تتقدم القوات العراقية بخطى ثابتة لتحرير ما تبقى من أحياء مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابى عقب النجاحات والانتصارات الكبيرة التى حققتها القوات العراقية مدعومة بسلاح الجو فى استهداف معسكرات ومخازن التنظيم المتطرف.
واستمرارا للعمليات التى تقودها قيادة "قادمون يا نينوى" أعلنت قيادة العمليات المشتركة تمكنها من تحرير حى الورشان فى الجانب الغربى لمدينة الموصل، إضافة لتدمير معمل لتفخيخ السيارات ومعسكر للتدريب ومخزن للصواريخ وصواريخ هاون غرب المدينة.
وقالت خلية الإعلام الحربى العراقية فى بيان صحفى، انه استنادا لمعلومات استخبارات قيادة عمليات "قادمون يانينوى" التابعة للمديرية العامة للاستخبارات والأمن نجحت فى تدمير مقر قيادة وسيطرة للقائد العسكرى لتنظيم داعش فى قضاء البعاج غرب مدينة الموصل.
ومع انطلاق العمليات العسكرية التى تقودها القوات العراقية منتصف فبراير الماضى، نجحت القوات فى التقدم بسرعة كبيرة نحو الجنوب والسيطرة على مواقع استراتيجية ومهمة أبرزها مطار الموصل وعدد من الأحياء السكنية الصعبة ما أدى لانهيار كبير فى صفوف العناصر المتطرفة التى انسحبت إلى داخل الموصل القديمة لصعوبة تعامل القوات العراقية فى الدخول لتلك الأزقة التى تتميز بها طبيعة تلك المنطقة.
ومع استمرار العمليات العسكرية تزداد معاناة المدنيين والسكان المحليين بسبب العمليات، فقد أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ارتفاع عدد نازحى غربى مدينة الموصل إلى أكثر من نصف مليون نازح عراقى منذ بدء عمليات استعادة السيطرة عليه فى 19 فبراير الماضى.
وقال وزير الهجرة والمهجرين العراقى جاسم محمد الجاف فى تصريحات صحفية إن "أعداد النازحين من ساحل الموصل الأيمن بلغت 526 ألفاً و233 نازحاً منذ البدء بعمليات تحرير ساحل الموصل الأيمن، توزعوا بين مخيمات الوزارة فى جنوب وغرب مدينة الموصل وشرقها".
وتتقدم قوات الشرطة الاتحادية العراقية نحو مسجد "النورى" الذى خرج عبره زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى فى خطبة لعناصر التنظيم المتطرف عام 2014، ويمثل أحد أبرز معاقل التنظيم المتطرف فى الساحل الأيمن لمدينة الموصل فى ظل تمركز عدد كبير من المقاتلين والقناصة فوق سطح المسجد الذى يحمل رمزية كبيرة للمتطرفين.
ومع دخول عناصر التنظيم المتطرف إلى المدينة القديمة فقد تم تحييد سلاح الجو العراقى من المعركة الأهم ضد التنظيم بسبب طبيعة المنطقة التى تصعب مهمة تحليق الطيران العراقى على ارتفاع منخفض خوفا من استهدافه بالصواريخ المضادة للطيران، إضافة لصعوبة استهداف أى عناصر متطرفة فى تلك المنطقة التى تعج بالسكان.
وتسير العمليات العسكرية فى الجانب الأيمن لمدينة الموصل ببطء شديد فى الأسابيع الأخيرة بسبب الاستراتيجية التى يتبعها عناصر داعش فى التحصن بالمدنيين فى المنطقة القديمة التى تعد أبرز معاقل التنظيم حاليا، فالتنظيم المتطرف يستغل الكثافة السكانية العالية والمساحات الضيقة فى تقييد حركة القوات العراقية التى تسعى لتقليل الخسائر فى صفوف المدنيين.
وتعد مدينة الموصل هى مركز محافظة نينوى العراقية، وتأتى فى المركز الثانى بعد العاصمة بغداد من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عدد سكانها حوالى 2 مليون نسمة، ويفصلها عن بغداد حوالى 465 كم.
وكشفت الشرطة الاتحادية العراقية عن قيام مقاتلى تنظيم "داعش" بزرع ألغاما قرب أبواب المنازل فى الموصل لمنع المدنيين من الخرو، مؤكدة ان المسلحين يستخدمون مئات الآلاف من المدنيين الذين لا يزالون في المنطقة الخاضعة لسيطرتهم كدروع بشرية ربما لتشويه ما يصفه الزعماء العراقيون بالنصر الوشيك.
وقال الفريق عبد الغني الأسدي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب للتلفزيون الرسمي العراقى: "الجهاز يتقدم بشكل متواصل فى أحياء الرفاعى والنجار".