بعد 7 سنوات فى المحاكم السويدية، قرر مدير النيابة العامة فى السويد، إسقاط تحقيقات الاغتصاب التى يواجهها مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج، ليضعوا نهاية لمواجهة قانونية منذ زمن.
وذكر مكتب الادعاء فى بيان "كبيرة المدعين ماريان نى قررت اليوم عدم مواصلة التحقيق الأولى المتعلق بمزاعم الاغتصاب ضد أسانج، ويعيش أسانج "45 عاما" فى سفارة الإكوادور فى لندن منذ 2012 بعد أن لجأ إليها لتجنب تسليمه إلى السويد. وينفى أسانج مزاعم الاغتصاب.
ويعد جوليان أسانج فى نظر أنصاره أحد الباحثين المناضلين بقوة من أجل الوصول للحقيقة. لكنه فى نظر منتقديه شخص يبحث عن الشهرة عرّض حياة كثيرين للخطر من خلال نشره كما هائلا من المعلومات الحساسة.
ويُوصف أسانج من قبل من عملوا معه على أنه شخص متحمس للغاية وفائق الذكاء، ويتمتع بقدرة استثنائية على فك شفرات برامج الكمبيوتر.
وفى عام 2006، أسس أسانج موقع ويكيليكس، الذى يهتم بنشر الوثائق والصور، والذى تصدر عناوين الصحف فى أنحاء العالم فى أبريل عام 2010 حينما نشر لقطات تظهر جنودا أمريكيين يقتلون بالرصاص 18 مدنيا من مروحية فى العراق.
لكن فى وقت لاحق من العام نفسه اعتقلته بريطانيا بعد أن أصدرت السويد مذكرة اعتقال دولية بحقه بسبب اتهامه بالاعتداء الجنسى.
وتقول السلطات السويدية إنها تريد استجواب أسانج بشأن اتهامه باغتصاب امرأة والتحرش بأخرى وممارسة الجنس معها عنوة فى أغسطس من هذا العام حين كان فى زيارة إلى ستوكهولم لإلقاء محاضرة. ويقول أسانج إن ممارسته الجنس مع المرأتين كان بإرادة كل منهما.
قضى أسانج الشهور التالية فى معركة قضائية لرفض تسليمه للسويد وهو قيد الإقامة الجبرية فى بلدة ريفية صغيرة فى إنجلترا. وأقرت محكمة جزئية تسليم أسانج فى فبرايرعام 2011، وهو ما أيدته لاحقا المحكمة العليا.
وفى 14 يونيو عام 2012، رفضت المحكمة العليا طلبه لإعادة النظر فى الطعن المقدم فى القضية.
وبعد مرور أيام قليلة، لجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور بلندن، حيث مكث هناك بعد أن منحته هذه الدولة الواقعة فى أمريكا الجنوبية حق اللجوء السياسى فى 16 أغسطس عام 2012.
ويخشى أسانج أن تسلمه السويد إلى الولايات المتحدة وأن يُحاكم هناك بسبب نشره معلومات أمريكية سرية.
وقالت الحكومة البريطانية، إنها لن تسمح له بخروج آمن إلى الإكوادور إذ أنها ملزمة من الناحية القانونية بتسليمه إلى السويد. وأكدت وزارة الخارجية السويدية أن السبب الوحيد فى رغبتها تسلم أسانج هو إمكانية التحقيق بشكل مناسب فى الاتهامات الموجهة ضده.
وأسقط الادعاء السويدى التحقيق فى اتهامات الاعتداء الجنسى بحق أسانج فى 13 أغسطس عام 2015 بعد انقضاء الفترة المحددة للتحقيق وتوجيه الاتهام. لكن أسانج لا يزال يواجه اتهاما آخر أكثر خطورة يتعلق بالاغتصاب.
ودعا وزير خارجية الإكوادور ريكاردو باتينو الحكومة البريطانية إلى احترام القرار السيادى لبلاده.
دشن أسانج موقع ويكيليكس فى عام 2006، مع مجموعة من أصحاب أفكار مماثلة لأفكاره، مبتكرا ما يطلق عليه "علبة رسائل ميتة" على الإنترنت، لمن يريد أن ينشر تسريبات.
وقال أسانج لبى بى سى فى عام 2011 "بهدف إبقاء مصادرنا فى أمان، كان علينا أن نوزع الأصول، ونشفر كل شىء، ننقل الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذلك الأفراد حول العالم لتفعيل قوانين الحماية فى دول تشريعاتها القضائية مختلفة".
وأضاف: "لقد أصبحنا بارعين فى ذلك، ولم نخسر يوما قضية أو مصدرا، لكن لا يمكننا أن نتوقع أن يفهم الجميع الجهود الاستثنائية التى نبذلها".