نقلًا عن العدد اليومى..
لم يتصور كثيرون أن هناك بالفعل فرقا أصبح واضحا بين من يمارسون معارضة سياسية، ومن يقومون بنفس الدور من دون أن ينجحوا فى إقناع أحد بأنهم يقومون بدور ما فى سياق السياسات.
وقد أشرنا إلى حالات مختلفة لنشطاء أو حقوقيين يمارسون عملهم باتجاه واحد وينفذون غالبا تعليمات واضحة بصرف النظر عن اقتناعهم، وقلنا إن هناك حالة انتشرت لدى قطاعات من النشطاء عندنا فى التعامل مع حادث وفاة الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، وكيف تحول الأمر إلى حالة لطم وصراخ من قبل بعض الحقوقيين والنشطاء ممن تبنوا تفسيرا واحدا يرضيهم أن الشرطة فعلتها، ورأينا كيف أن نشطاء وحقوقيين نشروا بيانات وخطابات يدعون فيها الأجانب لعدم زيارة مصر لأن القتل فى مصر على ودنه.
أما الجزء التالى المثير للضحك أن يتبنى واحد يزعم أنه أستاذ تاريخ وجهات نظر مختلة فى موت الطالب الإيطالى ويدور ويلف ليصل إلى أن موت الطالب الإيطالى من شأنه أن يؤثر على البحث العلمى فى مصر. ويتحدث عن إقبال الباحثين على البحث العلمى وكيف تتأثر.
الأكاديمى الذى يكتب تحليلا ينشره فى مدونة تابعة للإخوان يتبنى وجهات نظر متداخلة ومتناقضة لكنه يقدم ما يبدو أنه يرضى الممول لهذه الأفكار، ويصل به الادعاء أنه يرى موت الطالب يؤثر على البحث العلمى، ويبدو من واقع عمل التيارات النشيطة والحقوقيين المحددين والتابعين لجهات تمويل واضحة أنهم غالبا ما يتفقون على تنظيم حملات واحدة فى وقت واحد وبنفس الطريقة فى مواقع التواصل أو هم يتركون القضايا الأكبر ليمسكوا فى شائعة أو يلفتوا النظر عن الفعل الأهم.
نحن بالفعل أمام شكل جديد واداء مختلف يتماشى مع عصر المعلومات لكنه غالبا يدخل ضمن حرب معلومات تستند إلى التشويه والتضخيم ولفت الأنظار بعيدا عن الإيجابيات إلى السلبيات وتسعى لنشر الاكتئاب والحزن والبكائيات.
وكما قلنا إننا لم نرََ مواطنى الدول الكبرى يشمتون فى بلادهم أو يعادونها أو ينشرون شائعات أو تحريضا، بل رأينا تضامنا من جهة والأمر الأهم هو مواجهة قانونية لكل من يستخف دمه أو ينشر ما تشم منه الأجهزة الأمنية أو السياسية أنه تحريض على العنف أو تضامن مع متهم بالقتل والإرهاب بينما عندنا نرى تضامنا حقوقيا مع الإرهابيين والقتلة ومن تم تصويرهم بالصوت والصورة، ونرى فقط عندنا دفاعا عن متهمين بنقل المعلومات.
الواضح فى كل هذا هو أن التمويل وحده يفرق حقوقيا عن آخر أو ناشطا عن زميله لأن التمويل هو الذى يشغل بال من يمارسون لعبة النشطاء، ونظارة واحدة على أنشطة كثير من النشطاء والمختصين والحقوقيين نكتشف أن أى منهم ليس له وظيفة محددة ومع هذا تسير أحوالهم ويحصلون على مقابل سخى لخدماتهم التى لا تتجاوز أنشطة على مواقع التواصل أو رسائل تحريض هنا وهناك أو تلك الرسائل التى تدعو الأجانب لعدم السفر لمصر.
والمدهش أن أى من هؤلاء المدعين لم يسبق لأى منهم أن أعلن ولو على سبيل الخطأ التضامن مع شهداء يسقطون فى مواجهة الإرهاب ليعيش هؤلاء الناشطون بسعادة ويرسلوا خطابات باللغات الأجنبية إلى السياح يخوفونهم ويرعبونهم حتى لأياتوا إلى مصر. وهى رسائل تحريض مدفوعة مسبقا.