تواجه بريطانيا فيضانات شديدة فى عدة مناطق فى عاصفة شديدة أطلقوا عليها اسم "ديزموند"، وكان تعامل الحكومة البريطانية مع أزمة الفيضانات والسيول مختلفا، حيث قامت بتحذير المواطنين قبلها وقامت بعدد من الإجراءات، وفى الوقت نفسه تواجه الولايات المتحدة أعاصير شديدة فى البلاد.. وهنا نرصد كيف تعاملت دول العالم مع الأزمات والكوارث المفاجئة.
1- تعاملت بريطانيا مع مشكلة الفيضانات بشكل مختلف، حيث أصدرت هيئة الأرصاد البريطانية تحذيرات من حدوث فيضانات خطيرة فى 6 مناطق، مما يشير إلى وجود خطر على حياة الناس، كما صدرت تحذيرات من هطول أمطار فى شمال إنجلترا وإسكتلندا وويلز، ونشرت الحكومة البريطانية عناصر من الجيش للمساعدة فى إجلاء مئات المواطنين المحاصرين بسبب الفيضانات التى تشهدها المنطقة، وقال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، فى تغريدة على تويتر "قلبى مع الناس الذين غمرت الفيضانات منازلهم"، كما قامت لندن بعمل لجنة متابعة الطوارئ بمتابعة الحدث لإنقاذ المواطنين المتضررين.
ويأتى هذا فى الوقت الذى تتعامل فيه مصر بأسلوب مختلف تماما، وظهر هذا فى التعامل مع مشكلة الأمطار الشديدة فى الإسكندرية، فما زالت الشوارع غير مهيأة لاستقبال هذه الأمطار وتحدث نفس المشكلات كل عام، كما تغرق البيوت والمنازل ولا يجدون من ينقذهم وتغرق المتعلقات والأثاث بدون إيجاد حلولاً لهذه الأزمات.
2- اليابان، من أكثر الدول التى تواجه أزمة الزلازل، لوقوعها فى حزام الزلازل، ولكن هذا لم يمنعها من مواجهة الأزمة والاستعداد لها، فى حين أننا فى مصر والدول العربية لا نستفيد من أخطائنا السابقة، ففى عام 2007 وقع زلزال فى غرب اليابان بقوة 6.6 درجات تسبب فى خروج قطار من مساره دون وقوع إصابات، ومع ذلك اعتبروا هذا الأمر مشكلة كبيرة وابتكروا نظاما تقنيّا لاستشعار الموجات التى تسبق الزلازل ببضع ثوان، يتم خلالها عبر مركز التحكم الرئيسى تخفيض سرعة جميع القطارات بشكل آلى حال رصد هذه الموجات وفى الزلازل التى ضربت اليابان، بعد ذلك لم تحدث أى مشكلة لخروج القطار عن القضبان، وبعد زلزال تسونامى استحدثت اليابان أنظمة رصد وتحذير من التسونامى وربطتها بشبكة دولية، وتم تطبيق هذه المنظومة بفعالية، وبعد زلزال 11 مارس 2011م تسببت أمواج التسونامى العاتية التى اقتحمت مفاعلات فوكوشيما فى ضرب أنظمة التبريد، وتسربت كميات من المواد المشعة لخارج المفاعل مسببة أزمة بيئية وصحية، وكان أول إجراء اتخذته السلطات اليابانية هو إغلاق جميع المحطات النووية فى اليابان والتأكد من إجراءات السلامة.
3- الولايات المتحدة الأمريكية ومواجهة الأعاصير، واجهت أمريكا أكثر من إعصار وواجهته بقوة، ومن هذه الأعاصير إعصار "ساندى" القادم من جزر الكاريبى وحصد أرواح أكثر من 66 شخصاً، وتمكنت أمريكا من مواجهة الأزمة، حيث أعلنت حالة الطوارئ وتم إيقاف العمل بالمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، وصارح المسئولون المواطنين بحجم الكارثة التى يعيشون فيها، وبدأت حملة جمع التبرعات العاجلة للمتضررين من الأزمة واجتماعات طارئة لتنفيذ خطة التعامل مع الكارثة، مع إيجاد دليل عمل محدد ومعروف أثناء الأزمة بدءا من رجال الإطفاء والإسعاف إلى المسئولين عن شبكات الكهرباء والماء وحتى المفاعلات النووية كل إدارة تطبق الخطة المسبقة، ولا تنتظر توجيهات من أحد أو توصيات، وعقد أوباما اجتماعات عاجلة لمواجهة الكارثة الطبيعية، وبذلك استطاع أوباما مواجهة الكارثة بحكمة وتعلم من الأخطاء التى ارتكبها الرئيس جورج بوش مع إعصار كاترينا، التى لم تستطع الولايات المتحدة مواجهته بشكل فعال وخلف وراءه آلاف القتلى.
4- المكسيك ومواجهة إعصار باتريشيا، أقوى أعاصير فى النصف الغربى من الأرض، حيث قامت السلطات المكسيكية فى إجلاء السكان قبل وصول الإعصار، الذى يضاهى فى قوته إعصار هايان الذى ضرب الفلبين عام 2013، وأُعلنت حالة الطوارئ فى الولايات المكسيكية الثلاثة المتوقع مرور الإعصار به، وأعلنت الحكومة عن وجود أماكن إيواء تستوعب حوالى 259 ألف شخص.
5- زلزال سيشوان، من الكوارث التى ضربت الصين فى عام 2008، وبلغت شدة الزلزال 7.8 حسب مقياس ريختر، واستطاعت الصين مواجهة الكارثة بحكمة، حيث سمحت الصين لفرق إغاثة من كوريا الجنوبية، روسيا، وسنغافورة بالمشاركة فى عمليات الإنقاذ، كما قامت بجمع التبرعات للأسر المتضررة وقدمت لهم تعويضات كبيرة.