تجاهل الرئيس التركى، القمة الإسلامية الأمريكية والتى اختتمت فعالياتها مساء الأحد، فى عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، متغيبا عن أكبر تجمع إسلامى شارك فيه زعماء 55 بلدا، بالإضافة إلى مشاركة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بدعوى مشاركته فى مؤتمر الحزب الحاكم فى أنقرة والذى عاد لأحضانه مجددا عقب تعديل دستورى مثير للجدل، منحه صلاحيات مطلقة فى حكم البلاد.
ورغم أن التمثيل التركى كان متواضعا فى القمة التى تعد الأولى من نوعها من أجل محاربة الإرهاب والفكر المتطرف كأولوية، وتوقيع مذكرة تجفيف منابع الإرهاب، إلا أنها لم تشهد زخما كبيرا فى الإعلام التركى، مثل الذى شهده انعقاد المؤتمر الاستثنائى لحزب العدالة والتنمية الحاكم، والذى أعيد فيه إردوغان رئيسا للحزب من جديد.
ومع توقيع وزير الخارجية التركى مولود جاوش أوغلو عمليا، على مذكرة تفاهم لتأسيس مركز لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، كسائر البلدان الإسلامية فى الرياض، إلا أن تنفيذها على أرض الواقع سيظل مصحوباً بتساؤلات عدة وعلامات استفهام، فى وقت لا يزال فيه الدعم التركى اللوجيستى يتدفق إلى الجماعات المسلحة فى الأراضى السورية، والحدود مع سوريا مفتوحة على مصراعيها للمقاتلين، ورواج تجارة النفط للدولة التركية مع تنظيم داعش الإرهابى، فضلا عن إيواء أنقرة للفصائل الإرهابية.
وفى وقت أكد فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة الإسلامية على أن الإرهابى ليس من يحمل السلاح وإنما من يسلحه ويموله ويدعمه بأى طريقة مباشرة أو غير مباشرة، يثبت النظام التركى يوما تلو الآخر، تورطه فى دعم الإرهاب، ليس بالمال والسلاح فقط وإنما أيضا من خلال الترويج لأفكارهم التكفيرية المتطرفة، وبحسب وسائل إعلام تركية معارضة وافقت السلطات التركية على توزيع كتاب يروج لتنظيم داعش، ويعتبر الكتاب المجازر والأعمال الإرهابية التى قام بها تنظيم داعش جهادًا.
ويرى مراقبون أن مذكرة تجفيف منابع الإرهاب، لن تثنى تركيا عن الدور المخرب الذى تلعبه فى الإقليم، وعدم اهتمام الإعلام التركى والرئيس بقمة مكافحة الارهاب، يشير إلى أنها ستضرب بها عرض الحائط، وستواصل دعم الجماعات المسلحة فى سوريا، والتدخل فى الأراضى العراقية، واستضافة الجماعات الإرهابية على أراضيها، ومنحهم كافة الإمكانيات والأبواق الإعلامية لتدمير الدول.
وفى وقت تجنب فيه إردوغان عن الحديث عن القمة المنعقدة لمكافحة الإرهاب، اتهم الرئيس التركى، الاتحاد الأوروبى بـ"النفاق" فى التعامل مع بلده، واتباع سياسة مزدوجة تجاه بلاده وعدم احترام الشعب التركى، مهددا بروكسل من جديد بخروج أنقرة من المفاوضات حول الانضمام للاتحاد.