مع التزايد المستمر للعمليات الإرهابية والهجمات المتطرفة، فى جميع أنحاء العالم، تكشف الوجه الحقيقى لدعاة الحريات، والحفاظ على حقوق الإنسان، فبعد أن ظلوا ينتقدون من يعانون فى الحرب ضد الإرهاب بالسياسات المتخذة ضد المشتبه فيهم، ومحاولة تقويضهم بداعى الحريات، عادت تلك البلاد لتسلك نفس النهج، بعد أن تجرعت نفس الكأس.
وبدأت حكومات العالم تتخذ خطوات وإجراءات استثنائية تجاه أى شخص يشكون فيه خاصة إذا كان مسلم، فالجماعات الإرهابية، عرضت المسلمين وغيرهم لمواقف حساسة للغاية واضطرت بعضهم للتنازل عن خصوصيتهم لتجنب الاعتقال والاستجوابات، إذ أصبحت الأجهزة الذكية والمحمولة الخاصة بالمشتبه بهم تحمل أهمية كبيرة للسلطات المختلفة فى بعض الدول، والكشف عن كلمات السر الخاصة بها أصبح أمر غير قابل للتفاوض، وعلى الرغم من أن هذا ينتهك الخصوصية، إلا أن قوانين الإرهاب تسمح بذلك، وهو ما تم اتباعه لمواجهة آفة العصر، متناسين دعوات الحفاظ على الحريات وحقوق الإنسان التى طالما نادوا بها.
القبض على مسلم لرفض تسليم كلمة السر
كشف تقرير حديث من موقع "إندبندنت" البريطانى أنه تم اتهام المدير العام لمجموعة "كيج" الدعوية بموجب قوانين مكافحة الإرهاب بعد رفضه تسليم كلمات السر الخاصة بأجهزته الإلكترونية إلى الشرطة.
وكان محمد ربانى اعتقل فى نوفمبر الماضى بعد تسليم جهاز الكمبيوتر المحمول والهاتف الذكى الخاص به للضباط لكنه رفض فتحهم بعد توقيفه وتفتيشه فى مطار "هيثرو"، والآن تم اتهامه بشكل رسمى بموجب البند السابع من قانون الإرهاب لعام 2000.
وقالت الشرطة فى بيان لها أن "فى 20 نوفمبر من عام 2016، فى مطار هيثرو، عمد "محمد ربانى" إلى عرقلة إجراءات الفحص أو التفتيش بموجب قانون الإرهاب لعام 2000، أو السعى إلى إحباطه.
ومن المقرر أن يحضر الشاب المسلم الذى يبلغ من العمر 36 عاما فى محكمة ويستمنستر الجزئية فى 20 يونيو القادم.
من الجدير بالذكر أن مجموعة "كيج" تصف نفسها بأنها "منظمة دعوة مستقلة تعمل على تمكين المجتمعات المتأثرة بالحرب على الإرهاب".
سبب رفض "ربانى" الكشف عن كلمة المرور
يقول "ربانى" إنه لم يتمكن من تسليم كلمات المرور لأنه كان يحمل بعض المعلومات الهامة الخاصة بأشخاص آخرين، ولم يكن لديه إذن لتبادلها، وأضاف أنه يعتقد أنه فعل ما يمكن لأى شخص عاقل القيام به فى ظل هذه الظروف من أجل حماية خصوصية العملاء.
وأوضح "ربانى" لصحيفة "الجارديان" أنه كان محتجزا من قبل مسئولى الحدود 20 مرة على مدى العقد الماضى، وأعيدت أجهزته له فى كل مرة رفض فيها الكشف عن كلمات السر الخاصة به.
حالات اعتقال بنفس القانون
من الجدير بالذكر أن فى عام 2013، تم احتجاز شخص يدعى "ديفيد ميراندا" من قبل شرطة العاصمة بموجب نفس قانون الإرهاب، وكان يحمل سجلات مشفرة مستمدة من البيانات التى حصل عليها إدوارد سنودن، وضبطت الشرطة جهاز الكمبيوتر المحمول، والهواتف، والـDVDs، والفلاشات وأجهزة ألعاب الفيديو بعد احتجازه، وتم استجوابه لمدة تسع ساعات.
فرنسا تعتقلك من اسم الواى فاى
بعد الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها أصبحت فرنسا من الدول الحازمة فى التعامل مع أى مشتبه به، وفى العام الماضى ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية، أن شابا يبلغ من العمر 18 عاما تم الحكم عليه بالسجن لثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ، وهذا بسبب تسمية الـSSID لشبكة واى فاى الخاصة به "Daesh 21"، فكلمةDaeshهى اختصار لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهذا كان وفقا للقانون الفرنسى الجديد لمكافحة الإرهاب (المادة 421-2-5).
تصفح موقع إرهابى يعرضك للسجن
فى نهاية العام الماضى ذكر تقرير من موقعthe vergeالأمريكى أنه تم الحكم على رجل فرنسى بالسجن لمدة عامين، بسبب زيارته المتكررة لموقع إلكترونى تابع لتنظيم داعش الإرهابى، وهذا جاء بعد أن بحثت الشرطة فى سجل التصفح الخاص بالرجل ووجدوا الصور المؤيدة لتنظيم داعش، كما أنهم وجدوا علم وشعار داعش على خلفية الكمبيوتر الخاص به.