تعانى دول منطقة الشرق الأوسط والعالم من انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف ولجوء المتطرفين للقيام بعمليات انتحارية فى عدد من الدول وعلى رأسها الدول الأوروبية والغربية التى عانت من الإرهاب خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يكشف عدم قدرة أى دولة فى العالم على العمل بشكل منفرد لمكافحة الإرهاب وملاحقة عناصره.
وعلى خلاف غيرها من العمليات الإرهابية ، تظل العمليات الانتحارية وتلك التى تتم بواسطة الأحزمة الناسفة الأكثر صعوبة فى رصدها ومنع حدوثها مهما امتلكت الأجهزة الأمنية من امكانيات بشرية وتكنولوجية وتقنيات عالية.
وتتطلب مكافحة التنظيمات الإرهابية المتطرفة تضافر الجهود المشتركة بين كافة الدول التى باتت على رادار الجماعات المتطرفة وفى مقدمتها الدول المشاركة فى التحالف الدولى وعدد من الدول الكبرى وفى مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وبالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التى تتخذها عدد من الدول العربية وفى مقدمتها بريطانيا إلا أن الفشل بات يلاحق تلك الدول التى ترفض التعاون الأمنى مع دول المنطقة لمحاصرة التنظيمات الإرهابية المتطرفة وقطع التمويل عنها، إضافة لتبادل المعلومات الاسخباراتية حول العناصر المتشددة التى تشكل خطرا على دول المنطقة والعالم.
الهجوم الإرهابى الذى تعرضت لها مدينة مانشستر البريطانية أثبت عدم قدرة أى دولة فى العالم على إحباط عمليات انتحارية تتم بواسطة أفراد داخل تلك الدول، ما يتطلب إعادة تقييم تلك الدول المهددة من قبل المتطرفين لعلاقاتها الأمنية ومدى تعاونها مع الدول التى تشهد صراعات مسلحة فى المنطقة والتى يمكن أن تتبادل مع المعلومات الاستخباراتية للتنبؤ بأى خطر إرهابى يهدد تلك الدول.
ولم يكن هجوم مانشستر الإرهابى هو الأول فى قلب بريطانيا – المصنفة كأقوى الدول على المستوى الأمنى والاستخباراتى – ففى 22 مارس الماضى نفذ متشدد عمليات دهس وطعن قرب مبنى البرلمان البريطانى فى العاصمة لندن ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وتثبت العمليات الأخيرة فى بريطانيا وجود تحد جديد للندن لمواجهة العمليات الانتحارية التى يبدو انها ستزداد وتيرتها فى الفترة المقبلة.
ووفقا لتقارير إخبارية غربية تسببت الهجمات الإرهابية عام 2016 بوقوع 11621 قتيلاً وجريحاً بزيادة معدلها 19% عن الفترة نفسها من عام 2015، وكان 78% من مجموع الضحايا من المدنيين، وقد تحولت الهجمات الانتحارية من سلاح استثنائى نادر لأبرز الأسلحة التى تستخدمها التنظيمات الإرهابية فى السنوات الأخيرة.
وتعرضت فرنسا لأشرس الهجمات الإرهابية خلال السنوات الثلاث الأخيرة تنوعت ما بين عمليات إطلاق نار واحتجاز رهائن وتفجير انتحارى لمتشددين من أصول مغربية خلال ملاحقة الشرطة الفرنسية لهم، وفى نوفمبر 2015 وقعت هجمات فى باريس، والتى تعرضت لسلسلة هجمات متزامنة أسفرت عن سقوط 130 قتيلا، غالبيتهم من الشباب، إضافة إلى 350 جريحا، واستهدفت الهجمات مسرح باتاكلان فى باريس، واستاد دو فرانس وعدد من مقاهى ومطاعم العاصمة.
وقد طال عاصمة الإتحاد الأوروبى بروكسل هجوم انتحارى هو الأقوى بالأحزمة الناسفة فى المطار الرئيسى فى البلاد وهو مطار بروكسل ما أدى لمقتل وإصابة العشرات، وهى نفس الطريقة التى نفذ به الهجوم الذى استهدف إقليم بافاريا جنوب ألمانيا حين أقدم انتحارى على تفجير نفسه ما أدى لمقتل وإصابة 21 شخص.
سلاح الأحزمة الناسفة والمفخخات هى أخطر الأساليب التى تتبعها التنظيمات الإرهابية والأكثر صعوبة فى عملية رصدها، وقد عانت مصر من استخدام عدد من الإرهابيين للأحزمة الناسفة فى استهداف الكنائس المصرية بداءا من هجوم الكاتدارئية فى العباسية وتفجيرى الكنيسة البطرسية وكنيسة مارجرجس فى طنطا.