حصل "انفراد" على الاعترافات التفصيلية التى أدلى بها عدد من المتهمين مرتكبى جرائم تفجير الكنائس الثلاث (البطرسية بالعباسية، ومامرقس بالإسكندرية، ومارجرجس بطنطا)، والهجوم على كمين النقب،والتى أكدت أن عددا من المتهمين كانوا من بين المشاركين فى الاعتصام المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية بمنطقة رابعة، فضلا عن التحاق عدد منهم بتنظيمى القاعدة وداعش الإرهابيين داخل الأراضى الليبية، وتلقيهم تدريبات بدنية وعسكرية داخل معسكرات للتنظيمين.
وجاء بالاعترافات إقرار المتهمين بالانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابى، واعتناقهم الأفكار التكفيرية التى يقوم عليها التنظيم، والتى تقوم على تكفير الحاكمن وشرعية الخروج عليه، ووجوب قتاله وأعضاء الهيئات القضائية والنيابية وأفراد القوات المسلحة والشرطة، بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، واستهداف منشآتهم والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين، واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، مشيرين إلى تلقيهم تدريبات عسكرية وأمنية لتحقيق هذه الأغراض الإرهابية.
وأقر المتهمون فى الاعترافات بأنهم تلقوا تدريبات متنوعة داخل معسكرات في مناطقة صحراوية، على كيفية استعمال الأسلحة النارية بأنواعها ورفع اللياقة البدنية، وكيفية تصنيع وتفجير العبوات المفرقعة والسترات الناسفة المعدة لتنفيذ العمليات الانتحارية، وآليات تأمين سبل الاتصال بينهم بالتواصل عبر برامج إلكترونية مؤمنة مثل تطبيق (تيليجرام) لتفادى الرصد الأمنى.
كما تضمنت الاعترافات التى أدلى بها المتهمون، أنهم كانوا يستهدفون الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالعملية الانتحارية التى نفذها المتهم "محمود شفيق"، حيث قرروا أن يكون الاستهداف من خلال باب الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية، إلى جانب أنه فى ختام الدورات التدريب البدنية والعسكرية والفكرية التى كانت تستهدف ترسيخ معتقدات الجماعة لديهم، بايعوا "أبو بكر البغدادى" زعيم تنظيم داعش الإرهابى.
وأوضح المتهمون أنهم فى سبيل تمويل خليتهم الإرهابية، كانوا يقومون بالاستيلاء على سيارات مهربى البضائع والسجائر المارة بالقرب من طريق الواحات البحرية، كرها عن مستقليها، باستخدام الأسلحة النارية، فضلا عن التمويل المالى الذى كان يقدمه عناصر الخلية فى سبيل تنفيذ أغراضها.
وأضافوا أنه فى أعقاب مشاركتهم بتجمهر الإخوان بـ"رابعة"، وقفوا على قناعة وجوب قتال الحاكم، وأفراد القوات المسلحة والشرطة والعاملين بمؤسسات الدولة المصرية، بدعوى كفرهم لامتناعهم عن تطبيقهم الشريعة الإسلامية.
وقال المتهم "وليد أبو المجد عبد الله عبد العزيز" فى معرض اعترافاته أمام النيابة، إنه فى إطار العمليات العدائية التى ارتكبتها الجماعة، والتى تستهدف المسيحيين ودور عبادتهم، شارك فى تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، تحقيقا لأغراض الجماعة، مشيرا إلى أنه تلقى تكليفا من المتهم "عمرو سعد عباس" بلقاء المكنيين (أبو عبد الله التونسى وأبو نافلة السعودى)، والمتهم "محمد يوسف أبو بكر" فى 6 ديسمبر من العام الماضى، على مقربة من المعسكر المخصص لإعداد العناصر الإرهابية بسوهاج، وتسلما منهما جوالين تضمنا 5 بنادق آلية وذخائرها وسترتين ناسفتين تحويان مواد مفرقعة، وبيمين كل واحدة منها فتيل ومفتاح كهربائى، وباليسار مقبض للتفجير.
وأضاف المتهم أنه تم إخفاء تلك الأسلحة والمفرقعات فى مسكن أحد المتهمين، قبل أن يصدر المتهم "عزت محمد حسن" التكليف باستهداف الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وقتل مرتاديها بتفجيرها بسترة ناسفة يرتديها انتحارى بعث به من شمال سيناء لمنطقة الزيتون بمحافظة القاهرة، مشيرا إلى أنه التقى الانتحارى "محمود شفيق" المكلف بالتنفيذ عقب عودته إلى القاهرة قادما من سوهاج فى المقر المخصص لإيواء عناصر الخلية بمنطقة الزيتون.
وأوضح المتهم "وليد أبو المجيد"، أن المتهم "عمرو سعد عباس" تولى تجهيز الانتحارى محمود شفيق، وإلباسه السترة الناسفة على سبيل التجربة، للتأكد من جاهزيتها، ثم اتفق عدد من المتهمين على رصد الكاتدرائية المرقسية قبل يوم التنفيذ، حيث وقفوا على مداخلها وقوة تأمينها، وحددوا نقطة لاستهدافها، متخذين من باب الكنيسة البطرسية ـ المجاور لمدخل الكاتدرائية ـ مدخلا للتفجير.
وأشار المتهم إلى أن "عمرو عباس" هو الذى حدد موعد تفجير الكنيسة، ووزع الأدوار على بقية المتهمين فى الخلية من المشاركين فى تنفيذ العملية الإرهابية، وأعد السترة المفرقعة، وتيقن من تفعيل مصدر كهرباء مفتاح تفجيرها، وجهز ملابس الانتحارى، حيث تتحكم يده اليمنى بمفتاح التفجير، واليسرى بالصاعق الميكانيكى الاحتياطى، وأنه عقب تيقن المجموعة المنفذة من حدوث الانفجار على النحو المخطط له، توجه عدد منهم عائدين إلى معسكر الخلية بمزرعة المراشدة بمحافظة قنا.
واستعرض المتهمون فى معرض اعترافاتهم، كيفية تنفيذ عملية استهداف كمين النقب بطريق الوادى الجديد، وقتل القائمين عليه فى إطار العمليات العدائية التى ارتكبتها الجماعة، والتى تستهدف أفراد الشرطة ومنشآتها، حيث تولى المكنى بـ"أبو نافلة السعودى" تدريب العناصر المكلفة بالتنفيذ على استعمال الأسلحة النارية الآلية، فيما تولى المتهم "حمادة جمعة محمد معداوة" واسمه الحركى "عبد الله التونسى" عملية التدريب البدنى.