للحكومة فى السيطرة على مرفق السكة الحديد، مستطردا: "هذا القرار محكوم عليه بالفشل قبل تنفيذه لأنه لا توجد شركة أجنبية تستطيع السيطرة على عدد العاملين بالسكة الحديد الذى يصل إلى أكثر من 50 ألف عامل، متسائلا: كيف تستطيع هذه الشركة السيطرة على إضرابات سائقى القطارات أو التعامل مع وزارة الدولة ونقل السلع الاستراتيجية للدولة أو التعامل مع وزارة الدفاع؟".
وأوضح مستشار الوزارة الأسبق أن الأولى حسن استغلال موارد الهيئة والاستفادة من كافة العاملين بالسكة الحديد وفق إمكانياتهم، مستطردا: "اللى شغال بس فى الهيئة هم طوائف التشغيل أما الإداريين بالسكة الحديد الذين يقدر عددهم بالآلاف فلا يفعلون شيئا.. والشركة دى هيكون هدفها الأول تحقيق مكاسب وأرباح فلن تستطيع التعامل مع هذه الأوضاع الموجودة بالهيئة ولو تعاقدت معها الوزارة لن تستطيع الاستمرار كثيرا وستفشل".
وتابع فودة: "المناخ الحالى غير مناسب للتعاقد مع شركة أجنبية لكى تدير مرفق زى السكة الحديد فهذا أشبه بفيلم كرتون سوف تستخدمه جماعة الإخوان ضد البلد.. وهذه الشركة لن تستطيع الاستمرار.. لذلك كان الأولى تطوير البنية الأساسية وحسن إدارة كفاءات السكة الحديد والاستفادة من كافة العاملين بالهيئة وتعيين مجلس إدارة كفء يستعين بالكفاءات المصرية التى يراها مناسبة بدلا من المجلس الحالى الذى يقود الهيئة للانهيار".
فيما تعذر حصول "انفراد" على رد وزير النقل، بينما قال أحمد إبراهيم المتحدث باسم الوزارة لـ"انفراد": "لجأنا لهذا القرار لأننا فشلنا فى إدارة السكة الحديد.. وهذه الشركة ستكون بمثابة بيت خبرة عالمى يعملنا كيف ندير السكة الحديد".