"والنساء فليخضعن لرجالهن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة.. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة".. "هذا السر عظيم فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها" ، هكذا يردد الشماس فى قلب الكنيسة، وعلى يمينه عروسان قد استعدا للزفاف وسط حضور الأهل والأصدقاء.. بعدها بدقائق يعلن الكاهن العروسين زوجين بينهما الرباط المسيحي المقدس.. إلا أن تلك اللحظة سبقها الكثير من الإجراءات والنفقات التي تدفع للكنيسة بمعزل عن مصاريف الزواج التقليدية وتجهيزاته.
وفقًا لنظام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غير المركزي، فإن كل كنيسة تحدد رسوم عقد صلوات الإكليل ونصف الإكليل بمعرفتها، وبمعزل عن الكاتدرائية التي تعطي السلطة المطلقة للأب الأسقف لإدارة شئون إيبراشيته، فتكاليف الإكليل في كنائس مصر الجديدة لا تقارن بتلك المحددة لقرى المنيا، ورسوم زفاف كنائس شبرا الخيمة ليست ككنائس القاهرة، بل إن كل كنيسة تحدد نظامها الخاص أحيانًا بعيدًا عن الإيبراشية التابعة لها.
من خلال التقسيم الإداري للإيبراشيات، فإن العروسين ملزمان بالزواج في الإيبراشية التابعين لها، ولكن قد يحدث وأن يتزوج شاب من إيبراشية أسيوط بفتاة من إيبراشية الإسكندرية ويقررا إقامة الأكليل بالقاهرة، ومن ثم فإن الكنيسة تتفهم أسباب إقامة صلوات الأكليل خارج الإيبراشيات التابع لها العروسان.
فى القاهرة هناك ثلاث كنائس كبرى تشتهر بإقامة صلوات إكليل الطبقة الراقية، وهى كنائس مارجرجس هليوبولس والعذراء أرض الجولف ومارمرقس كليوبترا، وجميعها في منطقة مصر الجديدة الراقية، حيث تصل تكاليف الإكليل فيها إلى ما يقرب ستة آلاف جنيه أحيانًا حسب اختيارات العروسين وتفضيلاتهما، وفقا لما يؤكده "مينا صبحى" الذى يستعد لزواجه الشهر المقبل، وتعرف بدقة على أسعار الكنائس وقرر أن يتزوج في كنيسة العذراء أرض الجولف.
تبدأ نفقات صلاة الأكليل من 300 جنيه في قرى الصعيد وليس لها سقف محدد في باقي المحافظات، كل يحدد حسب الكنيسة وإمكاناتها وتجهيزاتها، فالكنائس المزودة بتكييف ليست كتلك الصغيرة محدودة الامكانات.. وفقا للقمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد.
وحددت الكنيسة البطرسية فى القاهرة مبلغًا ماليًا لرسوم صلاة الإكليل، كما تعاقدت مع مكتب يلزم العروسين بمصور محدد للفيديو ومنسق حفلات يجري الديكورات الداخلية للكنيسة، ولا يمكن أن يتعاقد العروسين مع أي شركة أخرى خاصة بعد حادث تفجير الكنيسة، وقالت موظفة فى مكتب حجز الزفاف بالكنيسة إن الإجراءات الأمنية تتطلب ذلك فلا يمكن إدخال كاميرات غريبة إلى مقر الكنيسة.
أما كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا فتحصل على 700 جنيه كرسوم للإكليل، وتجعل الباب مفتوحًا أمام العروسين للتعاقد مع مصور أو منسق حفلات من الخارج وفقا لما أكده "ريمون" الذى تزوج في الكنيسة ذاتها منذ شهور، بينما يدفع ألف جنيه قيمة توثيق العقد مع الدولة رسميًا.
القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد قال إن كنيسته تحصل على 500 جنيه مقابل رسوم الإكليل، مؤكدًا أن تلك الأموال تذهب لصندوق الكنيسة ويتم الإنفاق منها على "إخوة الرب" أي الفقراء الذين ترعاهم الكنيسة، مؤكدًا أن كنائس القاهرة التي تشتهر بالأفراح كتلك التي في مصر الجديدة تنفق من ريعها على مناطق فقيرة كاملة وترعى كنائس أقل دخلًا ولا تتربح الكنيسة نهائيًا من وراء ذلك.
الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها فاجأ الجميع حين رفع رسوم صلوات الإكليل وفقًا لقرار مجلس كهنة إيبارشية أسيوط للأقباط الأرثوذكس، الذى يترأسه، وحدد رسوم صلوات الإكليل بالكنائس التابعة له، حيث قرر أن تكون رسوم طقس الإكليل بقيمة 1500 جنيه بالنسبة للصلاة بكنائس مدينة أسيوط، و750 جنيهًا بالنسبة للكنائس خارج المدينة، وأثار هذا القرار الكثير من الجدل بسبب عدم مراعاته للحالة المادية للعروسين أو أسرتيهما فى المحافظة المصنفة ضمن الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية.
أما الأنبا بنيامين مطران المنوفية فيلزم المقبلين على الزواج بإقامة حفل ما بعد الزفاف بالقاعة الملحقة بالكنيسة، مؤكدًا "من أجل الحفاظ على هيبة السر الكنسي المقدس واحترامه فتمنع الأغاني الخارجة والرقص وكافة المظاهر غير اللائقة".
لم يختلف الوضع في الطوائف المسيحية الأخرى، فكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية تتقاضى رسوما أكبر من باقى الكنائس الأصغر حجمًا والأقل شهرة، مثلما يؤكد القس نادي لبيب راعي الكنيسة الإنجيلية بالمقطم.
"لبيب" أوضح لـ "انفراد"، أن الأمر يعود لراعي الكنيسة وتقديره فهو لا يتقاضى أي أموال في كنيسته بالمقطم مقابل اتمام الزيجة، مضيفًا"هو تبرع للكنيسة مقابل استخدام قاعاتها وليس تجارة أو ربح".
كنيسة جميع القديسين الأسقفية بالزمالك وهى أكبر الكنائس التابعة للطائفة الأسقفية تحصل على 1500 جنيه مقابل اتمام الإكليل، وفقا لما أكدته عروس تزوجت حديثًا بها، بينما يسدد العريس 500 جنيه مقابل توثيق العقد.