بعد أقل من أسبوعين على تنصيبه رئيساً، بادر الرئيس عبدالفتاح السيسي، نظيره الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون باتصالاً هاتفياً لدعوته إلى زيارة القاهرة، الأمر الذى رحب به ماكرون مؤكداً حرصه على دعم وتطوير العلاقات بين البلدين.
وفى الاتصال الأول بينهما، أعرب ماكرون خلاله عن تطلعه للتنسيق والتشاور مع الدولة المصرية فى العديد من الملفات الإقليمية والدولية، فضلاً عن مواصلة التعاون بين القاهرة وباريس فيما يتعلق بتحقيقات حادث سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس العام الماضى.
وتتسم العلاقات المصرية ـ الفرنسية بقدر عال من التوافق فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية وفى مقدمتها أولوية التصدى للعنف والتطرف وتنسيق المواقف فى الحرب على الإرهاب. وتجمع البلدين علاقات تعاون عسكرى واقتصادى يتوقع مراقبون أن يشهد المزيد من الاستقرار والتعاون خلال فترة الرئيس الفرنسى الشاب.
وفى صدارة ملفات التعاون بين مصر وفرنسا، تأتى العلاقات الاقتصادية ، حيث توجد على الأراضى المصرية قرابة 100 شركة فرنسية توظف أكثر من 50 ألف شخص فى قطاعات متنوعة من بينها المصارف والشركات السياحية وشركات النقل الجوى والبحرى وغيرها، بخلاف شركات الاتصالات وسلسلة الهايبر ماركت وشركات الطاقة .
وتربط القاهرة وباريس علاقات تعاون على الصعيد الأمنى والعسكرى شهد تطوراً ايجابياً على مدار الأعوام القليلة الماضية حيث أقدمت مصر على تعزيز قدراتها العسكرية بإبرام صفقة شراء طائرات الرافال وحاملة الطائرات مسترال ، ذلك بخلاف التعاون والتدريب المتبادل بين قوات البلدين.
وفى مجال التعليم والبحث العلمى، تمتد علاقة البلدين بشكل مميز منذ عقود، حيث يتواجد 3500 طالب فى الوقت الحالى بـ13 شعبة فرنسية داخل 5 جامعات فرنسية، بخلاف 14 ألف طالب فى المعهد الثقافى الفرنسى داخل مصر، فضلاً عن وجود 11 مدرسة فرنسية معترف بها تضم أكثر من 7 آلاف تلميذ فى مصر، ذلك بالإضافة إلى وجود ألفين طالب مصرى فى فرنسا من ضمنهم 65 حاصلين على منح دراسية.
وعلى مدار الحكومات والأنظمة المتتالية فى البلدين، تحرص القاهرة وفرنسا على دعم علاقتهما بشكل مستمر، ففى الفترة من 2015 وحتى الآن، شهد البلدين زيارتين رئاسيتين ، بخلاف 13 زيارة آخرى على مستوى الوزراء.